د/ زينب حزامالرحلات إلى الصحراء اليمنية في فصل الشتاء تتميز بالبرد القارس شتاء وشدة الحر صيفاً ويسكن الصحراء البدو اليمنيون ولهم عاداتهم وتقاليدهم التي تختلف كثيراً عن سكان المدن والقرى حيث اعتادو العيش في أطراف الربع الخالي منذ قرون عديدة ويعملون في رعي الأغنام والماعز والجمال وقد أنجبت الصحراء اليمنية العديد من الشعراء الذين حرصوا على كتابة وقول القصيدة القديمة والمحافظة على منظر جمالي ينعش قلوب المحبين والأدباء والفنانين والمفكرين والشيء الغريب في الصحراء اليمنية الكثبان الرملية المتصلة والعملاقة التي تبدو كالأمواج وتظهر وكأنها تتحرك فتجذب الفنان التشكيلي وتحرك عنده الحس الفني فيرسم الرمل الأصفر وكأنه الذهب الذي يلمع تحت أشعة الشمس ويصبح المنظر عند الغروب خالياً وتتحول الرمال الصفراء إلى حمراء والظلال إلى اللون الأسود فيظهر جمال اللوحة المرسومة المتشابكة خطوطاً ولألوانها بجانب المناظر المدهشة ولبدو اليمن الذين يسكنون أطراف الربع الخالي وجباتهم الخاصة إضافة إلى حليب الجمال والماعز والأرز والطحين واللحوم وفي وقت الزواج يقومون ببيع حيواناتهم للحصول على السيارات والخيام والملابس وعلى أصناف أخرى من الأثاث.وأهل الصحراء اليمنية يتميزون بالكرم وحسن لضيافة ويرتاد الصحراء اليمنية العديد من السياح الأجانب خاصة في فصل الشتاء الذين تنال إعجابهم ملابس البدو حيث يلبس الرجل ثوباً أو ( معوزاً) بدون جنبية والنساء يلبسن ملابس ملونة محتشمة ويبقين محجبات حتى مع أفراد الأسرة التي تتميز بكثرة عدد أفرادها.يقوم الرجال في الصحراء اليمنية برعي الجمال بينما تقوم النساء برعي الماعز وتربية الأولاد وطبخ الطعام.[c1]ليالي السمر في الصحراء اليمنية [/c]بعد الغروب تتلاشى الحرارة ويكون الجو بارداً فيجلس الجميع في مخيم العائلة الكبيرة الواقع وسط التخييم وبينما يجلس الرجال في دائرة يتبادلون الأحاديث والشعر والجدل وأحاديث عن الأنبياء والصحابة وأمور الحياة المتنوعة تجلس النساء خلف المخيم يسامرن الأولاد بالحكايات الخرافية والأساطير ويداعبنهم ويعملن على إعداد الطعام ويتحدثن عن الجولات التي قمنَ بها حول المدينة والموضوع الذي يسيطر على مجمل الأحاديث سواء للرجال أوالنساء هو التوافق بين الأشخاص غير المتزوجين وفي صحراء اليمن من عادات البدو أن الفتاة تتزوج عندما تبلغ من العمر 14 أو 15 سنة وقد يظهر القلق والخوف عند الأب إذا لم تتزوج البنت في هذا العمر ولأنهم مسلمون أتقياء يؤدون الصلاة ويصومون ويقومون بواجباتهم الدينية على أكمل وجه ويتلون القران ومع ذلك ربما لا يستوعبون بشكل كبير المعنى .ونجد أن أهل اليمن من بدو الصحراء الذين يسكنون أطراف الربع الخالي غير مطلعين على ثقافات العالم الخارجي ولا تصل إليهم الأدوات الإلكترونية إلا القليل منها لذا يجدون الصعوبة البالغة في التعاون مع السياح الأجانب الذين يرغبون في معرفة العادات والتقاليد وثقافة بدو اليمن رغم أنهم يشتهرون بكرم الضيافة حيث يقدمون الذبائح للزوار ويطعمونهم ويقيمون الحفلات والرقصات الشعبية مع الغناء البدوي .التكنولوجيا الحديثة غير متوفرة إلا الشيء البسيط مثل السيارات المولدات الكهربائية الراديو التلفزيون والهواتف الجوالة .. ولكن حياة البدو ما زالت مسيطرة عليهم وروحهم الطيبة لم تتغير رغم الشتاء القارس في صحراء اليمن وحرارة الصيف اللافحة وعواصف الرمال فهم يحبون أرضهم وأرض أجدادهم .. وتعتبر مأرب وشبوة بوابة رئيسية للربع الخالي من الجانب اليمني .. والطريق إلى صحراء اليمن مترع بالجمال والسحر والتنوع فتارة تكون صحراء رملية وعرة ليس فيها غير الحصى والرمل وبعد حين تجد نفسك وسط سهول مزروعة بأشجار الموز والعنب والليمون وتارة أخرى تجد نفسك في أعالي الجبال على ارتفاع يزيد على الألفي متر تحيط بك الأشجار وجموع القردة تحيط هنا وهناك لأهمية عابثة غير عابثة بأحد وهذه التضاريس في صحراء اليمن تشغل بال كتاب الرحلات والقصص الخيالية وباحثين عن الفلكلور اليمني والانثرو بولوجيا وغيرهم نظراً لما تنطوي عليه هذه التظاهرة من طابع أسطوري معجون بالخيال الشعبي لسكان الصحراء اليمنية الذين يشتهرون بقول الشعر والمحافظة على التراث الشعبي والعادات والتقاليد اليمنية .[c1]عادات الزواج عند بدو اليمن[/c]الزي الشعبي متميز في صحراء اليمن وخاصة في حفلات الزواج وتتوافد إلى بيت العرس النسوة مثنى وثلاثاً ورباعاً وهن يرفلن بملابسهن التقليدية الزاهية ، ولا يبرز من العروس منهن سوى عينها ويتحلين بالحلي والقلائد والأقراط المصنعة من الفضة والذهب .إن الأزياء لشعبية تلعب دوراً اجتماعياً سحرياً في تميز العذراء من غيرها من النساء المطلقات والأرامل والراغبات في الزواج ثانية. ومن العادات والتقاليد عند بدو اليمن في العرس يعتني بالمرأة فيوضع الكحل في عينيها الساحرتين ويطرز خدها بنقاط حمراء بدعوى أن اللون الأحمر وفق اعتقادهن يدرأ عنها الحسد والعشر أما اللون الأصفر فتضعه حول الحاجبين ليبرز جمالها ورقتها ولا ينسى تزين العروس بالأقراط الذهبية الكبيرة الحجم وتقلد على صدرها قلادات مرصعة بالأحجار الصفراء والحمراء المضاهية لمعدن الكهرب الذي تصنع منه لمسبحة من العادات والتقاليد عند بدو اليمن في يوم العرس أن يلبس الجميع رجالاً ونساءً وأطفالاً الملابس الجديدة المطرزة والزاهية الألوان وتقام مراسيم الزواج بتقديم أشهى الأطعمة وتشرع النسوة منذ الصباح الباكر في طبخ وتطييب الطواحين بينما الفرق الموسيقية الفلكلورية تهزج بالأغاني الموقعة على البندير والدفوف والربابة والطبول ويقوم الرجال بالرقصات الشعبية اليمنية المعروفة مثل رقصتي ( الحنا)و( البرع) وغيرهما من الرقصات اليمنية المعروفة بالحيوية والرشاقة ويتمتع قائد الفرقة المايسترو بجماهيرية وجاذبية ومحبة في قلوب المستمعين والمشاهدين ويقدم الراقصون في هذه الحفلة عظمة منهم ورقصاتهم الرائعة فيقضي الوافدون إلى الحفلة أجمل وأمتع الأوقات والحق يقال إن العادات والتقاليد عند بدو اليمن تستحق التوثيق والتصوير السينمائي حتى تستطيع تعريف العالم بعاداتنا وتقاليدنا الرائعة في اليمن المتميزة بمناظرها الخلابة وخضرتها حيث تتوفر الأشجار الغريبة والنادرة القادرة على تحمل قلة مياه لصحراء ومنها النباتات الطبية ولا شك في أن السياح الأجانب مفتونون بجمال الصحراء اليمنية حيث تتوفر المشاهد الرومانسية وتؤكد الملابس الوطني ة التقليدية العريق أصالتها وحضورها في الحياة الاجتماعية رغم تقادم السنين والحقب والأزمان فالملابس بهية الأشكال بألوانها المزركشة والحلي المصنوعة من العقيق والأصداف والفضة تزين الأعناق والمعاصم والصدور والنحور والأقدام ويشتهر بدو اليمن بالأخلاق النبيلة والكرم الرحمة والتسامح الذي نفتقده في الوقت الحاضر في بعض المجتمعات المعاصرة أمت عن جمال النسوة في صحراء اليمن فهو رباني لا تتدخل فيه أنامل “ الكوافير” ومراكز التجميل وعمليات “ الشد والترقيع والشفط” وغيرها من متطلبات التجميل المنتشر في المدن الحديثة .أقول كلمة الحق إن الإعلام اليمني مقصر في نقل العادات والتقاليد اليمنية في القرى النائية والصحراء اليمنية الغنية بالكنوز التي تشد انتباه السياح العرب والأجانب وتعريف العلم عن حضارتنا اليمنية العريقة.