أنشأ هذا المسجد محمد بك الطبوزاده سنة 1809م و يقع في الطرف الجنوبي لمدينة رشيد في مصر بالقرب من شاطئ النيل. وسمي بالعباسي نسبة إلى السيد محمد العباسي المدفون فيه. وهو مبني بالطوب الرشيدي المنجور، عبارة عن طوب صغير الحجم كانت تبنى به المساجد والبيوت القديمة. وفي وصف هذا المسجد يبرز مدخل هذا المسجد قليلاً عن وجهة الضريح، ويتكوّن من عقد ثلاثي مسدود بالطوب و به ثلاث فتحات معقودة مرتكزة أكتافها على عتب خشبي يتدلى منها أسفل العتب جسمان أسطوانيان. وداخل صفة المدخل يوجد الباب الذي يؤدي إلى المسجد ويعلوه شباك صغير من الخرط الدقيق. ويعتبر هذا المدخل بشكله هذا نموذجاً لمداخل مساجد الأقاليم المشيدة بين القرن الحادي عشر والثالث عشر الهجري/ السابع عشر والتاسع عشر الميلادي. تقع القبة التي تغطي الضريح على يمين المدخل. يتمثل فيها طراز القباب المنشأة بالأقاليم فى هذه الحقبة من الزمن. أما المنارة فهي كغيرها من منارات مساجد رشيد وغيرها من الأقاليم مثمّنة وذات دورة واحدة يبرز منها عمود أسطواني ينتهي بالخوذة. وعلى يمين الداخل إلى المسجد يقع مدخل الضريح، وهو كمدخل المسجد إلا أنه يمتاز بزخارفه الجميلة المعمولة من الطوب والتي تحلي الجزء العلوي منه وبالقاشاني المزخرف الذي كان يكسو جوانبه من أسفل. وللضريح باب خشبي ذو لفتين مقسمتين على هيئة أشكال هندسية طعّمت حشواتها بالصدف والسن وكتب عليها اسم صانعه، ويعلوه شباك صغير من الخرط الدقيق الصنع. كما يوجد على جانبيه شباكان آخران من الخرط بتقاسيم جميلة. وتسود البساطة المسجد من الداخل. وهو يشتمل على صفين من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية تحمل السقف الذي لا تزال عليه بعض آثار نقوش ملونة.