البرزاني يقول ان تركيا افتعلت أزمة حزب العمال الكردستاني للتهرب من مشاكلها
جندي تركي على أ
هبة الاستعداد
سيرناك (تركيا)/14 أكتوبر/ من توماس جروف: قالت مصادر عسكرية إن طائرات حربية تركية حلقت فوق الحدود العراقية بحثا عن معسكرات المتمردين الأكراد أمس السبت بينما فشلت المحادثات الدبلوماسية في أنقرة لتجنب عملية كبيرة عبر الحدود بشمال العراق. وانهارت المحادثات التركية العراقية الليلة قبل الماضية إثر رفض تركيا مجموعة من المقترحات عرضها وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم واصفة إياها بأنها غير كافية. وغادر الوفد العراقي أنقرة أمس السبت. وحشدت تركيا ما يصل إلى مئة ألف جندي تدعمهم طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر عسكرية ودبابات ومدافع مورتر عند الحدود قبل هجوم محتمل ضد حوالي آلاف من متمردي حزب العمال الكردستاني يتخذون من العراق قاعدة لشن هجمات قاتلة على تركيا. وتعارض الولايات المتحدة التي كان لها أيضا ممثل في المحادثات أي توغل على نطاق واسع بشمال العراق خشية أن يزعزع الاستقرار في شمال البلاد الهادئ نسبيا واحتمال ان يمتد لمناطق أوسع. وحمل حزب العمال الكردستاني المحظور السلاح ضد تركيا في عام 1984م بهدف إقامة وطن للأقلية الكردية في جنوب شرق البلاد. وقتل أكثر من 30 ألفا في الصراع وفي السنوات الأخيرة دعا الحزب لنيل حقوق اجتماعية وثقافية أكبر. وهاجم رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الدول الغربية أمس لعدم مساعدتها تركيا في حربها ضد حزب العمال الكردستاني. وقال في مؤتمر في اسطنبول "نريد ان نرى الأصدقاء الغربيين إلى جوارنا في حربنا ضد الإرهاب. من يتغاضون عن الإرهاب هم متعاونون معه." وقلل اردوغان من شأن تصريح رئيس هيئة الأركان الجنرال يشار بويوكانيت الذي ذكر أن الجيش ينتظر اجتماع أردوغان مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في واشنطن في الخامس من نوفمبر قبل القيام بتوغل واسع النطاق.، وتدهورت العلاقات الأمريكية التركية بشدة في الأسابيع الأخيرة. ونقلت وسائل الإعلام التركية عن الجنرال قوله أمس الأول ان الاجتماع مهم جدا وإن الجيش سيؤجل أي تحرك محتمل حتى عودة اردوجان. وقال دبلوماسيون أتراك بارزون ان اردوغان منح واشنطن وبغداد وقتا محدودا لإظهار نتائج ملموسة وإلا اتخذ خطوات ضد حزب العمال الكردستاني وصرحوا بان اجتماع واشنطن يمثل الفرصة الأخيرة. وقال اردوغان "لا اعرف ما سوف يحدث قبل رحلة أمريكا. نحن في وضع حساس طوال الوقت." وقال بويوكانيت أمس السبت في كلمة بمناسبة الاحتفال بيوم الجمهورية العيد الوطني التركي يوم غد الاثنين إن الجيش سيحارب إلى أن يدمر حزب العمال الكردستاني. وجاء في نص كلمته "نشعر بشدة بألم أبطالنا الشهداء. لكن ذلك الألم يزيدنا تصميما على القتال... هؤلاء الذين سببوا معاناة لنا لا يمكنهم حتى أن يتخيلوا المعاناة التي سنسببها لهم والتي نصمم عليها." ومع تنامي الضغوط الشعبية قال أردوغان مرارا إن تركيا لن تقبل المزيد من هجمات حزب العمال الكردستاني من شمال العراق وقتل نحو 40 شخصا على أيدي المتمردين في الشهر الماضي. وصرحت مصادر في الجيش ان طائرات عسكرية تقوم بطلعات استطلاعية فوق المناطق الجبلية الحدودية وتلتقط صورا لمعسكرات الحزب في شمال العراق. وتقوم طائرات هليكوبتر بطلعات فوق القرى بينما يقوم جنود بعملية تمشيط بحثا عن ألغام. وفي مدينة سيرناك في الجنوب الشرقي تظاهر نحو ألف شخص أمس السبت ضد الحزب الذي قتل 12 جنديا في أحدث هجوم كبير يشنه وأسر ثمانية جنود. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا من جميع أرجاء الإقليم "مقابل كل 12 شهيدا يولد 12 ألف شهيد تركي جديد." وقال جميل جيجيك نائب رئيس الوزراء التركي أمس الجمعة ان الجيش شن 24 عملية محدودة بشمال العراق ضد حزب العمال الكردستاني ولكن لم يكن هناك توغل بري شامل. وهاجمت طائرات هليكوبتر عسكرية تركية وطائرات اف 16 مواقع للحزب داخل العراق في الأيام الأخيرة. ويشكك محللون في نجاح هجوم عسكري كبير على شمال العراق نظرا لأن الهجمات السابقة فشلت في طرد أعضاء الحزب وله مقاتلون أيضا في تركيا. وسلمت أنقرة العراق قائمة بأسماء كبار أعضاء متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وطلبت من العراق تسلميها إياهم وإغلاق معسكراتهم. لكن الحكومة العراقية المركزية ليس لديها نفوذ يذكر في منطقة شمال العراق الكردية التي تتمتع بالحكم الذاتي. وتقول حكومة إقليم كردستان إنه ليس لها سيطرة على الحزب الذي تعتبره الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية. وتعهد مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان بالتصدي لأي توغل تركي. وقال مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي إن تركيا افتعلت أزمة حزب العمال الكردستاني للتهرب من الأزمات الداخلية التي تواجهها واصفا ما يجري الآن بأنه "تهويل إعلامي مبالغ فيه" من جانب تركيا. وقال البرزاني في تصريحات صحفية أذيعت مساء الجمعة ان الأزمة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني "هي مشكلة داخلية تركية وما يجري هو تهرب من المشكلة الحقيقية وتبرير لفشل حل المشكلة بين الأتراك وأكراد تركيا." وأضاف "هناك مبالغة وتهويل.. والإعلام التركي لا ينقل الحقائق." تأتي تصريحات الزعيم الكردي في وقت بات حرجا للغاية بين الجانبين في أعقاب الأزمة التي تسبب فيها حزب العمال الكردستاني الذي ينتشر أفراده على طول شريط حدودي بين المنطقتين. ودعا البرزاني تركيا إلى تبني الحل السلمي لحل الأزمة وقال "الحل العسكري لن يحل المسالة ولو جربت تركيا الحل السياسي والسلمي ولو لمرة واحدة لجنت نتائج جدا ايجابية." ، وأضاف "نحن مستعدون لدعم تركيا إذا تبنت مثل هذا الحل وبكل قوة.. أما الحل العسكري فنحن لسنا طرفا فيه."