قصة قصيرة
عبدالإله سلاماليوم فقط قرر الذهاب الى البحر بعد غياب دام فترة من الزمن حمل معه امتعته المعتادة من سنارته وحربته وغطاء الرأس ثم شبكته التي أكل منها الدهر وشرب ، كانت مترهلة كما هو جسمه ، تجمع الناس حوله يسمونه بـ الصياد العتيق عم عثمان صياد البحر الماهر ، رفع يده تحية للحاضرين وهو فرحان مما جرى لان البحر ينتظره من زمان بعيد رفع يده مرة ثانية وراح يعدو على الشارع والضحكة لا تفارق شفتيه أصبح البحر امامه ممتداً بزرقته والقمر بنوره يشكل ممراً فضياً في لياليه القمرية كانت زرقة البحر تعطيه زخماً من البهجة والحبور وهو سعيد بيومه الجديد ومع نور القمر المتدفق المضيء في لياليه القمرية تنساب زرقة البحر اقترب قليلاً من الساحل اخذ نفساً طويلاً وركب قاربه ثم ارخى حباله وراح يجدف انحدر القمر وشعشع الفجر بدا بالظهور وبدأت طيور النورس بالتجمع حول قاربه كان الوحيد في عمق البحر عباب البحر يشكل له طريقاً الى عمق البحر . فرد صدره اوقف قاربه ولبس قبعته ثم اخذ شبكته وراح يقذفها في عمق البحر كان بعيداً عن كل شيء نظر بعيداً ، الشمس ترسل خيوطها لتعطي له منظراً آخر بدأت طيور النورس تدله على الطريق فهي صديقة الصياد . اهتزت الشبكة أهتز معها القارب جهز سنارته وحربته شد الشبكة كانت ثقيلة نزعها كانت تحمل بعضاً من بقايا البحر طحالب واشجاراً نظفها اسقطها مرة ثانية بدأت الاسماك الصغيرة تحوم حول الشبكة ثقلت الشبكة في يديه اخذ القرفصاء وبكل قوة راح يسحبها قال ها هي الفرصة آتية نزع الشبكة بقوة وجد بها اسماكاً صغيرة وحذا قديم كانت ثقيلة من كثرة ما علق بها رماها جانباً واخذ ينظف شبكته ولم يعرها أي اهتمام ، القارب يتمايل سمكة القرش تقترب منه استعد وجهز نفسه واخذ حربته بدأت السمكة تحوم حول القارب شعر بالخطر لم يقاوم في اول الامر لعلها ترحل هو يعرف هذا النوع من الاسماك اقتربت منه كثيراً حاول اصطيادها لم يستطع ، الشمس في كبد السماء وجسمه يقطر عرقاً تحول الى قطعة فحم من شدة الحرارة والخوف الذي انتابه ، اسند جسمه الى القارب واستعد لما قد يحصل اخذ حربته وركز كل فكره وجهده على السمكة لم تعره السمكة أي اهتمام غاصت وراحت تحوم حول القارب ، بدأت الشمس بالمغيب وهو يصارع الواقع المرير نظر يمينه وشماله .تجمع الناس حول الساحل ينتظرون الصياد الذي رحل في الصباح الباكر ولم يعد ، الصيادون ركبوا قواربهم وبدأوا البحث عن الصياد الماهر (عم عثمان ) الشمس بدأت بالافول وعم عثمان لم يصل قاوم الصياد الماهر السمكة امطرها ضرباً بحربته وربطها وراء قاربه كانت السمكة تمطر دماً وهو يمطر عرقاً ، نظر الصيادون الى عمق البحر كان العم عثمان وحمرة الشفق تشكل الوان الطيف ، انه قادم فرح الصيادون راحوا ينشدون اناشيد البحر ، نظر عم عثمان الى قاربه كان منهكاً كما كان هو ايضاً اسند رأسه الى الحذاء اخذ قسطاً من الراحة حك ظهره بها احدثت نوعاً من الترهل اخذها مسح ما بها ، عكست منها شعاع الشمس المتبقية في الافق ، تعجب من ذلك ازال منها الشوائب ، أصفر لونها ولمعانها احتضنها كانت قوية نهض لم يبال بما خلفه ، ضحك وتناسى التعب الذي به .. الصيادون كانوا يحيون ويرحبون بعم عثمان وهو يحمل حذاءه الذهبي بعد يوم من العناء .