محلي مأرب يقيم دور أحزاب المعارضة على مدى 19 عاماً من العمل السياسي
لقاءات/ محرم الحاج / محمد سالم الجداسي:المراقب الفطن لسلوك قوى المعارضة في المرحلة الراهنة لا بد وأن تتجلى أمامه الملامح الهزيلة للأفق السياسي الذي تنتظم عليه بعض قوى المعارضة .. فبالرغم من وجود أحزاب أو تنظيمات تتبنى أيديولوجية طويلة الباع في التجارب السياسية العالمية إلا أن عجز هذه القوى عن التفاعل الديمقراطي الإيجابي لصالح قواعدها التنظيمية هو دليل قوي على تخلف أدوات القيادات ووسائلها، وانفصامها عن الفكر السياسي الذي تنتمي إليه أولاً، ثم عن القواعد التنظيمية التي تقودها ثانياً.وعلى هذا الأساس يمكن إيعاز الشلل الذي الم بدور المعارضة اليمنية في الساحة السياسية إلى الجمود الفكري الذي ضرب ديناميكياتها القيادية .. وهو الأمر الذي يستدعي من قوى المعارضة مراجعة حساباتها جيدا، وإعادة النظر بمناهج عملها لتحرير نفسها من الحالة الستاتيكية التي أطرت إباءها ... وربما لا حظ البعض كيف أن بعض قوى المعارضة اليمنية في أحيان كثيرة تتحول إلى كائن طفيلي كل همه كيف يغازل الأطراف الأجنبية على أمل الأخذ بيده في أي اتجاه كان. ومع خطورة ما يمثله الانحدار إلى هذا المستوى من التوزيع للغايات والوسائل في توجهات بعض الأطراف المعارضة اليمنية تجاه المستقبل السياسي الوطني خاصة بعد أن كشفت الأحداث اللاحقة جوهر ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة الشرق أوسطية لم يكن متوقعاً من أحد أن يعيد كرة الحديث بشأن خيارات التحول السياسي بعيداً عن الممارسات الديمقراطية الحقة التي لو استوعبت قيادات أحزاب وتنظيمات المعارضة مدلولاتها العملية جيداً ووضعت أقدامها على الموطئ السليم.[c1](المعارضة .. واستلهام قيم الديمقراطية) [/c]* يقول الأخ/ أحمد مبارك طعيمان - أمين عام المجلس المحلي بمديرية صرواح في الحقيقة، أننا لسنا ضد حق المعارضة في اتخاذ البرامج والخطط اليمنية وبالتالي فإنه خيار غير موفق سعيها لاستنساخ تجارب الغير من الإلغاء للخصوصيات الوطنية اليمنية، وبالتالي فإنه خيار غير موفق قد يترب عنه ظرف انتكاسي يجر هذه القوى نحو مزيد من الانحسار والتقوقع على نفسها واضاف ان ماهو مطلوب من هذه القوى هو أن تزن أفكارها بمنطق سياسي عصري يرتقي بها إلى حالة الوعي والنضوج والمواكبة لمقتضيات الحاجات السياسية الآنية، التي تفرض على قياداتها أولاً التفكير بالكيفية التي يصلحون بها أحزابهم أو تنظيماتهم، ويحررونها من تقنياتها العقيمة ويطهرونها من الانتهازية وتقديم الذات والمصالح الشخصية على المصالح الوطنية العامة .. حيث أن من أكبر أخطاء هذه القوى أنها تلقي بعبء فشلها على الغير، وتتهيب النظر إلى أعماق ذاتها .. وهذا يعني أن قيادات هذه الأحزاب لا تؤمن بمبدأ المكاشفة والمصارحة والارتداد عن الخطأ.وبالتالي فإن أي تماد بالممارسات الخاطئة سيؤدي إلى المزيد من الانهيار والانحلال في كيان تلك القوى وأدائها وغايات وجودها وهو بالطبع - أمر لا يدخل في صالح الديمقراطية اليمنية عموماً.[c1](الديمقراطية سلوك وليس شعاراً)[/c]* ويشارك الأخ/ سالم محمد غفينة - أمين عام المجلس المحلي بمديرية مجزر الجدعان في الموضوع يقول: الحزب كوحدة سياسية لا يمكن أن يشكل أي قوة في التأثير على مجريات الحياة السياسية طالما يعيش مع نفسه دون امتلاك قاعدة جماهيرية تنطوي تحت لوائه، لينطلق منها صوب الأهداف المرسومة سلفاً .. فميزان العمل السياسي يعطي مؤشراً واضحاً لمدى القوة والتأثير الذي يحدثه الحزب أو التنظيم عند أول مستجد في المشهد السياسي وعليه تسعى الكثير من الأحزاب إلى أحداث واقع جديد يتسم بهذا الثقل من خلال التأثير على مجريات الأمور في الواقع العملي والوصول للمشاركة في صنع القرار وفتح قنوات أخرى للمشاركة وإقامة علاقات على الصعيدين العربي والدولي.وأضاف: وهذا لن يتم ما لم تتخط هذه التنظيمات والأحزاب السياسية مشاكلها الداخلية نحو البناء السليم في هياكلها وقواعدها .. واختيار من هم الأجدر والأكفاء في القيادة دون أي حسابات أخرى .. وإتاحة الفرصة نحو المشاركة الشعبية في صنع القرار وفتح باب الحوار والقبول بالرأي والرأي الآخر كتأصيل مبدئي وفعلي للديمقراطية كسلوك وليس كشعار كما هو الحاصل .. وللأسف الشديد تحول مسار الديمقراطية إلى عامل دعائي يتغنى به الجميع.[c1](الإثارة الإعلامية الفارغة)[/c]* الأستاذ/ صالح أحمد ضيف الله السجم - أمين عام المجلس المحلي بمديرية حريب قال: في الحقيقة إن عددا من قيادات المعارضة أمست لا ترى من الوطن أكثر من الخطوط التي تسير عليها مصالحها الشخصية، وفرصها الانتهازية التي طالما كانت تقدمها على كل الخيارات المطروحة أمامها، فتجعل منها - دون أن تدري - سبباً لإخفاقها ومبرراً لعزوف الجماهير عنها.وأضاف: أن الوقوف على تجارب أحزاب وتنظيمات المعارضة اليمنية خلال ما يناهز السبعة عشر عاماً يبدو للباحث بالشأن السياسي اليمني أمر محبطاً فالبرغم من كون هذا التاريخ قصير جداً قياساً بالتجارب المماثلة، إلا أنه كان كافياً لتقدم هذه المعارضة إلى واقع أفضل وبناء مؤسسي أدق.واعتقد هنا أن طرح مثل هذه المسائل ومناقشة محاورها بموضوعية وصدق تسبق أي شيء آخر في أولويات الجدل القائم إذ أن من غير الموضوعي أن تتجه أطراف تلك المعارضة إلى حصر أفق نظرتها في حدود الإثارة الإعلامية الفارغة، يقتضي الأمر التوغل إلى جوهر الأزمة السياسية التي تعيشها فنحن عندما نقيم تلميذين في مرحلة واحدة أحدهما متفوق والآخذ كسول لا يجب أن نصهر المشكلة في التساؤل لماذا يتفوق الأول في كل عام على سواه، بل - أيضاً - علينا أن نولي الاهتمام الأكبر لمناقشة أسباب تكرار فشل الآخر.وما الذي ينقصه لبلوغ مستوى زميله .. وهذا هو المنطق بصورته المبسطة التي يسهل على الجميع فهمها.[c1](لغة أشبه بالبكاء)[/c]* الأخ/ محمد شايف نمران رئيس المجلس المحلي بمديرية الجوبة قال:إن السؤال كان أتهامياً غير أنه بدأ متحاملاً، وأرجع الضعف في العمل السياسي للأحزاب، وممارسة التجهيل وغياب الرؤية الواضحة في تبني القضايا التي تهم بأسره، وليس فقط حزباً معيناً أو فئة بحد ذاتها.وأرجع ذلك لأسباب وعوامل عدة ذاتية أو موضوعية كالتخلف وغياب مفهوم الحقوق والحريات والتقاليد الديمقراطية لدى الأفراد والمجتمع أكثر العوامل التي تضعف الممارسة.وأضاف: أن احترام الآخر شرط للديمقراطية أو حين تضعف الديمقراطية تضيع الحقوق بين كثبان اللامبدئية.واختتم حديثه قائلاً بصراحة:البعض لا وطن له سوى ذاته وعلى أحزاب المعارضة بدلاً من اتخاذ السلطة شماعة لرمي فشلها وإخفاقاتها على أكثر من صعيد الأولى أن تتجه للتصالح مع نفسها في المقام الأول، وتعطي للوطن وقضاياه أهمية في عملها ومراكزها .. ولا تحاول أن تخدع الناس والرأي العام في الداخل والخارج يمثل هذا الخطاب الدعائي المتزين بكلمات براقة في لغة أشبه بالبكاء.[c1](العمل في سراديب الايديولوجيا)[/c]* ويؤكد الأخ/ صالح محسن الشدادي رئيس المجلس المحلي بمديرية رغوان أن المجون للوحدة والديمقراطية إنسان اليمن الجديد يسير بعزم نحو أفاق النور والتقدم السياسي والاقتصادي لكن قيادات في أحزاب المشترك وبعض ذيول اليسار واليمين المتطرف لا يكادون يرون شيئاً يسر في عموم الوطن على الإطلاق ينكرون وجود النظام السياسي الوطني الديمقراطي وهم يتفياؤن تحت ظلاله بالتعددية الحزبية والسياسية لأنهم اعتادوا الرفض والعيش والعمل في سراديب الإيديولوجية ..وأضاف: أن أحزاب المشترك يزايدون على الدولة والمؤتمر الشعبي العام بالنظر إلى ما يسود البلاد من متاعب التطور الاجتماعي ومصاعب التطور الاقتصادي في الوقت الراهن، ويتوهمون أنه بالإمكان أن يتم تطور الأمم والشعوب مجاناً بدون تضحيات أو الآم .. ويجعلون من أنفسهم وممن ينخدع بهم ويصدقهم أكذب من وجد على الأرض من أهل الأحزاب والسياسة وفي ذلك يكون أعظم المصاب وجليل الابتلاء على الدوام.واختتم حديثه بقوله: الدولة والمؤتمر الشعبي العام يريدون للأحزاب والتنظيمات أن تصبح ضمن النسيج العام للنظام السياسي الوطني الديمقراطي تؤثر وتتأثر بأحداث التغيير السلمي الديمقراطي وآلياته المعروفة، وأحزاب المشترك على مربع التحريك السياسي الدعائي والاندفاع إلى المواجهات في العنف كما يبدو من أحاديث بعض نخب الفتنة والعنف الثوري الجماهيري، يريدون أن يدفعوا الناس إلى ساحات الارتجال والفوضى وتجاوز كافة إبداعات العمل السياسي الديمقراطي هكذا جزافاً ..وفي قادم الأيام سينبئ ما يأتي مصداقية ما ذهبنا إليه، وما علينا إلا الانتظار.