باريس / متابعات : بعدما تطلب فك رموز أول خريطة جينية كاملة (جينوم) للإنسان قبل بضعة أعوام مليارات من الدولارات وجيشا من العلماء، نجح ثلاثة باحثين في الولايات المتحدة في تنفيذ المهمة العسيرة بكلفة توازي ثمن سيارة«بي ام دبليو»من الفئة المتوسطة، على ما جاء في دراسة نشرت الاثنين.وقال ستيفن كوايك الأستاذ في جامعة ستانفورد «يمكن تحقيق ذلك في مختبر واحد وباستخدام آلة واحدة وبأرخص الأسعار الممكنة»: 50 ألف دولار (36 الف يورو).وقد شكل استجماع قطع الخريطة الكاملة لجينوم بشري، مخطط الحياة الإنسانية متمثلا بثلاثة مليارات زوج من الجزيئيات، نوعا من «مشروع مانهاتن» (الذي انتج اول قنبلة نووية) للبيولوجيا التكنولوجية في نهاية القرن العشرين.واصبح فك رموز الجينوم نوعا من «نظام كمي يزداد بخسا وسرعة» كل عامين، على ما توضح ليندا تشاينا الباحثة الطبية في معهد دانا- فاربر للسرطان في بوسطن.وفي العام 2007، أنجزت شركة «454 لايف ساينس» ذلك في اقل من ثلاثة أشهر وبأقل من مليون دولار. ثم في سبتمبر من العام الماضي، نشر العالم المتميز كرايغ فينتر الرموز الكاملة لحمضه النووي الخاص، الأولى لفرد واحد وليس من مزيج متعدد المصادر، من دون أن يعلن عن الكلفة.وفي العام الماضي، هبطت كلفة فك رموز الخريطة الجينية إلى ربع مليون دولار، لكن المهمة بقيت بحاجة إلى جهود عشرات الخبراء.وحتى لو لم يتم فك رموز الخريطة الجينية لأكثر من عشرة أفراد حتى الآن، إلا أن هذه العملية توشك أن تصبح إجراءا شائعا يمكن أن تنحسر كلفتها خلال سنوات قليلة إلى اقل بعشر مرات من الكلفة الحالية.وقد تعهدت إحدى شركات التكنولوجيا الحيوية «باسيفيك بايوساينسز» في مينلو بارك بأنها ستصبح قادرة بحلول سنة 2013، على فك الرموز الكاملة للحمض الريبي النووي المنقوص الأكسجين (دي ان ايه) في غضون ربع ساعة وبأقل من ألف دولار.