أكبر مشروع إعادة تأهيل يعيده إلى واجهة الحياة
التقاء / أحمد محمد القمريشعرت الحكومة اليمنية بالضرورة الحتمية الداعية إلى الاهتمام بهذه الصناعة بعد أن شهدت تراجعاً ملحوظاً وصل إلى حد توقف دوران عجلات مصنع العزل والنسيج وهو ما انعكس سلباً على واقع وحجم زراعة القطن في السنوات الأخيرة ومن هنا تبرز أهمية إعادة تأهيل المصنع كقضية وطنية لما يحمله من رمزية تاريخية احتلت مكانة في قلوب اليمنيين كأولى الثمار الصناعية التي نشأت عقب الثورة اليمنية المباركةفي هذا الحوار سنناقش المرحلة الراهنة للمصنع والمشروع العملاق لإعادة تأهلية بعد أن ذهب الوهن والعجز وامتلأ المصنع عنفوانا وشبابا من خلال لقائنا مع الأستاذ / إسماعيل إبراهيم المحطوري مدير عام الشئون المالية والإدارية والذي تحدث نيابة عن الأخ / محمد حاجب رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للغزل والنسيج ........... فإلى الللقاء[c1] ماذا يعنى إعادة تأهيل مصنع الغزل والنسيج بالنسبة للصناعات الوطنية إجمالاً ؟[/c] بداية أشكر صحيفة 14 أكتوبر الأوسع انتشارا والأنقى نبضاً في قلوب اليمنيين وأشعر بعمق المسؤولية للتحدث بلسان قيادة المؤسسة ممثلة في الأخ محمد حاجب رئيس مجلس الإدارة نظراً لسفره لوضع اللمسات الأخيرة في منظومة إعادة تأهيل مصنع الغزل والنسيج، وفيما يتعلق بمشروع إعادة التأهيل وأهمية بالنسبة للصناعات الوطنية فيأتي في إطار رعاية واهتمام القيادة السياسية ممثلةً في باني نهضة اليمن الحديث فخامة الأخ/ على عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي يدفع بعجلة التنمية الشاملة عبر مؤسسات الدولة المختلفة للنهوض بواقع الصناعات الوطنية بشكل عام ومنها صناعة الغزل النسيج إذ أن إعادة تأهيل المصنع أصحبت قضية وطنية هامة لما يملكه من رمزية المصنع بمراحل تطور غير عادية أسهمت في تغذية السوق من المنتجات النسيجية لعقود من الزمن ونظراً لتقادم السنوات والظروف الاقتصادية وإنطلاقاً من رؤية الحكومة وبرنامجها العملي الساعي إلى ترجمة وتنفيذ البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية حفظه الله جاء مشروع إعادة التأهيل كأهم القضايا الرئيسية لاستعادة الصناعات النسيجية وتنشيطها لما ستلعبه من دور تنموي من خلال خلق فرص عمل تحسن من مستوى معيشة العاملين من أبناء وطننا الحبيب .[c1] كم حجم القوى العاملة التي يشغلها وسيشغلها المصنع ؟[/c] ما يتعلق بالعمالة الموجودة داخل المصنع فهي تزيد على ( 1250 ) عاملا إلى جانب الفرص الكثيرة التي سيخلقها مشروع إعادة التأهيل سواءً في تنشيط زراعة القطن وما يترتب عيها من عمالة موسمية ومستمرة أو على صعيد فرص العمل التي سيخلقها على صعيد السوق تجارياً خصوصاً بعد أن يبدأ المصنع بالعمل.[c1] وماذا عن حجم الميزانية التشغيلية التي ستمكن المصنع من الوصول إلى الاعتماد الذاتي ؟[/c] لقد تم الأخذ عند إعداد الموازنة بالكثير من الاعتبارات المرتبطة بكل مراحل الإنتاج وكافة جوانب التسويق مع التأكيد بان مؤشرات الجدوى جيدة وتسمح بأي تغيرات مستقبلية سواءً في جانب النفقات أو في جانب الإيرادات ومن هنا أشيد بتفهم الأخ/ نعمان طاهر الصهيبي وزير المالية لظروف المؤسسة العامة للغزل والنسيج ودعمه ومساندته لسرعة تشغيل المصنع وانأ على ثقة بان المؤسسة ستصل إلى الاعتماد الذاتي في فترة قصيرة من بدء التشغيل .[c1]إذن متى ستتحرك ماكينات المصنع وتدب فيه الحياة من جديد ؟[/c] فيما يتصل بالإطار والتحديد الزمني لعودة الحياة إلى المصنع فهي لا تتجاوز الأشهر القليلة القادمة حتى يتم الإعلان رسمياً عن بدأ الإنتاج فالعمل الآن جار على مختلف الأطر لتحريك عجلة الإنتاج فقد تم خلال الفترة الماضية إدخال الآلات الجديدة إلى المصنع وتمت عمليات الاختبارات الفنية استعداداً للتشغيل وحقيقة أقول ما كان لتلك الخطوات أن تتم لولا الجهود المتفانية والمتابعة المتواصلة التي يبذلها معالي الدكتور / يحيى يحيى المتوكل وزير الصناعة والتجارة.[c1] ماذا عن الجانب التمويلي للمشروع ؟[/c] يأتي الجانب التمويلي لإعادة تأهيل المصنع في إطار برتوكول التعاون الاقتصادي والفني الموقع بين بلادنا والحكومة الصينية يتم تنفيذه على مرحلتين :. مرحلة الغزل - ومرحلة النسيج وقد سعت الحكومة لإيجاد شريك إستراتيجي سيتولى إعداد أقسام التحضير والصباغة بتقنيات أوربية كما أن لدى المؤسسة توجها لإنشاء معمل حديث ومتكامل للخياطة يستوعب (2850) عاملاً جديداً ومن هنا يعتبر الجانب التمويلي أحد ثمار أو بالأصح استثمار حقيقي لعلاقات القيادة السياسية لهذا الوطن المتسارع في النمو والتحديث والتطوير وتسخير كل الإمكانات لجوانب البناء الداعم للاقتصاد الوطني.[c1] ماذا عن الطاقة الإنتاجية للمصنع ؟[/c] فيما يتعلق بالطاقة الإنتاجية خصوصاً في مرحلة الغزل وهي المرحلة الحالية فستساهم هذه المرحلة في رفع الطاقة الإنتاجية من ما كان عليه المصنع مما لا يتجاوز (1.06) طن في اليوم إلى طاقة إنتاجية جديدة تتجاوز عشرة أطنان في اليوم الواحد أي عشرة أضعاف ما كانت عليه الإنتاجية وهذا فارق واضح وتطور جيد بفضل الآلات أو المكائن الحديثة التي تمكننا من تقديم منتجات متنوعة ومتميزة ومتطورة تتناسب مع سوق الاستهلاك وتنافس المنتج الخارجي نظراً لجودتها وفارق كلفتها الشرائية أمام المنتج الخارجي .[c1] ماذا عن الجانب المتعلق بالكادر الفني المواكب للآلآت الحديثة ؟[/c] هنا يجب الإشارة إلى أن المصنع يمتلك كوادر وخبرات فنية لا يستهان بها لما تحمله من قدرات علمية إضافةً إلى رصيدها العملي والعلمي التراكمي عبر الفترات الزمنية الماضية كما أن المؤسسة تتبنى برنامجاً تدريبياً شاملاً داخلياً وخارجياً ولا توجد أي صعوبة أمام كوادرنا في التعامل مع الآلات الجديدة أو الحديثة لأن قيادة المؤسسة ممثلة في الأخ / محمد حاجب اتخذت قراراً إلزاميا لموظفي المصنع بمتابعة خطوات التركيب والتشغيل عندما قامت الشركة الصينية بتركيب الآلات وتشغيلها .[c1] بعد توقف دام أربع سنوات أين تكمن أسباب هذا التوقف ؟[/c] سبب توقف المصنع يكمن في اعتماده منذ إنشائة على البيع بأكثر من 80 % مما ينتجه على جهة حكومية واحدة وتراجعت هذه الجهة عن التعامل مع منتجات المصنع ولها مبرراتها بأن المصنع يعتمد نمطاً إنتاجيا واحداً أضحى قديماً وغير مطلوب لأن المصنع لم تكن لديه خطوط إنتاجية سوى خط واحد .وهذا الوضع أثر تأثيراً بالغاً على المؤسسة العامة للغزل والنسيج ما دفعها إلى إيقاف المصنع بغرض تحديثه وتنويع خطوطه الإنتاجية لتواكب منتجاته طلب المستهلك وسلع السوق الحديث .كما أن أهم الآثار السلبية لتوقف المصنع انعكس في تراجع زراعة القطن اليمني وإنتاجيته على اعتبار أن المصنع الوعاء الوحيد أو الشامل له .[c1] من هذا المنطلق هل تتوقعون نشاطاً زراعياً للقطن بعد إعادة تشغيل المصنع ؟[/c] أكيد لأن دوران عجلة المصنع ستزيل الخوف من قلوب المزارعين وتشجعهم على مضاعفة طاقاتهم واتساع رقعة القطن الزراعية وانتعاش السوق المحلي للقطن مما يهيئ بل ويبشر بفائض كبير في إنتاج القطن كثروة وطنية تتجه نحو التصدير الذي سيرفد الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة ومن هنا أجزم بأن المزارع للقطن سيزداد نشاطه وبالتالي إنتاجه بعد تشغيل المصنع واستمراره في الإنتاج سيؤدى إلى تنمية زراعة القطن في اليمن عموماً .[c1] ماذا عن المشاكل والعراقيل التي تواجهونها ؟[/c] حقيقة إن أكثر المشاكل التي تواجهنا هي عدم الالتزام القاطع من الانتهاء من الأعمال الإنشائية في صالة النسيج من الجهات المنفذة حيث تأجل موعد التشغيل لمرات متعددة نتيجة لعدم الالتزام بموعد نهائي[c1]كلمة أخيرة [/c]أود توجيه رسالة إلى كل اليمنيين الذين تجمعهم قيم الحب والولاء والانتماء لهذا الوطن وثورته المباركة والتي أتى من ثمارها مصنع الغزل والنسيج بأهميته تتكاتف الجهود بين كل مكونات اليمن المعاصر والتي منها المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية لخلق قناعة واعتزاز بالصناعة اليمنية