إعداد / ميسون عدنان الصادقالفنان العراقي وسام الحداد مدرس لفن الخزف في معهد الشارقة " للفنون حاصل على بكلاريوس كلية الفنون الجميلة في بغداد وهو عضو جمعية الفنانين التشكيليين والخطاطين العراقيين المشارك في العديد من المعارض الشخصية والثنائية منها معرض البسملة " بغداد وروائع من الطين والمداد " الشارقة" ومداد الطين ونور القلم (أبو ظبي) وألف علامة (روما) وغيرها.. وسام الذي حصل على الجائزة الأولى في الخزف من جامعة عين شمس بالقاهرة عام 1999 تجده في قلق وترقب ومعاناة الانتظار فالعمل الفني يأكل ويشرب معه يتسلق أحلامه ويكتسي صباحاته تقرأ كلماته في سطور يديه وتلمح خيالاته في عرقه المتصبب على جنتيه انه الفنان القادم من بلاد الرافدين يحاول ان يعصر ثلاثية التراب والماء والنار بمسحة فنية معاصرة.يمزج بين الحرف العربي ومادة الطين حاول وسام الحداد في معرضه الأخير الذي أقيم في روما للاستفادة من طاقة التعبيرية للخط الكوفي القديم بفضاءات معاصرة مزوقاً مدورات نقاط الكلمات باللون الشدري تارة كناية عن لونية القبل الكاشي في الأضرحة المقدسة والمساجد او تركها محض مدورات بلون الطين النقي علامة لامنا الأرض وتعزيز ظهرها بأحزمة من لون داكن كأنها استلاف من تقاليد أحزمة الجدران في البيوت القديمة لمعبد الألف عين " الألف الثالث قبل الميلاد" او تلك التي عرفت بها العمارة العربية الإسلامية في القلاع والقصور الكبرى.وكانت انسب الخطوط التي يتعامل معها في مادة الطين الخطوط العربية دون استثناء وبكل أمانة وشفافية يحاول استعمال الحرف العربي على قواعده واصولة وبكل تواضع وفخر يعتبر نفسه أفضل من ينفد الحرف العربي على الطين بشكله البارز ( الرليف) وذلك لابتكاره طرقاً حديثة تساعده على أبراز دقة وجمالية وموسيقى الحرف العربي بما في ذلك الخط الثلث الذي يتجنبه سائر الفنانين بل وحتى الخطاطون أنفسهم وذلك لصعوبته البالغة إذ يكنى ( بسيد الخطوط) غير انه يجد نفسه في الخط الكوفي المصحفي (كوفي القرن الهجري الأول) الذي ظهر في كتابات صدر الإسلام وذلك للعلاقة الحميمة التي تربط هذا الخط بفن الخزف وبه شخصياً وقد اخذ من هذا الخط معظم القواعد الأساسية للخطوط التي ظهرت فيما بعد.[c1]زيارة إلى روما[/c]منذ دخوله الى معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1984م وهو يحلم بزيارة روما تحفة الغرب وتحقق حلمه مصحوباً بمعرض رائع جمعه مع زميله الخطاط محمد النوري والفنانة الايطالية بيبي ترابوكي معتقداً ان هذا المعرض سيظل طويلاً في ذاكرة الطليان وكان المعرض تحت اسم ( الف علامة وعلامة) كناية عن ألف ليلة وليلة وقد أقيم في اعرق قاعات روما( الكانافاجيو غاليري) وتحت رعاية بلدية روما .وبفضل الله نجح المعرض نجاحاً منقطع النظير حيث كان حضور الجمهور مكثفاً وبشكل يومي على مدى أسبوعين ولاقى المعرض اهتماماً إعلاميا كبيراً وكانت أعماله بحدود (26) عملاً خزفياً اتصفت بالحداثة المنتهية في الشكل وحملت في ثناياها التاريخ العربي الإسلامي ومفعمة بتاريخ بلاد الرافدين وعلى هامش إقامته للمعرض فقد استضافته أكاديمية روما حيث قام بانجاز ورض ففيه خاصة بفن الخزف لطلاب أكاديمية روما وكان تفاعلهم أكثر من رائع وقام بانجاز عمل خزف مجوف (نحت فخاري) وبارتفاع 80 سم وقد أهداه إلى عمادة الأكاديمية.[c1]أعماله تؤرخ الوجه الناصع للحضارة الإسلامية[/c]تؤرخ أعماله الوجه الناصع للحضارة الإسلامية إذ أن المتابع لأعماله الفنية يرى انه لايزجج ألوان الحروف ولا الكلمات بل يتركها تتجلى بألوانها ( الطين الأصلي) ولكنه يتلاعب في الملمس الخاص بفضاءات القطعة المخزوفة إذ يتوجه هذا الحنو نحو البيئة ومعطياتها ونحو "موشيف" التراث ولمسته ويحاول ان يشعر بالخوف كما فعل الشاعر الكونكريت ( كوريو زيبه) حين ترك سطوح مبانيه الكونكريتيه بلاصقل ويحاول دائماً اختصار تاريخ العراق لمقارنة تنائيه كونه بلاد الماء والظمأ في حاضرة الصعب إضافة إلى ماجرى له عبر العصور.[c1]الخلط بين الخزف والنحت [/c]لاشك ان النحت هو أكثر الفنون حميمية للخزف فأجمل مايميز فن الخزف هو تلك الأعمال المنجزة بطريقة النحت الفخاري الذي تتجلى به قدرات ومهارات الخزافين ولكن هناك بعض الأمور التقنية يجب مراعاتها فمثلاً عند انجاز العمل الخزفي يجب ان تكون الطينة مفرغة من الهواء تماماً بينما النحت لايكون ذلك ذا أهمية وبالنسبة إلى الجداريات الخزفية يجب ان تقطع وفقاً لقياسات معينة وذلك لمراعاة بعض مثل التقوس والتقلص كذلك لاتنسى مسألة الحرق فيما بعد بينما في النحت لاتوجد مراعاة لكل ماذكر وغيرها من الفروقات ولكن يبقى الطين هو القاسم المشترك الأكبر بين هذين الفنين العظيمين.
أخبار متعلقة