عرفانا بدوره في تأسيس الجامعة
عدن/ نصر باغريب:أقر مجلس جامعة عدن إطلاق إسم الفقيد الدكتور/ جعفر عبده صالح الظفاري على مركز البحوث والدراسات اليمنية لتصبح تسميته الجديدة “مركز الظفاري للبحوث والدراسات اليمنية”، وذلك عرفانا وتكريما من جامعة عدن لأبرز مؤسسيها، وأحد أهم الشخصيات الأكاديمية الوطنية الذين أثروا الحياة العلمية ولعبوا دورا كبيرا في وضع اللبنات الأولى للنهضة الأكاديمية في البلاد. وأكد المجلس في اجتماعه لشهر يوليو الجاري الذي عقد برئاسة الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن أن الفقيد د./ الظفاري يعد علما من أعلام العلم في اليمن وأسهم في تأسيس عدد من كليات الجامعة وتتلمذ على يديه الرعيل الأول من الجامعيين اليمنيين الذين خاضوا غمار التنمية والبناء على امتداد الساحة اليمنية.وكان الأخ/رئيس الجامعة قد أصدر قراراً بتشكيل لجنة لتأبين الفقيد وإعداد كتاب عن سيرته العلمية. يشار إلى أن مركز البحوث والدراسات اليمنية أنشئ بقرار رئيس الجامعة رقم 216، لعام 1995، ويعنى بشؤون البحوث والدراسات اليمنية بشتى ضروبها تحت أشراف رئيس الجامعة ،ويهدف إلى تجسيد تنمية مودعات المكتبة من مطبوعات ومخطوطات، عن طريق الشراء والإهداء والاستهداء والتبادل، والتعريف بمودعات المكتبة بانتظام، وكتابة عروض لها وتقويمها على أساس انتقائي، وضع أدلة خاصة لبعض الموضوعات المحورية لينتفع بها الباحثون، وانتخاب بعض الوثائق وتلخيصها أو استخلاصها حسب الدواعي، وترجمة بعض الكتب (أو فصول منها)، والمستقطبة التربة اليمنية أو المجتمع اليمني، والمدونة بلغات أجنبية بما في ذلك بعض الرسائل الجامعية، وتوثيق العملية التربوية والتعليمية في اليمن والإسهام في وضع دليل الجامعة كل ثلاثة أعوام، من قبل المجلس العلمي للمركز، وتحقيق بعض المخطوطات اليمنية، أو بعض أجزاء منها خطة مدروسة توضع معالمها كل خمسة أعوام، من قبل المجلس العلمي للمركز، ووضع إثبات لبعض الموضوعات المحورية المتصلة باليمن، وعلى أساس اصطفائي، ليتولى أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة البحث فيها، والقيام ببعض البحوث والدراسات الخاصة اتكاء على مودعات المكتبة أوستنادا على معلمة بحثية خاصة يتولى رسمها المجلس العلمي للمركز في فترات معينة بصورة منتظمة، وتدعيم الدراسات والبحوث المتميزة والجادة مكافأة ونشرا .وقد اضطلع المركز بدور كبير وهام في تعزيز وترسيخ البحث العلمي الذي شهدتة جامعة عدن منذ تأسيسها، حيث نظم المركز الندوات والملتقيات البحثية التالية، نذكر منها على سبيل المثال ما تم تنظيمه في السنوات الأخيرة:1 - ندوة حول القبائل اليمنية .2 - ندوة عدن في ظل الدولة الزريعية حتى الدولة الرسولية . 3 - دوة حول أوضاع عدن السياسية والاجتماعية والاقتصادية منذ عهد الدولة الظاهرية حتى عشية الاحتلال البريطاني لعدن.4 - ندوة حول الشيخ عبدالله علي الحكيمي (الداعية والمصلح) .5 - ندوة عدن منذ عام 1839 حتى عام1967م.6 - الملتقى البحثي حول(روبروت سرجنت) عن اليمن .7 - الملتقى البحثي حول(هارولدا أنجرامز) عن اليمن .8 - الملتقى البحثي عن الأديب والمؤرخ عبدالرحمن بن عبيد اللاه السقاف .9 - الملتقى البحثي عن المورخ العلامة محمد بن محمد يحي زباره . كما أصدر المركز كتابين خلال عامي 2007و2008 م:• الأول بعنوان: اليمن : الأئمة والحكام والثورات للمؤلف أنجرامز.• والثاني بعنوان: عرف الخزامي (دراسات في التاريخ اليمني) للأستاذ/د. جعفر الظفاري. كما يصدر المركز مجلة “اليمن” بصورة منتظمة.ما يجدر ذكره أن الفقيد ووري الثرى يوم (12 يوليو2009م) في مدينة عدن، مسقط رأسه التي ولد فيها عام 1935، والتحق للدراسة في مدارس التعليم العام في عدن، حيث درس المرحلة الابتدائية في المدرسة الابتدائية الحكومية العربية في الفترة بين عامي 1944 و1948، والمرحلة المتوسطة في المدرسة المتوسطة الحكومية بين 1948 و1951، والمرحلة الثانوية في كلية عدن بين عامي 1952 و1956، حيث نجح في الأخيرة بامتحان شهادة الثقافة العامة. “G.C.E” في 8 مواضيع، وفي جلسة واحدة.بعد حصوله على شهادة الثقافة العامة التحق للدراسة الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1956م وتخرج منها حاملاً إجازة البكالوريوس في الأدب العربي، فضلاً عن دبلوم في التربية، عام 1960. بعد تخرجه من الجامعة عاد إلى عدن وعمل مدرساً للأدب العربي والدين الإسلامي في الفترة بين عامي 1960 و1961 في المدرسة الثانوية الحكومية، وغادر بعد ذلك لإكمال الدراسات العليا في بريطانيا، حيث التحق بمعهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن لمدة 5 سنوات متصلة، ونال إجازة دكتوراه في الفلسفة بالثقافة الإسلامية عام 1966. عاد بعدها إلى عدن وعمل ضابط معارف للنشر “publication Officer” في وزارة المعارف الاتحادية بين عامي 1966 و1967. غادر عقب ذلك إلى مصر حيث درس في وزارة التربية والتعليم في القاهرة، لمدة 6 أشهر، نال بعدها دبلـــوماً في التوثيق التربوي عام 1968. عمل بعد ذلك مدير التوثيق التربوي في وزارة التربية والتعليم بين عامي 1968 و1970. كما أصبح عميد أول كلية جامعية في اليمن في الفترة بين 1974 و1976، ليصبح بعدها نائب رئيس جامعة عدن للشؤون الأكاديمية من عام 1976 وحتى عام 1982. وفي الفترة بين عامي 1982 و1985 عمل خبيراً لليونسكو في اللغة العربية والدين الإسلامي بمدارس الـ UNRWA في كل من سوريا والأردن ولبنان وفلسطين، وعين منذ 1986 مدير مركز البحوث والدراسات اليمنية في جامعة عدن، ومازال في نفس الموقع حتى وفاته، وهو يترأس هيئة تحرير مجلة “اليمن” الصادرة عن المركز.جعفر الظفاري شارك في عدد كبير من المؤتمرات والندوات، وهو عضو في هيئة تحرير عدة مجلات يمنية وعربية، ونشرت له عدة بحوث ودراسات في مختلف المجلات العربية واليمنية مثل مجلة الفكر التونسي، مجلة المعلم/ الطالب (الصادرة عن مؤسسة الأنروا)، مجلة الحكمة، مجلة الثقافة الجديدة، ومجلة اليمن. وأسهم في وضع بعض كتب المرحلة الابتدائية، والمرحلة المتوسطة، والمرحلة الثانوية، ويعتبر أول من وضع كتاباً في محو الأمية، في الأراضي اليمنية، كما كان عضواً أساسياً في لجنة الثقافة والتربية لتوحيد شطري اليمن سابقاً، وترأس الجمعية اليمنية لتعريب العلوم منذ تأسيسها حتى وفاته. ولقد تم تكريمه عام 2006 من الجمعية الدولية للغويين والمترجمين العرب. عاش جعفر الظفاري في عدن (حي حافون بمديرية المعلا) وهو متزوج وله 3 أولاد.