سحر خاص يميز بوردو عن سائر المدن الفرنسية ،إذا تقع المدينة - جنوب غرب فرنسا - على الساحل الجنوبي لنهر جيروند الكبير ، وتعد مدينة بوردو من المدن الأشهر عالمياً، بين المدن الفرنسية، وبعد باريس مباشرة. هذه الشهرة التي تحملها إلى كافة أنحاء العالم ، تأتي من تاريخ طويل تمتلكه المدينة. ويشكل لها مادة تفتخر بها طوال الوقت. ما حول المنطقة إلى ميناء مهم على الضفة الشرقية للأطلسي. تمتلك بوردو كما غيرها من المدن الفرنسية، علماً خاصاً بها، يرمز فيما يرمز إلى تاريخها الملكي، إضافة إلى تاريخ وجود النبلاء فيها. وهي إضافة لذلك من المناطق التي تمتلك أكبر عدد من قصور النبلاء والملوك الذين تعاقبوا على حكم فرنسا. يعود تاريخ المدينة القريب إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وكانت في ذلك العهد تعرف باسم Burdigala باللغة اللاتينية. وهي كلمة تعني المشردين بالعربية، حيث يقال إن المنطقة في ذلك الوقت، كانت تستقبل العديد من أفراد شعب الغال الذين هم المرجع العرقي للفرنسيين اليوم. حيث كان هؤلاء يأتون من مقاطعة بورجيه التي كانت تخضع لحكم قاسٍ لا يرحم في ذلك الوقت.ومما تمتاز به بوردو هو الساحة الكوميدية التي ينتهي بها شارع سانت كاثرين التجاري، ويتفرع عن شوارع أخرى للمحلات الراقية والفخمة الجديدة، الساحة أيضاً هي الممر الرئيسي إلى الأحياء الداخلية لبوردو التي تشهد طرقاتها الضيقة والقديمة ازدهاراً في عدد المطاعم التي أصبحت تفتتح في البيوت القديمة التي تشكل نقطة جذب مميزة للسياح. وهنالك ساحة أخرى تعبر عن ازدهار بوردو منذ عصر الأنوار ولغاية أيامنا هذه هي ساحة الصرافة التي شيدت بين الأعوام 1730 و1775 وكانت من تصميم مهندس الملك في ذلك الوقت جاك آنج غابرييل الذي كان الى جانب فيكتور لويس أحد أهم المهندسين المعماريين في عصر الأنوار. كما تشهد ساحة الكاتدرائية يومياً إقامة سوق شعبي، يعتبر الأهم في المنطقة تباع فيه الأشياء القديمة والمستعملة .ولعشاق الكتب النادرة والمخطوطات الفريدة والتحف القديمة، فإن هذه السوق التي تقفل فترة الظهر من كل يوم، تجمع في داخلها العديد من الكنوز المعرفية من كتب وأسطوانات قديمة وخرائط وثريات وأثاث منزلي وكل ما يلزم البيوت من أغراض. وبما أن الحي أصبح مع مرور الوقت، مخصصاً للعرب، فإن الباحث عن أشياء مشرقية أو مغاربية يجد ضالته هناك.