رايس تهاجم روسيا وبوتين ينتقد الإمبريالية الأميركية والإملاءات
موسكو/14 أكتوبر/رويترز: شبه وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف في مقابلة نشرت أمس الجمعة الخطط الأمريكية لنشر درع دفاع صاروخي في شرق أوروبا بوضع شراك خداعية على باب روسيا الأمامي.وتقول روسيا إن خطط الدرع الصاروخي تهديد لأمنها. وردت بإجراء اختبار على صواريخ جديدة ذاتية الدفع في استعراض للقوة واتهمت الولايات المتحدة ببدء سباق جديد للتسلح.وقال سيرديوكوف في مقابلة مع صحيفة روسيسكايا جازيتا اليومية الروسية "عندما نتحدث مجازا فالأمريكيون يحاولون نصب شراك خداعية تحت باب شقتنا... ونحن في رأيهم لا يجب أن يكون لدينا أي رد فعل بأية طريقة."وتقول واشنطن إن الدرع الصاروخي ضروري للدفاع ضد هجمات الصواريخ مما تطلق عليها الدول المارقة مثل إيران وكوريا الشمالية. وتجري حاليا محادثات مع بولندا وجمهورية التشيك لنشر أجزاء من الدرع على أراضي الدولتين.في غضون ذلك حملت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مجددا على روسيا، متمنية ظهور ما سمته روسيا قوية بمفاهيم القرن الحادي والعشرين.وقالت رايس في كلمة ألقتها في بوتسدام شرقي ألمانيا بمناسبة تسلمها جائزة لجهودها في توحيد الألمانيتين، إن بلادها تريد رؤية مؤسسات قوية مستقلة داخل الحكومة الروسية وخارجها ونظام قضائي وتشريعي قوي ومستقل ووسائل إعلام قوية ومستقلة وانتخابات حرة وعادلة مفتوحة أمام المراقبين، مشددة على أن مؤسسات ديمقراطية ومجتمعا منفتحا ليست أبدا مصدر ضعف.واعتبرت الوزيرة الأميركية أن حرية التعبير وحرية الصحافة ليستا مصدر ضرر يمكن للدولة مهاجمته كما يحلو لها، متحدثة عن نقاط الخلاف الكثيرة بين واشنطن وموسكو لاسيما مشروع الدرع الصاروخي الأميركي وحرب النفوذ بينهما في دول الاتحاد السوفياتي السابق وأزمة كوسوفو.وشددت على أن حرية الشعوب في اختيار حكوماتها وحرية الأمم في اختيار طريقها كل ذلك يشكل مصدر أمن دائم وليس تهديدا.وتحدثت عن وضع كوسوفو النهائي، وقالت إن الإبقاء على الوضع القائم غير محتمل والاستقلال تحت الإشراف أولا هو السبيل الوحيد الواقعي والمرغوب فيه. وأضافت أن تسوية مسألة الوضع النهائي لكوسوفو يجب أن تتم الآن، معتبرة أن أي تأخير كما تريد موسكو يشكل مصدرا لزعزعة الاستقرار.جاءت تصريحات رايس بعد يوم من مواجهتها الكلامية مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماعات بوتسدام حول كوسوفو والدرع الصاروخي.ووصف لافروف الوضع النهائي لكوسوفو بأنه موضع خلاف مع واشنطن، ولوح باستخدام الفيتو لعرقلة مشروع قرار مطروح أمام مجلس الأمن بشأن هذه المسألة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أدان ما وصفه بإملاءات وإمبريالية الولايات المتحدة في العالم، مشددا على أن إجراء بلاده لتجربة طراز جديد من الصواريخ البالستية كان ردا على الخطوات الأميركية الأحادية الجانب التي أضرت بالتوازن الإستراتيجي العالمي.وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليوناني كارلومس بابولياس إن العالم تغير وهناك محاولات لجعله أحادي القطب من خلال سعي بعض الأطراف الفاعلة في الشؤون الدولية لإملاء رغبتها على العالم بأسره، مضيفا أنه لا يمكن وصف ذلك إلا بأنه إملاء وإمبريالية. كما اتهم بوتين الولايات المتحدة بإطلاق جولة جديدة من سباق التسلح وخرق معاهدة الحد من الصواريخ البالستية. تجدر الإشارة إلى أن تصريحات الرئيس الروسي تأتي بعد أقل من يوم من إعلان البيت الأبيض الأميركي لقاء سيجمع الرئيس بوتين بنظيره الأميركي جورج بوش في الولايات المتحدة خلال اليومين الأول والثاني من يوليو المقبل.