أحمد سيف ثابت..من الإبداع إلى الإملاق..
مضت سنوات سبع،منذ غادرنا أحمد سيف ثابت،من دار الفناء إلى دار البقاء..سنوات سبع وكأنها ساعات،لم ندر كيف مضت،وكيف بهذه السرعة..سنوات تلي سنوات ولا كأن شيئاً قد حدث..إلا من تأوهات الأهل والأحباب،وحسرتهم على معيلهم،رجلهم الجهبذ،كل موقف مواجهة لائقة به..لقد كان متعدد المواهب،شعراً ونثراً..كتابة وتصويراً إبداعياً،فالبديع لديه معين لا ينضب..هكذا أحمد سيف ثابت،حياته كلها إبداع في إبداع.لم تشعر يوماً أنك أمام رجل متعال أو شخص متكبر- فالبساطة عنوانه،وعلاماتها في شكله وتصرفاته..فماذا جنى بعد سنوات من الإبداع..سوى الإملاق..والافقار..غادرنا إلى دمشق وهو على يقين بعدم العودة..كان يجلس بكبرياء الرجل البسيط أمام بوابة صحيفة (14اكتوبر) ينظر في الدنيا والزملاء..كان المرحوم أحمد مفتاح عبد الرب الصحافي الشهير،يرمقه بنظرة حانية،ويتحسر،وكأنه كان يقرأ طالع الرجل والنهاية التي آل إليها!أحمد سيف ثابت،بعد هذه السنوات الطوال من الغياب الأبدي..لم يتذكره سوى القليلون،فتداعوا إلى منتدى خور مكسر الذي يرأسه المثقف الطيب الأستاذ علي السيد،بتنسيق مع جمعية تنمية الموروث التي يرأسها الشاعر الخصب/ علي حيمد..وبدفع ومشاركة قوية من شخصيات عديدة كان على رأسهم الفنان الكاتب والناقد عصام خليدي الذي أعد مداخلة ضافية تحدث فيها عن مناقب وسيرة الثابت أحمد سيف في الحياة عموماً،وكانت دراسة فيها من الإنصاف للرجل وتذكيراً بعطاءاته وداعية لإنصافه..إلى جانب مداخلات الزملاء ومعاصري الشاعر منهم المخرج محمود سلامي والصحافي العلم/محمد عمر بحاح والفنان سعودي أحمد صالح والفنان الصاعد،وريث عرش أبيه الفني الفنان نجوان شريف ناجي،وعدد آخر من المحبين لأحمد سيف،من أدلوا بدلوهم سواء بإضافات لما قدم في الإحتفائية أو بوصلات غنائية أم على شكل صرخات مدوية تطالب بأنصاف الناس وهم أحياء،وبمستوى يليق بهم وبعطاءاتهم وتطرق البعض إلى ما يتقاضاه أولئك الأعلام الذين رسموا تاريخ عدن وخلدوه فنياً وأدبياً واجتماعياً،وكانت المأساة أن نسمع أن المعاش لهؤلاء يتفاوت ما بين(7ألآف ريال- 20ألف ريال) في أحسن الأحوال وهذه مصيبة وطامة كبرى أن يتم النظر لهؤلاء الأعلام الخالدين بهكذا صورة أحادية من قبل جهة معينة فقط دون الإلمام العام بعطاء ومكانة هؤلاء الذين لا يساوي مبلغ الـ (50) ألف ريال شيئاً أمام ما قدمه كل واحد منهم للوطن..الخ..لذلك كانت المناشدات بوضع هيكل للمبدعين تتبناه الدولة بمثلما هي الحال في الجامعة ومراكز الأبحاث والصحة والتربية والقوات المسلحة.. هيكل يضمن لهؤلاء النجوم اللامعة وضعاً معاشياً يمكنهم من العيش برفاهية لقاء ما يقدمون للوطن والأمة ومن ناحية ثانية،بعد وفاتهم يكون مصدر حفظ للكرامة واستمرار الحياة.. فهل تتم الاستجابة؟!ختاماً شكراً لاحياء هذه الفعالية ولمن شارك فيها فنياً وعلى رأسهم الفنان سعودي أحمد صالح وزين..ونجوان..وآخرون! نعمان الحكيم