مصاب يرقد في مستشفى عقب هجوم بحي الكاظمية في بغداد أمس الجمعة
بغداد / 14 أكتوبر / رويترز :أعلنت الشرطة العراقية مقتل 60 شخصا أمس الجمعة عندما فجر انتحاريان يرتديان حزامين ناسفين نفسيهما على عتبات مرقد مقدس لدى الشيعة بالعاصمة بغداد.وهجوم الجمعة هو الأعنف في العراق منذ مقتل 63 شخصا في انفجار شاحنة ملغومة ببغداد يوم 17 يونيو حزيران من العام الماضي ويأتي وسط مخاوف متنامية من أن يكون التراجع الأخير للعنف في البلاد مجرد هدوء مؤقت.وأكدت الشرطة أن 125 شخصا آخرين على الأقل أصيبوا في التفجيرين المنسقين على ما يبدو اللذين استهدفا مرقد الإمام موسى الكاظم بحي الكاظمية. وبين القتلى والجرحى الكثير من الزوار الإيرانيين الشيعة، مشيرة إلى أن الانتحاريين اقتربا من بوابتين مختلفتين للمرقد الذي استهدفته كثيراً جماعات متمردة في الماضي.وأضافت أن أحد الانتحاريين نسف المتفجرات بمجرد دخوله فناء تابعاً للمرقد ويضم قبري إمامين بارزين لدى الشيعة.وقالت الشرطة في بيان لها إن الهجوم المزدوج الذي وقع يوم أمس الجمعة جاء في أعقاب هجومين انتحاريين وقعا أمس الأول الخميس أحدهما في بغداد والآخر في محافظة ديالى شمال شرق العراق وقتل فيهما 89 على الأقل.. موضحة أن غالبية القتلى في انفجار ديالى وعددهم 57 شخصا أمس الأول الخميس من الإيرانيين الذين أصبحوا يتدفقون على المزارات الشيعية في العراق منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في غزو عام 2003.ومن جانبه قال رجل الدين الايراني البارز علي أكبر رفسنجاني للمصلين يوم أمس الجمعة “ما حدث (في العراق) أمس كان مثالا كريها للغاية على من يضرون الدين باسم الدين.”وأضاف “نشعر بالأسف للشعب العراقي لأن مثل هذه الجماعات الفاسدة تسللت إلى العراق. وننتقد أمريكا أيضا لعدم وجود إرادة جادة لديها للحفاظ على أمن العراق.”وعلى الرغم من تراجع وتيرة العنف الذي فجره غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 بشكل كبير على مدى العام المنصرم فان حركات متمردة مثل القاعدة لا تزال تشن هجمات بشكل منتظم. وتعتبر التفجيرات الانتحارية سمة مميزة لتنظيم القاعدة.وتتزامن الهجمات مع تنامي المخاوف من تصاعد العنف بينما تستعد القوات الأمريكية للانسحاب من المدن العراقية في يونيو حزيران المقبل وقبل الانسحاب الأمريكي الكامل بحلول نهاية عام 2011 كما تجيء وسط شكوك في مدى فعالية القوات العراقية.وعززت انتخابات وطنية تجرى نهاية العام الحالي في العراق من توقعات شن أعمال عنف بينما تتنافس أحزاب وجماعات مسلحة للسيطرة على البلد المنتج للنفط.ومن جانبهم يقول محللون إن الانقسام الطائفي لا يزال قائما بين السنة والشيعة بعدما أدى إلى قتل عشرات الآلاف من الأشخاص في الماضي وقد تثير توترات بين الأكراد والعرب حول أراض متنازع عليها في الشمال صراعا متجددا.وأعلنت السلطات العراقية يوم الخميس الماضي اعتقال شخص يشتبه بأنه قيادي في جماعة متمردة تابعة للقاعدة لكن السلطات لم تتمكن أمس من أن تؤكد أن المعتقل هو أبو عمر البغدادي زعيم ما يعرف بدولة العراق الاسلامية.ويقول بعض الخبراء انهم لا يزالون غير مقتنعين بأن أبو عمر البغدادي موجود بالفعل ويرون أنه شخصية خيالية اخترعها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.وفي السياق نفسه قال تيري كيلي وهو باحث بارز في مؤسسة (راند كوربوريشين) البحثية “لا أعتقد أن أبو عمر البغدادي شخصية حقيقية لكنه لقب منح لعراقي حتى يكون واجهة عراقية لدولة العراق الإسلامية وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين حتى يتمكنوا من القول انهما بقيادة عراقية بينما يقودهما بالفعل جهاديون أجانب.”وقال كيلي الذي عمل مستشارا سياسيا لزلماي خليل زاده السفير الأمريكي السابق في العراق إن “هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها مزاعم بقتله أو اعتقاله. المزاعم السابقة قد تكون صحيحة.”