الرئيس التركي في اجتماع الدول المطلة على البحر الاسود
أنقرة / وكالات :أكد الرئيس التركي عبد الله غل أن بلاده مصممة على اجتثاث عناصر حزب العمال الكردستاني من شمالي العراق, فيما بدأ الجيش بقصف مواقع الحزب بالطائرات وصد هجوما للعشرات من عناصره, في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية بوصول وفد عراقي إلى أنقرة لنزع فتيل الأزمة.وقال عبد الله غل أثناء اجتماع للدول المطلة على البحر الأسود بأنقرة, إن بلاده تحترم وحدة العراق وسلامة أراضيه, لكن "صبرنا نفذ ولن نقبل باستخدام الأراضي العراقية لأنشطة إرهابية".وأضاف أن حكومته والجيش "مصممون تماما على اتخاذ كل التدابير الضرورية لوضع حد لهذا التهديد".أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فقال إن حكومته وليس واشنطن هي من ستقرر خطوة اجتياح شمال العراق.وأكد أردوغان -في تصريحات أثناء زيارته رومانيا- أنه يرغب أن تعمل واشنطن مع أنقرة كحليف إستراتيجي ضد مقاتلي حزب العمال.وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قال إن تركيا والولايات المتحدة بحاجة إلى معلومات استخباراتية أفضل عن مواقع المسلحين الأكراد قبل شن ضربات كبرى, أو إرسال أعداد كبيرة من القوات عبر الحدود, أو إسقاط قنابل. وتنشر تركيا حاليا نحو مئة ألف جندي على الحدود العراقية.وجاءت تلك التصريحات فيما تنتظر أنقرة وصول وفد عراقي لبحث الأزمة.وقالت تركيا إنها تعلق آمالا كبيرة على زيارة الوفد العراقي وتتوقع أن يحمل معه التزامات بتسليم قادة المقاتلين المطلوبين أو الموافقة على القيام بعمليات عسكرية مشتركة.وكان مسؤول بالحكومة التركية قد اعتبر أن المحادثات بين البلدين تمثل "الفرصة الأخيرة" أمام الجهود الدبلوماسية للأزمة.من جهتها نفت حكومة إقليم كردستان العراق وجود مكاتب لحزب العمال على أراضيها. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة جمال عبد الله في تعليقه على تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي وعد فيها أنقرة بإغلاق تلك المكاتب "إذا كان رئيس الوزراء لديه مكاتب في مناطق أخرى في العراق فليغلقها".وأضاف الناطق في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية "تحت سيطرة حكومة الإقليم لا يوجد أي مقر لحزب العمال الكردستاني", متسائلا "نحن لا نعرف ما الذي قصده رئيس الوزراء في إغلاق مقراتهم وأين تقع هذه المقرات؟ وما هو نوعها؟".وكان برلمان كردستان أكد أمس الأول أنه من حقه الدفاع عن نفسه إزاء أي هجوم تركي ضد عناصر حزب العمال.وناشد البرلمان المتمردين الأكراد بالتخلي عن ما وصفه بالعنف وجعل وقف إطلاق النار حالة دائمة.وفي أحدث التطورات الميدانية قالت مصادر أمنية تركية إن قوات الجيش تدعمها الدبابات والمدفعية صدت هجوما لنحو أربعين من عناصر حزب العمال على موقع عسكري تابع لقوات الأمن التركية.وأضافت المصادر أن الاشتباكات التي وقعت في وقت متأخر الليلة قبل الماضية, أعقبها انسحاب المقاتلين إلى شمالي العراق, بصحبتهم عدد غير معروف من القتلى والجرحى.وفي وقت سابق ذكرت مصادر عسكرية تركية أن الطيران توغل مسافة تزيد على عشرين كم داخل أجواء العراق وأن نحو ثلاثمئة جندي تقدموا عشرة كم تقريبا، في هجمات أسفرت عن مقتل عشرات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني.وعن الهجوم الجوي قال مسؤول أمني كردي عراقي إن الغارة التركية شنت على قرية قرب شيرانيش في محافظة دهوك, وإنها أحدثت خسائر مادية. وتوقع المسؤول وقوع المزيد من الغارات لمطاردة مقاتلي حزب العمال شمالي العراق.وقال مسؤول عسكري إن 34 متمردا من حزب العمال الكردستاني المحظور قتلوا في الغارات، مضيفا أن جميع القوات التركية المشاركة في العمليات عادت إلى تركيا