إسرائيل تفرج عن معتقلين فلسطينيين
درفح (مصر)/14 أكتوبر/ يسري محمد ووفاء عمرو : مر عشرات من الحجاج الفلسطينيين مكبرين ملبين إلى مصر أمس الاثنين من الحدود مع قطاع غزة في طريقهم إلى مكة في ما يعد تخفيفا جزئيا للعزلة المفروضة على القطاع وما يمكن أن يكون تدعيما لحكومة حركة حماس . وفتحت مصر معبر رفح الحدودي الذي ظل مغلقا معظم الوقت منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو وسمحت لحوالي 150 فلسطينيا بدخول أراضيها لأداء فريضة الحج. ووصف رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية وأحد قادة حماس فتح المعبر بأنه "خطوة واثقة نحو كسر الحصار المفروض على شعبنا." ودعا سامي أبو زهري أحد المسئولين في الحركة إلى أن يبقى المعبر مفتوحا بشكل دائم.، وترفض حماس التعايش مع الدولة اليهودبة. وشددت إسرائيل القيود على قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه ويحاول حلفاؤها الغربيون عزل الحركة. وقال هاني الجبور المسئول القنصلي الفلسطيني في منطقة الحدود إن من المتوقع أن تسمح مصر لجميع الحجاج ومجموعهم 2200 حاج بحسب نظام الحصص السعودي بالمرور. وعندما تقدم الحجاج صوب البوابة المصرية من الحدود تعانقوا وكبروا وبدأوا في التلبية وهم يعبرون. ونظمت قوات مكافحة الشغب المصرية التي كانت في كامل تأهبها وبعضها يمسك بكلاب بوليسية مرور الحجاج وسمحت لمعظم المتزاحمين بالمرور.، وتبدأ شعائر الحج في وقت لاحق من الشهر الحالي. ونظم مئات الحجاج الفلسطينيين احتجاجا بملابس الإحرام الأسبوع الماضي عند معبر رفح مطالبين السماح لهم بدخول مصر. وقال شلومو درور المسئول في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن إسرائيل التي لا تدير معبر رفح تسمح للحجاج الفلسطينيين بالمرور أيضا إلى مصر من معبري اريز وكرم أبو سالم اللذين تسيطر عليهما.، وأضاف "أمس (الأحد) مر 198 شخصا أعادت مصر عشرة منهم... سنستمر اليوم."، تابع أن إسرائيل التي تقر أسماء الفلسطينيين المتوجهين إلى السعودية سمحت لألف ومائتين بالقدوم من غزة. واتفقت إسرائيل والفلسطينيون الأسبوع الماضي على إطلاق محادثات في محاولة للتوصل لاتفاق سلام بنهاية عام 2008 . في سياق أخر أفرجت إسرائيل عن 429 معتقلاً فلسطينيا أمس الاثنين في محاولة لتعزيز وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد مؤتمر عقد برعاية أمريكية الأسبوع الماضي بشأن إقامة دولة فلسطينية. ونقل المعتقلين ومعظمهم ينتمون إلى حركة فتح التي يتزعمها عباس وكانوا يقضون عقوبات بالسجن بين سبعة شهور و15 عاما في حافلات من سجن كيتسيوت في الصحراء إلى حدود إسرائيل مع قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. وهناك نحو 11 ألف معتقل فلسطيني بالسجون الإسرائيلية. وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إن 20 معتقلا أرسلوا إلى قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأن 409 سجناء نقلوا إلى معبر قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية حيث نظمت مراسم رسمية للترحيب بعودتهم بحضور مسئولين من السلطة الفلسطينية وعائلات السجناء المفرج عنهم. وقال الطيب عبد الرحيم مساعد عباس "لابد أن تشمل الافراجات الأسرى القدامى والذين يزيد عددهم عن سبعين أخا ومناضلا ليثبت الطرف الآخر إنه جاد في عملية السلام... لقد بذل سيادة الرئيس محمود عباس جهودا جبارة لإبقاء قضية الأسرى على سلم أولويات أجندة العالم." وأطلق عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت محادثات سلام رسمية في مؤتمر استضافته أنابوليس بولاية ماريلاند الأمريكية الأسبوع الماضي في محاولة للتوصل لاتفاق سلام بنهاية عام 2008 مع انتهاء فترة رئاسة الرئيس الأمريكي جورج بوش. ورفضت إسرائيل تخفيف العقوبة الصادرة على فلسطينيين محتجزين لشنهم هجمات قاتلة على إسرائيل ولكن الإفراج عن سجناء اليوم يهدف إلى تقوية عباس في مواجهة حماس التي سيطرت على غزة بعد اقتتال داخلي في يونيو. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية "تتفهم إسرائيل أن من المهم تعزيز الحوار السياسي بإجراءات ملموسة على الأرض. نأمل أن يساهم الإفراج عن معتقلين أمس في قوة الدفع المتزايدة في الحوار السياسي بيننا وبين الفلسطينيين." وتلقي القوات الإسرائيلية القبض على من يشتبه في كونهم من النشطاء في غارات على الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه جرى احتجاز 42 فردا أمس. ومن بين المحتجزين خالد البربري وقالت عائلته إن القوات الإسرائيلية احتجزته أثناء توجهه لحضور مراسم الترحيب بعودة شقيقه أحمد الذي أفرج عنه أمس. وقال شقيقهما الآخر محمود البربري "تم أمس الإفراج عن شقيقي (أحمد) وفي نفس الوقت اعتقلوا أخيه الصغير وهو في طريقه لاستقباله من بيت لحم. هذه فقط عملية تبادل."، ولم يرد تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على هذا الأمر. وأعرب أقارب المعتقلين الذين تجمعوا عند نقطة تفتيش بيتونيا خارج رام الله عن سعادتهم لرؤية أحبائهم ولكنهم أشاروا إلى أن معظم المفرج عنهم كانت متبقية لهم بضعة شهور فقط في العقوبات الصادرة ضدهم بالسجن. وقالت بهية عليان التي أفرج عن ابنها حمد الله بعد أن أمضى في السجن خمس سنوات "سعادتي لم تكتمل لأني أريد أن أرى كل السجناء يفرج عنهم وأن أرى كل الأمهات سعداء مثلي اليوم." وقضية المعتقلين أمر مثير للمشاعر بشكل كبير بالنسبة للفلسطينيين الذين يعتبرون أشقاءهم المحتجزين في السجون الإسرائيلية مقاتلين ضد الاحتلال الأجنبي. ويخشى كثير من الإسرائيليين أن تشجع عمليات عفو من هذا القبيل النشطاء الفلسطينيين على شن هجمات مقاومة جديدة.