كوريا الجنوبية أول المودعين لدور الـ16
جوهانسبرغ / 14 اكتوبر / متابعات :قاد لويس سواريز منتخب أوروغواي إلى التأهل للدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 40 عاماً، بعدما سجل هدفي الفوز على كوريا الجنوبية 2 - 1 يوم امس السبت على ملعب “نلسون مانديلا باي” في بورت إليزابيث في الدور الثاني من مونديال جنوب إفريقيا 2010.وفرض سواريز نفسه نجماً للمباراة بامتياز بعدما افتتح التسجيل في الدقيقة الثامنة، ثم خطف الفوز وبطاقة التأهل لبلاده في الدقيقة الـ80 بعد أن عادل لي تشونغ يونغ النتيجة للمنتخب الآسيوي في الدقيقة الـ68.ورفع سواريز رصيده إلى ثلاثة أهداف أضافها إلى الأهداف الـ49 التي سجلها مع فريقه أياكس أمستردام الهولندي في جميع المسابقات التي خاضها خلال الموسم المنصرم، وحمل “لا سيليستي” إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1970.ولحق سواريز بالأرجنتيني غونزالو هيغواين والإسباني دافيد فيا والسلوفاكي روبرت فيتيك إلى صدارة لائحة الهدافين.وتبدو الطريق ممهدة أمام منتخب أوروغواي، بطل 1930 و1950، للوصول إلى نصف النهائي، لأنه سيواجه الفائز من مواجهة غانا والولايات المتحدة .ومن المؤكد أن الحظ لعب دوره في وضع المنتخب الأوروغوياني على مسار “مفتوح” لبلوغ دور الأربعة (نصف النهائي) للمرة الأولى منذ 1970 حين خسر أمام البرازيل 1 - 3، إلا أن “لا سيليستي” قرر مصيره بيده ومهد الطريق أمامه لكي يتمكن من العودة بالزمن إلى أيام المجد بعد أن نجح في حسم مجموعته لمصلحته للمرة الأولى منذ 1954، متفوقاً على فرنسا وصيفة بطلة 2006 وبطلة 1998 وجنوب إفريقيا المضيفة والمكسيك التي رافقته إلى الدور الثاني، مقدماً إداءً مميزاً في الناحيتين الهجومية والدفاعية، إذ لم تتلق شباكه أي هدف قبل مباراة اليوم.وفي المقابل، لم يودع “محاربو التايغوك” النهائيات دون معركة حتى الرمق الأخير، وهم كانوا يخوضون الدور الثاني للمرة الأولى خارج أراضيهم بعد أن سجلوا مفاجأة مدوية عام 2002 عندما استضافوا النهائيات مشاركة مع اليابان بوصولهم إلى الدور نصف النهائي على حساب إيطاليا وإسبانيا قبل أن يسقطوا أمام الحاجز الألماني في دور الأربعة، وأنهوا البطولة في المركز الثالث.وكانت مواجهة اليوم الأولى بين الطرفين في النهائيات منذ مونديال 1990 في إيطاليا عندما تواجها للمرة الأولى وخرج “لا سيليستي” فائزاً 1 -صفر في طريقه للتأهل إلى الدور الثاني للمرة الأخيرة، أي منذ المونديال الذي حقق فيه فوزه الأخير في النهائيات قبل أن يفشل في التأهل إلى مونديالي 1994 و1998 و2006، فيما ودع من الدور الأول لمونديال 2002 دون أي فوز.وأكد المنتخب الأميركي الجنوبي تفوقه على منافسه، لأنه كان خرج فائزاً أيضاً في ثلاث من المباريات الأربع الودية التي جمعته بنظيره الآسيوي، فيما انتهت المباراة الأخرى بالتعادل.وتعود المواجهة الأخيرة بين الطرفين قبل اليوم إلى 24 (مارس) 2007 في سيول حين فازت أوروغواي 2 -صفر بقيادة مدربها الحالي أوسكار تاباريز الذي كان مهندس التأهل إلى الدور الثاني في مونديال 1990، قبل أن يعود “المايسترو” ويكرر الإنجاز في النسخة الحالية بعد أن عاد إلى رأس الهرم الفني للمنتخب في 2006 خلفاً لغوستافو فيران الذي شغل المهمة مؤقتاً بدلاً من خورخي فوساتي.من المؤكد أن تاباريز يقف خلف عودة الهيبة إلى “لا سيليستي”، وهو يأمل أن يعيد بلاده في مشاركتها الحادية عشرة في النهائيات إلى ذكريات أصبحت من التاريخ عندما توجت باللقب عامي 1930 و1950 ووصلت إلى نصف نهائي و1954 و1970.ولم يجر تاباريز سوى تعديل واحد على التشكيلة التي تغلبت على المكسيك (1 -صفر) في الجولة الثالثة من الدور الأول بعودة مدافع فياريال الإسباني دييغو غودين إلى التشكيلة الأساسية على حساب ماوريتسيو فيكتورينو الذي عاد ودخل في الشوط الثاني بدلاً من الأول، فيما لعب دييغو فورلان خلف ثنائي الهجوم ادينسون كافاني وسواريز الذي كان سجل هدف الفوز على المكسيك.[c1]الشوط الأول[/c]وفي الجهة المقابلة، التزم المدرب الكوري الجنوبية ها جونغ مو بتشكيلته السابقة دون اي تعديل على خط الدفاع رغم أن منتخبه تلقى 6 أهداف في مباراتيه الأخيرتين أمام الأرجنتين (1 - 4) ونيجيريا (2-2)، وكان تعديله الوحيد في خط الوسط عبر إشراك كيم جاي سونغ بدلاً من يوم كي-هون لأن الأول يتولى مهام دفاعية بشكل أفضل من الثاني.وكانت البداية سريعة وحصل الكوريون على فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل من ركلة حرة نفذها مهاجم موناكو الفرنسي بارك تشو يونغ لكن الحظ عانده لان القائم الايمن لمرمى حارس لاتسيو الايطالي فرناندو موسليرا ناب عن الاخير وحرم المنتخب الاسيوي من افتتاح التسجيل (5).وجاء الرد الاوروغوياني سريعا ومثمرا اذ نجح سواريز في وضع رجال تاباريز في المقدمة مستفيدا من خطأ الحارس جونغ سونغ ريونغ الذي اخفق في اعتراض عرضية فورلان فوصلت الكرة الى نجم اياكس امستردام الهولندي الذي اودعها الشباك الخالية (8)، مسجلا هدفه الثاني حتى الان.وحاول المنتخب الاسيوي ان يتدارك الموقف فانطلق نحو المنطقة الاوروغويانية سعيا خلف التعادل لكنه فشل في الوصول الى مرمى موسليرا في اي مناسبة حتى الدقيقة 32 عندما اطلق بارك تشو يونغ كرة صاروخية من خارج المنطقة مرت قريبة جدا من القائم الايمن، ثم اتبعها مدافع فرايبورغ الالماني تشا دو ري بتسديدة اخرى من خارج المنطقة لكنها علت العارضة (41).[c1]الشوط الثاني[/c]وفي بداية الشوط الثاني كان الكوريون قريبين جدا من التعادل بتسديدة صاروخية من بارك تشو يونغ لكن محاولة لاعب موناكو علت العارضة بقليل (51)، ثم واصل المنتخب الاسيوي ضغطه وحاصر منافسه في منطقته تماما وكاد مجددا ان يدرك التعادل برأسية من لاعب مانشستر يونايتد الانكليزي بارك جي سونغ بعد عرضية من تشا دو ري، لكن موسليرا كان في المكان المناسب لينقذ الموقف (58).وعجز رجال تاباريز منذ صافرة بداية الشوط الثاني عن تجاوز منتصف الملعب وان يستفيدوا من الفراغات التي خلفها الكوريون من اجل الانطلاق بالهجمات المرتدة ما وضعهم تحت ضغط كبير لدرجة انهم اضطروا في بعض الاحيان الى تشتيت الكرة وحسب دون اي نية في ايصالها الى الخط الامامي فدفعوا الثمن غاليا لان لاعب وسط بولتون الانكليزي لي تشونغ يونغ ادرك التعادل بكرة رأسية مستغلا خروجاً خاطئاً لموسليرا اثر ركلة حرة من الجهة اليسرى احدثت معمعة داخل المنطقة ما سمح للكوريين في اطلاق المواجهة من نقطة الصفر (68).وكاد اللاعب ذاته ان يضع الكوريين في المقدمة عندما توغل في الجهة اليمنى وانفرد بموسليرا لكن تسديدته كانت ضعيفة ولم يجد الاخير صعوبة في التعامل معها (71).واستعاد الاوروغويانيون رباطة جأشهم تدريجيا وكاد سواريز ان يضعهم في المقدمة مجددا عندما كسر مصيدة التسلل وتوغل في الجهة اليمنى قبل ان يسدد كرة صاروخية من زاوية ضيقة ابعدها الحارس الكوري ببراعة (73)، ثم فرط نجم اياكس بفرصة ذهبية اخرى عندما كسر مصيدة التسلل بعد تمريرة طولية من خورخي فوسيل لكنه لعبها برأسه الى جانب القائم الايمن رغم ان الفرصة كانت متاحة امامه للسيطرة على الكرة ووضعها بهدوء داخل الشباك لان الدفاع الكوري كان بعيدا عنه بعدما فشل في تطبيق مصيدة التسلل (74).[c1]سواريز يقضي على آمال الكورييين[/c]لكن سواريز عوض هذه الفرصة في الدقيقة 80 عندما منح بلاده هدف التأهل اثر ركلة ركنية فوصلت الكرة الى نجم اياكس على الجهة اليسرى للمنطقة الكورية فتلاعب بمدافعين ثم سددها قوسية رائعة من حدود المنطقة الى الزاوية اليسرى لمرمى جونغ سونغ ريونغ، قبل ان يترك مكانه لالفارو فرنانديز.وحصل البديل لي دونغ يونغ على فرصة ذهبية لادراك التعادل وجر المنتخبين الى التمديد عندما كسر مصيدة التسلل وانفرد بالحارس قبل ان يسدد كرة قوية صدها الاخيرة لكنها مرت بين ساقيه وكادت تتهادى داخل الشباك لولا تدخل دييغو لوغانو في اللحظة الحاسمة لابعادها عن خط المرمى (87).