عرف عن اليمنيين تسامحهم وطيبتهم وتقبلهم للرأي الآخر وتعايشهم مع كل الأعراق والأجناس والطوائف واحترامهم للخصوصية الإنسانية والدينية والعرقية وخير مثال على ذلك هو النسيج الاجتماعي اليمني وتنوعه مما اثرى التجربة اليمنية ، كما عرف عنا كذلك تديننا الفطري وإيماننا بالله عز وجل وتعلقنا بتعاليم الدين الإسلامي السمحة ورفضنا لكل أشكال التطرف والغلو الدخيلين على نفوس وأرواح اليمنيين عموماً وبلا استثناء ، وما شهادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بقوله الإيمان يمانٍ و الحكمة يمانية إلا بمثابة وسام شرف عظيم يزين رؤوس وصدور كل أبناء الوطن المخلصين وأمانة ثقيلة يتحملها كل يمني حتى يرث الله الأرض . إن محاولة البعض جر البلاد وأهلها إلى حروب طائفية تأكل الأخضر واليابس وتلبس مسوح معاداة أمريكا وإسرائيل لتنال اكبر تأييد شعبي لن تنطلي على اليمنيين ولن ينخدع بها حتى أطفالنا الصغار وعجائزنا في كل المدن و القرى . و ما تقوم به شرذمة خارجة على الدين والقانون في محافظة صعدة من إرهاب وتدمير وتخريب لا يجب أن يمر دون الاقتصاص منها بحكم الشرع والقانون . إن سياسة التسامح والعفو عند المقدرة من جانب القيادة اليمنية الحكيمة لم تلق من هذه الشرذمة إلا الاستمرار في غيها و طغيانها وإرهابها وقهرها للمواطنين في صعدة وما جاورها وبعد عدة محاولات لثنيها عن مخططاتها التخريبية الشريرة وإعادتها لجادة الصواب والحق وحقناً للدماء اليمنية الزكية وحفاظاً على مفاهيم الديمقراطية والجمهورية والطبيعة اليمنية المتسامحة، استمرت في أعمالها التخريبية الإجرامية اعتقاداً منها بضعف الدولة اليمنية وسهولة تقويض البناء الجمهوري الديمقراطي في بلدنا الحبيب . إن أصحاب الفكر التكفيري المريض يتطلعون إلى الاستيلاء والسيطرة على بلدنا نظرا ًللموقع الجغرافي الاستراتيجي الحيوي وتنفيذاً لأجندات خارجية لا ترجو لبلادنا الخير والأمن والأمان بل تحلم بتحقيق التوسع والانتشار وتستخدم مثل هؤلاء الشرذمة لتحقيق أحلامها ومطامعها وتحت مسميات وشعارات زائفة وباطلة لايقبل بها منطق ولا دين. المتتبع لنشأة هذه الشرذمة والتي استغلت المناخ الديمقراطي وحرية إنشاء الأحزاب وحرية الترشح والانتخاب ونتيجة لذلك دخول عضوين فيها في البرلمان ولكن ما خطط لها اكبر من ذلك فسرعان ما خرج من رحمها من تنبه لخطرها وخطر ما تدعو له ومن مؤسسيها وهما مجد الدين المؤيدي وصلاح احمد فليته اللذان اتهما هذه الشرذمة بمخالفة المذهب الزيدي الكريم وحرف تنظيم الشباب المؤمن عن أهدافه الأساسية التي أنشئ لأجلها واختطافه على يد حسين بدر الدين الحوثي ليصبح أداة تخريب وإرهاب وخروج على النظام والقانون وافتعالهم لمواجهات ومعارك مع الحكومة اليمنية عام 2004م و2007 م واستمرت اعتداءاتهم وإرهابهم وتخريبهم إلى يومنا هذا رغم المحاولات والمبادرات التي وافقوا عليها وحرصاً من القيادة اليمنية على منع إراقة الدماء اليمنية إلا أنهم كعادتهم وتنفيذا للمخططات المرسومة لهم نكثوا كل المواثيق والعهود واذكر هنا على سبيل المثال بيان المدعو عبد الملك الحوثي عام 2007 وبرعاية قطرية عندما أعلن عن وقفه لإطلاق النار وحقن الدماء والالتزام بالنظام الجمهوري والدستور اليمني . منذ أيام قليلة تابعت عبر قناة (المستقلة) برنامج (حلقة نقاش) واستمعت إلى هذيان ما يسمى المسئول السياسي للشرذمة الخارجة على الدين والقانون يحيى الحوثي الذي ادعى في كل الحلقات بانتمائه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وان القيادة يجب أن تنحصر فيه وفي أمثاله ولا يعترف بالنظام الجمهوري الديمقراطي بل زاد على ذلك تصريحه ببعض الأمور التي تخالف المذهب الزيدي الكريم وتنصله من أخرى .هنا لابد من تذكير هؤلاء الموتورين أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيئا عليما ) «الأحزاب» ولابد من ذكر قول الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لايخونه ولايكذبه ولايخذله،كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه .التقوى ههنا (القلب) بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم).إن الدين الإسلامي لا ينص على نظام سياسي بعينه، ولكنه يحدد لنا بعض التوجيهات في جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ضمن أسس وضوابط أخلاقية سليمة ،ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يسم خليفة بعده ولهذا اختار المسلمون بعد الشورى أبا بكر خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،فمبدأ الشورى مبدأ أصيل في الإسلام ،وحرية اختيار المسلمين لنظامهم السياسي وفق ظروفهم الزمانية والمكانية من أعظم المبادئ الإنسانية. وأعظم تجسيد لهذا المبدأ الديمقراطي قول الرسول صلى الله عليه وسلم «اسمعوا وأطيعوا وان استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة» ، هذا هو ديننا الإسلامي الحنيف الذي ساوى بين البشر دون النظر إلى أجناسهم وأعراقهم وألوانهم ولهذا يقع على عاتق علمائنا الأجلاء أن يبينوا للمغرر بهم من أبناء صعدة (وقود الحرب) ما يحاك ضدهم ووطنهم من دسائس ومؤامرات وان قادة الشرذمة ليس لديها أجندة وطنية بل تسعى إلى التدمير والتخريب والاستيلاء على السلطة وفق مفاهيم خاطئة لا تمت للواقع بصلة . وكلمة لمن يتصيدون في الماء العكر ويدعون حب الوطن والشعب المسكين أن يفهموا أن تأييدهم لهذه الشرذمة من مفهوم أناني ضيق لن يجنوا من ثماره سوى التدمير والخراب والظلامية ، فالمستهدف هو نظامنا الجمهوري الديمقراطي (حتى لو اختلفنا مع بعض توجهاته) فالذي تطرحه هذه الشرذمة هو إحياء نظام الإمامة البائد وتحويل الناس إلى سادات وتابعين ، أما آن لكم أن تفهموا أن هؤلاء ينفذون أوامر خارجية لا تعود على بلادنا إلا بالدمار والخراب على وطننا . كلمة أخيرة احيي كافة الأخوة الأشاوس منتسبي القوات المسلحة اليمنية ، والأمن وكل الشرفاء الذين يقفون في وجه من يريد دمار وخراب البلاد و العباد .
دفاعاً عن الجمهورية و الديمقراطية
أخبار متعلقة