قضية للنقاش
* أسهمت المرأة اسهاماً عظيماً في التطور الحضاري والإنساني، ولعبت دون أدنى شك دوراً محورياً في ارتقاء وتقدم الأمم والشعوب ومارست مختلف فنون العمل الإنساني، فكانت ولازالت المفكرة والسياسية والعالمة والاقتصادية والفنانة والرياضية.. الأديبة والشاعرة والطبيبة والمقاتلة الشرسة في خطوط النار إذا شاءت الظروف ذلك، واستدعت الحاجة ،إلى جانب انخراطها في العديد من مجالات الحياة.* ورغم نظرة التطرف ومحاولات التقزيم والتهميش التي عانت منها المرأة ولازالت تعانيها خاصة من أولئك الذين يسبحون بحمد رعونتهم في التفكير والتعاطي مع الحقائق والوقائع.. أولئك الذين يحاولون تعكير صفو الحياة الإنسانية العادلة بنظرتهم الراديكالية بسبب ذاتهم المهتزة. ولكن، وبالرغم من كل ذلك لازالت المرأة تعطي الكثير والكثير.لا يمكن للمرأة أن تكون مجرد وعاء لشهوات الرجل، فهذه جريمة في الحق الإنساني والشرعي، وإذا سلمنا بذلك.. فمعنى ذلك أننا نقلل من قيمة الأمهات والأخوات ونجعلهن كمناديل (الكيلنكس).على صعيد حياتنا نحن اليمنيين ومنذ أنشئت الممالك والدويلات اليمنية.. أعطت المرأة الكثير وكانت ولازالت نبع عطاء متدفق ولا يتوقف، فكانت المرأة ومنذ تلك الحقبة الزمنية شريكاً أساسياً في بناء ذلك المجد الإنساني والحضاري في منطقة الهلال الخصيب، فقادت الجيوش وازدهرت التجارة في عهدها وترسخت القوانين بين العامة وبنيت السدود والقنوات المنظمة للري الزراعي، واحتلت المرأة أعلى المناصب القيادية في الدولة ووصلت إلى سدة الحكم فكانت ملكة يهابها الجميع ويخفت أمام مكانتها السامية والعظيمة.* وفي التاريخ الحديث والمعاصر لعبت المرأة دوراً مشرفاً وبارزاً في عملية التطور الحضاري والإنساني، وخاضت مع أخيها الرجل النضال ضد الحكم الإمامي المستبد والاستعمار البريطاني المندحر إلى غير رجعة، وأشعلت فتيل الثورة اليمنية الخالدة وصمامها المنيع وحدة الشعب المتجذرة في أعماق النفس اليمنية وذلك في الـ (22) من مايو الأغر عام 1990م.* وبالرغم من كل هذه العطاءات الوطنية والإنسانية لازالت المرأة (قطاع واسع منهن) يعانين ويلات العادات والتقاليد البالية والمتخلفة!.. ومن هذه العادات الغريبة والبالية (زواج أهل السادة) الذي قد يكون سبباً رئيسياً في عنوسة الفتاة هنا أو هناك.. فأي ذنب اقترفت هذه المسكينة؟ وهل من الضروري أن يكون فارس أحلامها الهادي المنتظر أو حفيد يزيد بن معاوية؟! لماذا تجبر الفتاة على هكذا زواج تقليدي؟! أليس من حق الفتاة أن تحب وتختار شريك حياتها بنفسها؟! أليس من المنطقي احترام حقوقها المادية والروحية؟!.> دعوني هنا أسجل احترامي وتقديري لكل رجالات أهل السادة العصريين الذين يجافون هذه الأفكار البالية، ويتعاملون معها بوعي إنساني عميق وخلاق يجسد الاعتراف المنطقي والطبيعي بحقوق الفتاة ويمنحها الشرعية في اختيار شريكها في الحياة وتوأم روحها في الحب.> إن أثمن شيء في حياة المرء هو الحرية.. الحرية في المعتقد.. الحرية في التعبير الحرية في الاختيار، لذا فإن الفتاة "السيدة " لا يمكن أن تكون سيدة حقيقية في أي زمان أو مكان إلا إذا أعطيت لها الحرية.. فالحرية هي ماء وهواء وغذاء الشعوب، ونؤمن جميعاً أن المرأة أو الفتاة جزء لا يتجزأ من الشعب وعامل محوري وأساسي في تطوره وازدهاره وتقدمه الاجتماعي.