بغداد/وكالات/14 أكتوبر/رويترز:اتهم وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس عناصر من الشرطة العراقية بأنها ذات طابع الطائفي, على خلفية شن الجيش الأميركي غارة أوقعت 13 قتيلا بينهم ستة من الشرطة شرقي بغداد.وقال غيتس إن "تدريب وقدرات ومصداقية قوات الأمن العراقية غير متساوية وهي في بعض المناطق مصدر قلق كبير".وجاء تعليق الوزير الأميركي عقب اعتقال جيشه ضابطا في قوات الأمن العراقية اتهمه الأميركيون بتزعم خلية مدعومة من إيران أمس الأول, لكن القوات الأميركية تعرضت لـ "إطلاق نار كثيف" من نقطة تفتيش للشرطة مما أدى إلى استعانة الأميركيين بدعم جوي.وفي تعليقه على الحادث قال رئيس أركان الجيوش الأميركية إن العناصر الأولية تفيد أنه "عندما ذهبوا لاعتقال هذا الضابط, بدأ عناصر الشرطة الذين كانوا معه بإطلاق النار على رجالنا"، وأضاف الجنرال بيتر بايس "هذا ما حول هؤلاء الأشخاص إلى أعداء وأتاح لجنودنا استخدام القوة".كما أقر بايس بتراجع عدد كتائب الجيش العراقي التي تعمل بشكل مستقل دون مساعدة من قواته من عشر كتائب إلى ست خلال الشهرين الماضيين, لكنه عاد وقال إن ذلك يجب ألا يكون مصدر قلق بشكل واضح.أما قائد القوات الأميركية شمال العراق بنيامين ميكسون فأعلن أن واشنطن قد تبدأ في سحب قواتها من المنطقة الشمالية في يناير القادم.وأشار ميكسون إلى أن لديه نحو خمسة أو ستة ألوية تحت قيادته وأن العدد قد يتقلص للنصف خلال 18 شهرا, مشترطا لذلك تحسن الوضع الأمني وجاهزية القوات العراقية.وعلى الرغم من تهديد بوش باستخدام الفيتو وافق مجلس النواب الأمريكي الذي يهيمن عليه الديمقراطيون بأغلبية 223 مقابل 201 يوم الخميس على تشريع بسحب القوات القتالية من العراق بحلول الأول من ابريل 2008.وحث بوش الكونجرس على الانتظار لحين موعد صدور تقرير عن التقدم المحرز في العراق والمقرر في سبتمبر وذلك قبل النظر في أي تغيير في المسار.وقال ميكسون إن أي خفض للقوات في منطقته لا يجب ان يستند ببساطة على شعور بأن الوقت قد حان للخروج.وقال "يجب ان يكون مدروسا بعناية ولا يمكن ان يكون إستراتيجية تستند على (حسنا ..نحتاج إلى الرحيل) فهذه ليست إستراتيجية أنها انسحاب."وأضاف "يبدو لي ان علينا ان نقرر أولا شكل النهاية التي نريدها في العراق وكيف تكون هذه النهاية مهمة للولايات المتحدة الأمريكية ولهذه المنطقة وللعالم ثم نحدد كيف يمكن الوصول إلى تلك النهاية والوقت الذي تستغرقه."وتابع "يبدو ان هذا الأمر بالنسبة لي هو الأكثر أهمية لأنه ستكون هناك عواقب لآي انسحاب سريع من العراق."
ميدانيا قالت الشرطة العراقية إن ثمانية أشخاص قتلوا في انفجارات سيارات ملغومة بأحياء شيعية في بغداد أمس السبت وإن ثمانية شيعة آخرين قتلوا بالرصاص وهم نيام. وتستهدف القوات الأمريكية مسلحي تنظيم القاعدة الذي تلقى على عاتقه مسؤولية تأجيج الكراهية الطائفية بين الأغلبية الشيعية والأقلية العربية السنية. وقال الجيش إن المسلحين استخدموا عددا من النساء والأطفال كدروع بشرية خلال اشتباك شمالي بغداد، وأضاف الجيش أن المسلحين أطلقوا سراح رهائنهم في نهاية المطاف وطلب جنود أمريكيون تنفيذ ضربة جوية أدت إلى مقتل ما لايقل عن ستة مقاتلين خلال معركة ضارية بالأسلحة نشبت بعد ذلك. وذكرت أسرة رجل عراقي يعمل مترجما لدى رويترز أمس السبت أنه قتل برصاص مسلحين في الأسبوع الماضي. ورغم تراجع عدد التفجيرات الضخمة بالسيارات الملغومة في العاصمة خلال الأسابيع الأخيرة فلايزال العنف مستعرا. وذكرت الشرطة أن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 15 في انفجار سيارة ملغومة كانت متوقفة قرب مركبات مصطفة للتزود بالوقود في حي الكرادة الشيعي المكتظ بوسط بغداد. وحول انفجار سيارة ملغومة أخرى مبنى سكني إلى ركام في حي شيعي بجنوب بغداد. وذكرت الشرطة أن شخصا قتل وأن أربعة آخرين أصيبوا عندما انفجرت سيارة فان صغيرة مليئة بالمتفجرات كانت متوقفة قرب المبنى. ولم يتضح كم عدد الأشخاص الذين يعيشون في المبنى لكن نزوح العائلات بسبب العنف الطائفي جعل المباني السكنية نصف المهجورة مشهدا شائعا في المدينة. وساعد سكان المنطقة في إزالة الأنقاض في الوقت الذي كافح فيه رجال الإطفاء لإخماد ألسنة اللهب المنبعثة من السيارات المشتعلة. وقالت الشرطة إنه تم العثور على جثث 21 شخصا ملقاة في أنحاء متفرقة من العاصمة أمس الجمعة. وبدت على كثير من الجثث علامات التعذيب الذي تتسم به أعمال القتل الطائفية المتبادلة. وإلى الجنوب من العاصمة قالت الشرطة إن ثمانية شيعة من أسرة واحدة قتلوا رميا بالرصاص وهم نيام في هجوم نفذ قبل الفجر، وأضافت أن المسلحين اقتحموا منزل الأسرة في بلدة جبلة التي تسكنها أغلبية سنية على بعد 65 كيلومترا جنوبي بغداد فأصابوا ثلاثة رجال آخرين لكنهم لم يقتلوا النساء والأطفال. وقال الجيش الامريكي إن أحد جنوده قتل بسبب انفجار لغم أرضي جنوبي بغداد بينما كان في دورية راجلة. وقتل أكثر من 3600 جندي أمريكي منذ الغزو الذي قادته واشنطن في 2003 بينهم أكثر من 30 حتى الآن خلال هذا الشهر. وحذر قادة عسكريون أمريكيون من أن أعداد القتلى والمصابين قد تزداد في الوقت الذي تنتشر فيه القوات إلى مناطق أكثر خطورة لتواجه المسلحين.