لقاء قمة بين مسيلمة الكذاب وسجاح الكذابة
حدث لقاء قمة، بين اثنين من الكفار، احدهما مسيلمة الكذاب، الذي ادعى انه نبي وامرأة اسمها (سجاح بنت الحارث)، هي ايضا ادعت النبوة، وقالت ان الوحي يهبط عليها من السماء، واستطاعت ان تجمع حولها آلاف الاتباع، واصبح لها جيش يحمل السلاح دفاعا عنها!.العجيب ان هؤلاء الرجال كانوا يكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصدقون المرأة مع ان المعروف في تاريخ البشرية كلها، ان الله سبحانه لم يبعث رسولا من نساء.حتى النساء الثلاث : سارة زوجة ابراهيم ام اسحاق عليه السلام، وام موسى عليه السلام، وام عيسى عليه السلام، يقول جمهور العلماء انهن صديقات رضي الله عنهن وارضاهن.تحركت سجاح الكذابة بجيوشها نحو اليمامة، كي تأخذها من مسيلمة الكذاب واتباعه، ولكن جنودها شعروا بشيء من الخوف، قالوا لها : لانقوى على حرب جيوشه، فقد عظم امره، واستفحل خطره، ولكنها راحت تحثهم حتى اقنعتهم بذلك.علم مسيلمة بقدومها لحربه، فارسل يقول لها انها لو تراجعت سيعطيها نصف الارض التي كانت لقريش، وعرض عليها ان يلتقيا كي يبحثا هذا الامر، فوافقت على ذلك وركب مع اربعين من اتباعه، فلما وصل اليها، اجتمع معها في خيمة .. وحدهما.الطريف ان اهم نتائج هذا الاجتماع انهما اتفقا على الزواج!! وبذلك يكون قد (اجتمع المتعوس على خائب الرجاء) كما يقول المثل. تزوجها واقامت عنده ثلاثة ايام، فلما عادت الى قومها واخبرتهم بذلك، فكان كل ما ازعجهم انه لم يدفع لها مهرا. فأرسلت اليه تطلب منه مهرا فقال لمن بعثته : اخبر قومك انني اسقطت عنهم صلاتين هما الفجر والعشاء وهذا هو مهرها.كلهم كانوا اصحاب مصالح، مثل غيرهم من اهل الباطل والدليل على ذلك، ان عمرو بن العاص ذهب قبل اسلامه الى مسيلمة الكذاب فسأله مسيلمة: ماذا انزل على صاحبكم (محمد) في هذه المدة؟ قال عمرو نزلت عليه سورة وجيزة بليغة ، ثم قرأ له سورة (العصر).فكر مسيلمة قليلا ثم قال ، انا نزل علي مثلها، ثم راح يهذي بكلام يدعي انه وحي من السماء، ثم قال لعمرو : ما رأيك؟ قال له عمرو : والله انك تعلم اني اعلم انك تكذب.وفي عهد الخليفة ابي بكر الصديق رضي الله عنه، خرج خالد بن الوليد بأمر الخليفة على رأس جيش لحرب المرتدين، قاتل المسلمون مسيلمة واتباعه في اليمامة، وكانت نهاية عدو الله الكذاب على يد (وحشي) الذي سبق ان قتل حمزة بن عبدالمطلب في غزوة احد وذلك قبل اسلام وحشي قتله بالحربة نفسها التي قتل بها حمزة رضي الله عنه.