“اعط العيش لخبازه” مثل مشهور ويعني أن لكل شيء أو مجال أشخاصه الذين يختصون به، ولكننا أصبحنا اليوم في زمن صار”العيش” في أيدي أناس آخرين.. بعيدين كل البعد عنه ولا يعرفون عنه شيئاً سوى الكسب المادي فحسب.وما جعلني أتطرق لهذا الموضوع هو تدخل بعض الأشخاص في مهنة الصحافة وهم “أغراب” عن مهنة الصحافة والكتابات الصحفية بما فيها من أخبار أو مقالات صحفية ، ومثلهم كمثل من يدعي بأنه طبيب ويقدم على معالجة المرضى وهو لا يعلم عن مرضهم شيئاً.فأصبح كل من أمسك قلماً بيده وبدأ بكتابة ورقات أدعى بأنه صحفي أو أنه كاتب وله كتابات منشورة في الصحف، علماً بأن الكتابة الصحفية فن.. واختصاص.ففي الآونة الأخيرة ظهر أشخاص ليسوا صحفيين، يحاولون احتكار مهنة الصحافة ليس لحبهم لها وإنما رغبة منهم في الكسب العائد منها أو لكسب مبالغ مالية من جهات أو أشخاص معينين ويدعون بأنهم صحفيون، علماً بأنهم لا يمتون لمهنة الصحافة بصلة إنما غرضهم هو المال فقط.من جهة أخرى فإن هناك أشخاصاً مختصين في المقالات والأخبار الصحفية لكنهم لا يجدون الفرصة، والبعض الآخر يعمل في الصحافة ولكن قلمه يظهر ركاكة كتاباته بحيث يصعب استيعاب القارئ لمحتوى المقال أو الخبر، ما يجعل القارئ يمل من قراءة المادة وبالتالي عدم وصول الهدف الذي يبغيه هذا الصحفي من مقالته.فقد يقوم شخص بكتابة مقال محاولاً مناقشة ظاهرة معينة في المجتمع، لكننا أصبحنا مع الأسف في زمن من يستطيع أن يجر قلمه فإنه لا يبخل بذلك حتى وإن كان كلامه المكتوب ليس ذا معنى أو هدف.. فالصحافة لغة.. تعبير.. رسالة وتوعية، وليست وسيلة لكسب المال أو للشهرة على هامش صفحات الجرائد والمجلات فالهدف منها أكبر وأسمى من ذلك.أتمنى أن يقبل الجميع وجهة نظري.. وأطلب من الدخلاء الذين ليس لديهم حق في العمل الصحفي أن يكفوا عن تشويه هذه المهنة السامية التي تعتبر في كل دول العالم سلطة رابعة، وأصحابها مسؤولين عن كل ما يكتب مسؤولية تامة أمام الله وأمام القراء وأرجو من بعض من يمتهنون مهنة الصحافة أن يرتقوا بعملهم وكتاباتهم حتى يستطيعوا تبليغ رسالتهم لمن هم بحاجة إليها.
أخبار متعلقة