رأي
فضل مصلح الحبيشيهنأ كل منهما الآخر بحلول عيد الفطر المبارك وتبادلا حديثا وديا اثناء تناولهما الشاي معا في المقهى تطرقا فيه الى عدة مسائل كان ابرزها التالي :-ليس في حياتنا الدنيا ابشع من الظلم الذي يمارسه المستبد القوي بما يملك من جاه او مال على الضعيف المنكسر المغلوب على امره.- ماذا تقصد بكلامك هذا ؟- هناك بعض المنتمين الى فئة تعتبر نفسها فوق البشر وكأنها مخلوقة من طينة اخرى غير الطينة التي خلق منها سيدنا آدم .. قانونها الخاص هو قانون القوة والجاه ولغتها الخاصة لغة المال.- كلامك رموز .. لم افهم معناه واريد المزيد من التوضيح!!- هؤلاء القليلون يمارسون الظلم اما بالترهيب المعنوي اعتمادا على الجاه او بشراء الذمم والضمائر بالمال المتوفر في ايديهم واما بكليهما معا لمقارعة من يريدون او من يعترض طريقهم.- ايضا لم افهم ما تقصد !!- اقصد ان هذه الفئة بنفوذها وثرائها تثق بقدرتها على التمكن من الافلات من العقوبات فترتكب المظالم وتخالف الانظمة والقوانين والاعراف وتتباهى بكل قبيح وغير مألوف باظهار غرورها امام الناس معلنة دون خجل وحياء انها شريحة الذين يلعبون بالمال لعبا وسفها ويملكون الجاه تكبرا وغرورا ويتجاوزون بل وينتهكون القوانين بالتصرفات الهوجاء واغتصاب حقوق الناس والوطن فيعمدون بوسائلهم الخاصة الى تحييد دور بعض افراد الامن وتغييب الاجراءات القانونية واغماض عيون العدالة وتعطيل الاحكام.- يا صاحبي .. ماذا جرى بالضبط؟- حادث مؤلم نغص علينا بهجة العيد، وقع نتيجة تهور احد ابناء الفئة التي اعنيها واستهتاره عند قيادته سيارته الفارهة بسرعة جنونية دون مبالاة بأرواح البشر فصدم شابا في مقتبل العمر نتج عنه اصابات وكسور مختلفة والفاعل لم يهتز له جفن بل قال بوقاحة متناهية : سوف اتكفل بعلاجه او ادفع ديته اذا مات!!- وكاد هذا الكلام ان يؤدى الى نشوب معركة بينه وبين شاهدي العيان لولا تدخل اهل الخير الحاضرين لفض الاشتباك وهو لم يقل ما قال الا لأنه يثق ان المقابل لاهماله وعجرفته لن يكون سوى التعويض المادي المتيسر لديه او دفع (الدية) التي يسيل لها لعاب بعض الاسر الفقيرة او المنكوبة بأحوالها وقلة حيلتها فتضطر للتنازل عن حقها ولايوجد لها خيار آخر .. وهي لاتعرف انها تنازلت كذلك عن حق المجتمع قبل ان يكون حقا مدنيا يستوجب التعويض المادي فقط.. هذا مثل واحد فقط من امثلة فساد كثيرة تتسم بالجبروت والاذلال.-نعم ، نعم .. اتضح الآن سبب امتعاضك والتجهم البادي على وجهك.. اشاطرك يا صاحبي احاسيسك ومشاعرك، فهناك بالفعل تجاوزات وانتهاكات كثيرة يندى لها الجبين ولم تعد مكتومة او خافية على احد.. ولكننا نقول كل الذين افسدتهم النعمة والثروات الجارية في ايديهم التي اصبحت وبالا عليهم وعلى مجتمعهم بدلا من ان تكون فائدة وخيرا لهم ولمن حولهم وسندا وعونا لابناء بلدهم.. نقول لهم اتقوا الله في انفسكم واموالكم وابناء وطنكم واحمدوه على ما وهبكم من نعم، وكونوا على يقين انه سبحانه وتعالى يمهل ولايهمل .. وكل عام والجميع طيب والوطن بخير.