يكشف عن تقهقر الدعم الإيديولوجي لها
لندن/14 أكتوبر/وليام ماكلين: هل هو انخفاض في الدخل ناجم عن الركود؟ أم انه اسم في طريقه للنهاية؟ مهما كان أصل متاعبه المالية فان النداء الذي توجه به تنظيم القاعدة في الآونة الأخيرة لطلب أموال يكشف عن جماعة تصارع انخفاض التبرعات لتمويل هجماتها على الغرب.وفي رسالة صوتية وضعت على منتديات للمتشددين على الانترنت يوم الأربعاء قال مصطفى أبو اليزيد زعيم التنظيم في أفغانستان أن المتشددين ينقصهم الغذاء والأسلحة وإمدادات أخرى مطلوبة لقتال القوات الأجنبية هناك.وتكرر الشكوى وهي أحدث نداء من قادة تنظيم القاعدة خلال الثمانية عشر شهرا المنصرمة طلبا توجه به في الثالث من يونيو أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة لمؤيديه بتقديم الدعم والمساعدات لعمليات التنظيم في باكستان وأفغانستان.وهناك القليل جدا المعروف الآن عن عمليات القاعدة الحالية ومن ثم فان المحللين يمكنهم فقط التكهن بشأن أسباب المتاعب التي تلاقيها عملية جمع الأموال والتي كانت توفر ميزانية سنوية تقدر بنحو 30 مليون دولار في وقت هجمات 2001 على أهداف أمريكية.غير أن أغلبهم يتفقون في أنها مزيج من القيود الأكثر صرامة على الجمعيات الخيرية وانخفاض حملات الخطف والابتزاز المربحة التي كان يقوم بها تنظيم القاعدة في العراق وتأثير الركود على المتبرعين لها والمتعاطفين معها.ويرى البعض أن ذلك يكشف أيضا عن انخفاض الدعم الإيديولوجي.وأوضح ساجان جوهيل من مؤسسة أسيا والمحيط الهادي الأمنية البحثية “النقود في نقص. أنها قضية حقيقية.”ونقص التمويل ليس شيئا جديدا بالنسبة للقاعدة ولكن هذه هي المرة الأولى التي تعاني فيه من نقص في وسط ركود عالمي عميق ويشتبه البعض في أن فترة من التقشف قد تشهد اعتماد التنظيم أكثر على منتسبيه المحليين القادرين على نحو أفضل على الوصول إلى تمويل في مجتمعاتهم واقتصادياتهم.ويقول خبراء أن المتعاطفين مع القاعدة في باكستان والصومال ... لا يواجهون على ما يبدو صعوبة كبيرة في طلب وابتزاز التبرعات في الداخل والغرب.وكتب ريتشارد باريت منسق فريق مراقبة تنظيم القاعدة وحركة طالبان بالأمم المتحدة “زعماء القاعدة خلافا لمضيفيهم من طالبان الضالعين بشدة في تجارة المخدرات المربحة ليس لديهم في الوقت الحالي موارد مالية هامة.”وذكر أن تنظيم القاعدة يبلغ إتباعه الآن بصورة روتينية أن التبرع هو بديل مقبول تماما للقتال.وفيما تصل عادة تكلفة العمليات المباشرة لهجمات القاعدة إلى بضع عشرات الآلاف فقط من الدولارات فان الأنشطة الأخرى مثل التدريب والتجنيد والانتقال والاتصالات تفرض أعباء كبرى.وكتب باريت في مقالة في مارس لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى “حتى قيادة التنظيم في منطقة الحدود الأفغانية-الباكستانية يتعين أن تدفع مقابل الحصول على غذاء وسكن وإقامة لأسر الرفاق الذين يقتلون والأمن سواء كان ذلك باستئجار حراس أو بشراء صمت جيرانهم.”ويبدو أن ضعف القاعدة في العراق كان ضربة قوية لأنها كانت تقدم أحيانا أموالا لقيادة التنظيم في منطقة الحدود الباكستانية-الأفغانية.وأشار بول كروكشانك وهو باحث في مركز القانون والأمن بجامعة نيويورك “العراق كان هاما للغاية بالنسبة لهم. وحقيقة أنهم يرتكبون جرائم خطف وابتزاز وتهريب اقل في العراق يعني أن نقودا اقل باتت متاحة.”وفي كلمة في عام 2005 نسبتها الولايات المتحدة لأيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة سعى قادة القاعدة إلى الحصول على مئة ألف دولار من أبي مصعب الزرقاوي الذي كان زعيما للقاعدة في العراق عندئذ.وشكك تنظيم القاعدة في صحة الكلمة ولكن كان هناك توافق في أراء مجتمع المخابرات على أنها حقيقية.ودون أموال كثيرة يمكن أن يتضاءل نفوذ تنظيم القاعدة.وقال روبرت جرينير المدير التنفيذي لشركة كرول الأمنية انه يشك في أن القاعدة ما زالت قادرة على توفير التدريب والخبرة والتعاليم المتطرفة لأي خلايا في الغرب تسعى إلى مثل هذا الدعم.وجمع التنظيم مبالغ اقل من المتشددين الطامحين الذين يسافرون إلى شمال غرب أفغانستان من اجل التدريب.وفي دراسة للتجنيد في القاعدة ذكر كروكشانك أن مجموعة من المجندين الأوروبيين في عام 2008 كانت مطالبة بأن تدفع لمدربيها العرب 400 يورو (563 دولارا) عن كل شخص و900 يورو للمعدات والأسلحة من اجل دورة تدريب عسكري تستمر أسبوعين.وتعين عليها أيضا دفع ألفي يورو عن كل شخص للمهربين من اجل نقلهم إلى الملاذ الجبلي النائي، غير أن تدفق التبرعات من بعض الجمعيات الخيرية والأفراد ينظر إليه تقليديا على انه اكبر مورد فردي لتمويل القاعدة.وأفاد جيل دي كيرشوف كبير مسئولي مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي في مايو أنه يتعين عمل المزيد من اجل مكافحة عمليات غسيل الأموال التي يمكن أن تفيد المتشددين.ولكن مصطفي العاني من مركز أبحاث الخليج في دبي قال إنه تم القيام بتحسينات كبرى. وقال “الناس يفكرون الآن مرتين. إنهم يفكرون في المسؤولية القانونية.”وذكر هو وباحثون آخرون أن انخفاضا واضحا في الدعم الشعبي لتنظيم القاعدة بين العرب بسبب أساليبه الوحشية في العراق ربما يكون له تأثير أيضا على التبرعات.وقال جرينير انه يشك في أن تحول الآراء يتم ليس فحسب بين المجتمع الأوسع ولكن أيضا بين بعض الممولين الأفراد للقاعدة الذين كانوا يمثلون مصدر تمويل “غير رسمي وشخصياً إلى حد بعيد”.