مقديشو/14 أكتوبر/عبدي شيخ وعبدي جوليد: هاجمت قوات الحكومة الصومالية معاقل المتمردين في العاصمة الصومالية مقديشو أمس الجمعة مما فجر معارك في شتى أنحاء المدينة قتل فيها 15 على الأقل. وتخشى الدول المجاورة وقوات امن غربية من أن يتحول الصومال الذي يعيش في صراع أهلي منذ 18 عاما إلى ملاذ لمتشددين على صلة بالقاعدة. وأفاد شهود أن أربعة مقاتلين من حركة الشباب المتشددة قتلوا. كما قتل صحفي يعمل في محطة إذاعة شابيلي المحلية المستقلة. وهرول السكان عبر الشوارع المتربة بالعاصمة ولاذوا بالجدران حيث هز إطلاق النيران الكثيف العاصمة. وتجمع بعض الأطفال بالقرب من جثة كانت الدماء تنزف منها على الرمال. وآوى مقاتلون ملثمون يحملون أحزمة للذخيرة على أكتفهم إلى أحد الأركان بينما مرت من أمامهم بسرعة شاحنة صغيرة مثبت عليها مدفع رشاش ثقيل. وتقول الحكومة أن الأمل ضعيف في التفاوض مع مقاتلي الشباب الذين يسعون للإطاحة بها. وتشير إلى أن المتمردين ليس لديهم برنامج سياسي ودخل في صفوفهم مئات من المتطرفين الأجانب. وأوضح وزير الدفاع الصومالي محمد عبدي جاندي «جماعات المعارضة أخذت تستفزنا طوال الأسابيع الثلاثة الماضية.» وأشار للصحفيين «سنستمر في محاربة هذه المعارضة التي تتبنى أيديولوجيات أجنبية. يريدون تدمير حكومتنا باستخدام العنف ولكن ذلك لن يحدث.» وذكرت مصادر بمستشفيين في مقديشو أنهما استقبلا 85 مدنيا مصابا أمس وأن أربعة منهم توفوا في وقت لاحق. وقال سكان في حي هودون بمقديشو أنهم شاهدوا ست جثث لمتمردين في مركز للشرطة. وقتل عشرات ونزح عشرات الآلاف من المدنيين في أعنف معارك تشهدها البلاد منذ شهور على مدى الأسبوعين الماضيين. وقالت حليمة عثمان وهي أم لثلاثة تعيش في سوق البكارة المترامي الأطراف في مقديشو «رأيت رجالا ملثمين يفرون وهم يحملون جثث أربعة من أصدقائهم. «دهشنا حين شاهدنا رجالا بالزي الحكومي يقاتلون في البكارة. لقد استعادوا السيطرة على أربعة مراكز شرطة من هنا وحتى القصر ويتقدمون أكثر.» وذكر سكان أن هجمات الأمس التي بدأت قبل الفجر بدت جهودا منسقة من جانب القوات الموالية للحكومة لاستعادة السيطرة على مواقع إستراتيجية. وقال رجل إن القوات الحكومية طوقت سوق البكارة وهو أكبر معقل للشباب في المدينة. وقال «نأمل لصالح السلام ألا تنسحب القوات الحكومية لاحقا.» وذكر حسن مهدي المتحدث باسم حزب الإسلام وهو حركة متمردة أخرى تقاتل الحكومة في اتصال هاتفي أن القوات الحكومية هاجمت مواقع الحزب أيضا. وقال مهدي وقد سمعت في الخلفية أصوات إطلاق كثيف للنيران « الشباب وحزب الإسلام يصدان الهجوم...أجبرناهم على التقهقر في بعض الأماكن. هناك خسائر في الأرواح لكن لا استطيع أن احدد العدد. نحن في وسط المعارك.» وقتل في تبادل لإطلاق النار الصحفي الصومالي عبد الرزاق وارسيم بينما كان متوجها إلى عمله في الإذاعة. ونوه مختار محمد هيرابي رئيس إذاعة شابيلي «رصاصة طائشة أصابته في الرأس ومات على الفور.» ومنذ بداية عام 2007 أودى القتال بحياة 17700 مدني واجبر أكثر من مليون شخص على ترك ديارهم. ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين آخرين على المساعدات الغذائية. وذكرت وكالة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 46 ألفا فروا من معارك مقديشو خلال الأسبوعين الماضيين فقط. ويسيطر متمردون منهم متمردو حركة الشباب التي تقول واشنطن أن لها صلات قوية بتنظيم القاعدة لأسامة بن لادن على أجزاء كبيرة من جنوب ووسط الصومال. وعلى الرغم من نجاحهم في إعادة الأمن بشكل نسبي إلى بعض المناطق إلا أن تفسيرهم المتشدد للشريعة الإسلامية ينفر بعض الصوماليين وهم عادة مسلمون معتدلون.