الأمم المتحدة تقول ان الجدار الإسرائيلي سيفصل القدس عن الضفة الغربية
فلسطين المحتلة/وكالات:اشترط رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل ما اسماه "الانقلاب" الذي قامت به حركة (حماس) في قطاع غزة للحوار معها.وقال عباس في تصريح لصحيفة (الأهرام) المصرية انه لا مفاوضات مع حماس إلا بعد عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب الذي قامت به في القطاع مؤكدا انه ليس "هناك سوى حكومة فلسطينية واحدة هي حكومة الطوارئ في رام الله".وتابع انه " لا حوار أو اتصال إلا بعد ان تعود الأمور في غزة إلى ما كانت عليه وهذه خطوة أساسية لا بد من تنفيذها على الأرض ثم يمكن عندئذ الحديث عن حوار مشترك مع حماس إذ لا يستقيم أن نتحاور مع انقلابيين ولا يمكن أن تشكل أجواء السطو على السلطة واستلاب غزة مناخا للحوار والوصول إلى حلول للموقف الراهن.وأكد انه لا يقبل الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة وأنهما جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية وأن هناك جهودا تبذل حاليا لتحريك عملية السلام معتبرا "أن ما حدث في غزة كان مشروعا مبيتا خططت له حماس كما خططت لاغتياله قبل اتفاق مكة".وبالنسبة للقضية الفلسطينية قال ان هناك جهودا تتم لبدء تحريك عملية السلام تسعى إلى تقوية التنسيق والتشاور مع الأشقاء في مصر وجميع الدول العربية بتحرك مكثف في الأيام المقبلة لتحريك عملية السلام فضلا عن ضمان وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني.وقال عباس ان استدعاء القوات الدولية لحفظ الأمن في غزة وضبط عمليات العبور على المعابر " لن يتم إلا بالتنسيق مع مصر التي لم تتوقف الاتصالات معها " مضيفا ان ذلك مطلب عربي كما هو فلسطيني وان اتصالاته بالرئيس المصري حسني مبارك تكاد تكون يومية.وبرر حجب الرواتب أخيرا عن بعض الفلسطينيين من حماس" بأنها رسالة للجميع بالا يخرجوا عن الشرعية" مضيفا "ان نتائج التحقيق في أحداث غزة ستعلن نهاية الشهر الحالي ولن نستثنى أحدا مهما يكن موقعه".يشار ان وفد فلسطيني كبير تشاور أمس الى القاهرة لبحث كافة الملفات والمستجدات.من جهة أخرى قالت متحدثة باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه سيلتقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأسبوع القادم لمناقشة التعاون الأمني والاحتياجات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية. وقال مسؤولون فلسطينيون رفيعو المستوى انه لم يتم تحديد موعد لعقد الاجتماع. وكان آخر لقاء جمع الزعيمين في منتجع شرم الشيخ المصري حيث جددا تعهدهما بعقد محادثات مرتين شهريا. ومن المتوقع ان يعقد الاجتماع المقبل يوم الاثنين المقبل. على صعيد أخر أفاد تقرير أصدرته إحدى وكالات الأمم المتحدة أمس الاثنين بأن الجدار الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية سيفصل القدس الشرقية العربية فعليا عن باقي الأراضي المحتلة. ولم تعقب وزارة الدفاع الإسرائيلية المسؤولة عن المشروع على الفور على التقرير. وذكر تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن إسرائيل أكملت أكثر من نصف الجدار الذي يبلغ طوله 720 كيلومترا والذي بدأ بناؤه عام 2003م على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967م.وفي عام 2004 قالت محكمة العدل الدولية إن بناء الجدار على أراض محتلة غير مشروع. وقال التقرير إن إسرائيل تجاهلت رأي المحكمة. وأضاف التقرير أن استكمال جزء من الجدار يدور حول مستوطنة في منطقة القدس "سيفصل القدس الشرقية عن باقي الضفة الغربية ويقيد الوصول إلى أماكن العمل والصحة والتعليم ودور العبادة." وذكر التقرير الواقع في تسع صفحات أن جدارا آخر يتم بناؤه حول تكتل استيطاني قرب بلدة بيت لحم في الضفة سيعزل منطقة فلسطينية ذات أهمية ثقافية هناك و"سيفصل بيت لحم عن القدس". واحتلت إٍسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967 وأعلنت القدس بشطريها عاصمتها الأبدية والموحدة في تحرك لم يلق اعترافا دوليا. ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة التي يطمحون لإقامتها في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال التقرير معلقا على أجزاء أخرى من الجدار إنها ستعزل فعليا نحو 50 ألفا من 2.5 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية في منطقة بين الضفة وإسرائيل. وأضاف أن هؤلاء الفلسطينيين لن يتمكنوا من الوصول للخدمات الأساسية مثل المدارس والمراكز الصحية والمتاجر سواء في إسرائيل أو في الضفة الغربية دون تصاريح خاصة، وتابع أن إسرائيل شددت الإجراءات اللازمة للحصول على مثل هذه التصاريح التي يطلق عليها تصاريح "زيارة" ولم تمنحها حتى الآن سوى لأربعين في المائة فقط من المزارعين الفلسطينيين الذين يحتاجونها لزراعة الأراضي التي يملكونها على الجانب الإسرائيلي من الجدار. وقال التقرير إن إسرائيل فتحت بوابات في الجدار لتسهيل بعض الحركة لكن نصفها يفتح لفترات أقصر من المحدد ولم يعد بإمكان السكان في عشر بلدات بشمال الضفة الوصول إلى خدمات الطوارئ على مدار الساعة. وأفاد التقرير بأن 80 في المائة من الجدار ستقام في أراضي الضفة الغربية بينما ستكون العشرين في المائة الباقية في إسرائيل. في سياق أخر أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) أمس أنها أوقفت جميع أعمال البناء ومشاريعه التي تنفذها في قطاع غزة.وعزت (انروا) في بيان هذا الأمر الى "نقص المواد الأساسية الخاصة بأعمال البناء في قطاع غزة خاصة الاسمنت الذي نفد من الأسواق الفلسطينية هنا".وقال مسؤول العمليات في (انروا) جون جينج في البيان "ان الوكالة الدولية تشرف على مشاريع بناء في قطاع غزة رصد لها حوالي 93 مليون دولار".وذكر جينج "ان العمل اوقف بمشاريع مهمة وحيوية تشمل تصليح منازل مدمرة ومتضررة وتأهيلها ل 16 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في ظروف إنسانية قاسية ومروعة".وقال جينج "ان مشاريع البناء التي تنفذها (انروا) توفر فرص عمل ل 121 ألف عامل ومستخدم وتشكل مصدرا أساسيا لفرص العمل في سوق العمل بقطاع غزة.