توجه بشكوى إلى هيئة حقوق الإنسان.. ويأمل في تدخل وزير الإعلام
الرياض/ متابعات:توجه الصحفي والروائي السعودي عبد الله زايد، بقضية منع روايته «ليتني امرأة» إلى هيئة حقوق الإنسان، مطالبا بتدخلها ومساعدته لرفع ما اعتبره ظلما تعرض له من وزارة الثقافة والإعلام، التي أسدلت الستار على الرواية بإعلانها النهائي منعها من الدخول إلى السعودية، ورفضها التام السماح بفسحها. في الوقت الذي علق فيه آمالا على تدخل وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، الذي عين في منصبه مؤخرا، حيث يعد واحدا من الرموز الثقافية في الوطن العربي، الذي قدم كتابات أدبية عديدة وصدر له عدد من الدواوين الشعرية.ورواية «ليتني امرأة» صدرت منتصف عام 2008م، وذكرت عدة تقارير إخبارية سابقة أن تلك الرواية استقطبت اهتمام الأوساط الثقافية والقراء في السعودية؛ الذين حرصوا على قراءتها من خلال الشراء عبر شبكة الإنترنت، ومن خلال الدول المجاورة.وتقوم فكرة الرواية على شخصية رجل يتمتع بنفوذ واسع في المجتمع يضيع أثناء رحلة صيد برية في الصحراء، أوشك خلالها على الموت من شدة العطش، وفي هذه اللحظات بدأ في استرجاع ذكرياته التي تحمل مواقفه ووجهات نظر متطرفة ضد المرأة. لكن مفاجأته الكبرى كانت أن بناته اللاتي كان حريصا جدا على تهميشهن ونبذهن، هن من قمن بعمليات بحث واسعة عن أبيهن، وهن اللاتي وجدنه في الصحراء بعد الاستعانة بامرأة تسكن الصحراء، بينما أبناؤه في غياب تام عنه، وأثناء محنته يكتشف أن جميع الأصوات التي كان يسمعها تهب لنجدته هي أصوات نسائية فقط.وجاء هذا الاهتمام من القراء بالسعودية، رغم أن الرواية لاقت استهجانا عند الإعلان عن صدورها؛ بسبب ما أوحى به عنوانها «ليتني امرأة»؛ حيث فسره البعض بأنه دعوة لتحويل الجنس من ذكر إلى أنثى، كما أن فريقا آخر اعتبرها رواية جنسية تضاف للكم الروائي السعودي الجديد الذي تناول الكتابة في قضايا الجنس، حيث كانت هدفا للنقد اللاذع والاتهامات في عدد من المنتديات والمواقع على شبكة الإنترنت.وأوضح الزايد أن منع روايته ساهم في مثل هذه الاتهامات التي طالته، وأن هذا هو الأساس الذي سينطلق من خلاله في رفع قضيته ضد وزارة الثقافة والإعلام، متهما إياها بازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في تعاملها مع المؤلفين السعوديين، وأن هناك مثقفين لا يمكن أن تمس أعالمهم وآخرين تبقى مؤلفاتهم حبيسة أدراج إدارة الرقابة لأشهر، قبل أن يتفضل عليها الرقيب بالموافقة أو بالسخط والمنع، على حد قوله.وتساءل عن سبب السماح لأعمال أدبية تشتم المجتمع السعودي بشكل واضح ومباشر بالدخول إلى البلاد، مضيفا أن رواية «ليتني امرأة» تم وضعها «على القائمة السوداء لأنها رواية فكرية تناقش قضايا حقيقية»، معتبرا أنها وضعت حدا لما كانت «تدعيه وتفاخر به وزارة الثقافة بأنها تكفل حرية التأليف والنشر».ومضى قائلا لقد أرسلت خطاب تظلم لهيئة حقوق الإنسان السعودية ممثلة برئيسها الدكتور بندر العيبان، للتدخل ومساعدتي في هذا الشأن، فأنا قد تعرضت لظلم واضطهاد وتمييز، وسأتوجه لكافة مؤسسات المجتمع المدني. ولن أتردد في طرق كل باب من أبواب العدالة، لأنني أعتقد أن زمن مصادرة آراء الآخرين قد مضى منذ أن أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الحوار الوطني، ليكون ثقافة أمة والأساس لبناء مجتمع راق يتقبل الآخر، لكن البعض في بلادي لازال يعيش بالعقلية القديمة، ولم يتمكن من استيعاب هذا التحول العظيم؛ الذي تم على يد ملكنا المفدى رائد نهضتنا الحديثة.واختتم تصريحه بالتأكيد على أن هناك آمالا كبيرة في وزير الثقافة الجديد د. عبد العزيز خوجه، «كونه شاعرا وقلبه دوما مع الأدباء يعرف همومهم وآلامهم»، بالتدخل السريع في هذا الإطار، وقال «هي دعوة أوجهها للأدباء الذين تعرضت أعمالهم الأدبية للمنع إلى التحرك ورفع الصوت وعدم الصمت، وذلك في إطار مؤسسات المجتمع المدني التي من مهامها رفع الظلم، لأنه بات هناك من يقول إن المنع يحقق شعبية للمؤلف وكتبه، وهذه مقولة غير صحيحة».