في افتتاح البرنامج التدريبي الدولي الأول في مجال الحفاظ على التراث المبني وإدارة المواقع التاريخية
الارحبي والمفلحي خلال افتتاح البرنامج
صنعاء / بشير الحزمي :تصوير / أبو معين:أكد الأخ عبدالكريم إسماعيل الأرحبي نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي المدير التنفيذي للصندوق الاجتماعي للتنمية أهمية الحفاظ على التراث المبني لما يعنيه من أهمية لجيلنا الحالي والأجيال القادمة على المستوى الإنساني بشكل عام وعلى مستوى اليمن بشكل خاص كونه التعبير الأبرز عن الجهد الحضاري للإنسان اليمني على مر العصور وهو بذلك أحد أهم ملامح الهوية الوطنية اليمنية إلى جانب كونه مورداً اقتصادياً مهماً لا يستهان به.وقال -في افتتاح البرنامج التدريبي الدولي الأول في مجال الحفاظ على التراث المبني وإدارة المواقع التاريخية الذي تقيمه الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية بمركز الدراسات والتدريب المعماري بصنعاء في الفترة من 12 يونيو إلى 17 يوليو 2010م - إن الحفاظ على هذا التراث الغني المهدد مسؤولية عالمية ووطنية جماعية وإن اطلعت بها بعض الجهات كمهمة وظيفية.وأوضح أنه لا سبيل للحفاظ على جوانب هذا التراث بمعزل عن قضايا التنمية وتلبية الاحتياجات المتنوعة لباني وساكن ومالك هذا التراث والمستفيد منه وهو الإنسان وقبل ذلك مشاركته الفاعلة في أنشطة الحفاظ المختلفة والاستفادة من تلك الأنشطة.
جانب من الحضور
وأشار إلى أن الصندوق الاجتماعي للتنمية ينظر إلى التراث الثقافي بوصفه مجالاً حيوياً من مجالات التنمية ومكافحة الفقر وثروة وطنية لا تنضب، لافتاً إلى أن الصندوق قد سعى منذ تأسيسه للمساهمة في الجهود الوطنية من أجل الحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي بقدر المستطاع، وأنه قد استثمر حتى الآن ما يقرب من خمسين مليون دولار على أكثر من (250) مشروعاً متفاوتة الأحجام والأغراض والمواقع تتوجه عموماً إلى إنقاذ وترميم أهم المعالم وأكثرها عرضة للتهديد بالإضافة إلى توثيقه الجوانب المختلفة للتراث الثقافي وتوسيع وتنمية القدرات الوطنية في مجال الحفاظ على التراث. وخصوصاً المدرج منها في قائمة التراث العالمي، بما في ذلك سعيه إلى استكشاف وإبراز الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تولدها جوانب التراث المختلفة وجهود الحفاظ عليها.وأكد ضرورة إيلاء أهمية كافية لاستخدام المعرفة والأساليب العلمية في مقاربة أعمال الحفاظ والترميم لأنه بدون ذلك تتسبب التدخلات في أضرار قد تفوق ما يسببه الإهمال وعوامل الزمن.وعبر عن شكره للجهود المبذولة من الأجهزة الوطنية المسؤولة عن الحفاظ على التراث الثقافي ولجهد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة وللحكومة الهولندية الصديقة لدعم هذا البرنامج التدريبي المهم.من جانبه أكد الدكتور / محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة أهمية البرنامج التدريبي الدولي المكثف للحفاظ على التراث المعماري الذي يستهدف بناء القدرات للعاملين في مجال الحفاظ على التراث في الجمهورية اليمنية ويساعد على خلق شبكة وطنية وإقليمية للخبراء تسمح بتبادل المعارف والخبرات الفنية والمعارف المتعلقة بالاتفاقات الدولية في مجال التراث العالمي.وقال : إن المدن هي ذاكرة المجتمعات وإن ما نبنيه اليوم سيكون تراثاً للأجيال القادمة ومن الأهمية وضع رؤية واضحة لسياسات الحفاظ على التراث المعماري اليمني نظراً للوضع الحرج لكثير من المدن والمواقع ذات الطابع المعماري الفريد ومنها بعض المدن المسجلة في قائمة التراث العالمي آخذين بعين الاعتبار التجارب الرائدة للمنظمات الدولية العاملة في هذا المجال بهدف تقديم الاستشارات فيما يخص القوانين والتشريعات المنظمة للتراث المعماري وبما يضمن الحفاظ على الهوية المعمارية اليمنية وإدراك المتطلبات المعاصرة في تخطيط وتطوير المخططات العمرانية للمدن ومتطلباتها المعاصرة.وأوضح أن تطوير نوعية الحياة في المدن ذات الطابع المعماري التراثي في مجتمعنا يعتبر من التحديات الرئيسية التي سوف يسهم توفيرها في تشجيع الهجرة المعاكسة من المراكز الحضرية المكتظة إلى القرى والمدن التراثية مثلما حدث في مدينة صنعاء القديمة ومدينة شبام حضرموت التاريخية التي عادت إليها الحياة من جديد بعد التحسينات الملموسة والجهود التي تبذلها الدولة بمساعدة المنظمات الدولية العاملة في بلادنا من خلال توفير الخدمات الضرورية المناسبة والموائمة للطراز المعماري لتلك المدن وهو ما يحاول عمله اليوم في مدينة زبيد التاريخية.وأشار إلى أن الاهتمام بتوظيف التراث المعماري في تطوير البنى والأنشطة الاقتصادية للمجتمعات المحلية للمدن والمواقع التاريخية سوف يجعل لعملية الحفاظ معنى يدركه المواطن البسيط عندما ينعكس مباشرة على دخله وعلى أوضاعه الحياتية والمعيشية.ولفت إلى أن برنامج الحفاظ على مواقع التراث المعماري لن يتحقق بشكله المرضي ما لم يتزامن مع إشراك المجتمعات المحلية وتأهيلها ورفع وعيها بأهمية الحفاظ على التراث المعماري والاستفادة منه في الأغراض السكنية والسياحية والاقتصادية.وأكد أهمية الحفاظ على التراث المادي وغير المادي وما يشكله من مورد مستقبلي مهم لاقتصادنا الوطني.من جهته قال الدكتور / عبدالله زيد عيسى رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية إن هذا البرنامج التدريبي الدولي المكثف يأتي في إطار الجهود التي تقوم بها الهيئة للمحافظة على المدن التاريخية ويهدف إلى تعزيز القدرات في مجال الحفاظ على التراث المبني في اليمن وآلية التعامل معه وإدارته.وأشار إلى أن التراث في اليمن عبارة عن تراث عمراني ومعماري وطبيعي مفتوح ويحتوي على قيم ثقافية وتاريخية وبيئية مميزة، وأن التعامل مع هذا الموروث والمحافظة عليه في وجود المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتسارعة يشكل تحدياً كبيراً ويتطلب تضافر جميع الجهود الرسمية والشعبية وإدراك أهمية هذا التراث وقيمته التاريخية باعتباره يمثل الهوية والمرجعية كموروث ثقافي وطني كما يعتبر موروثاً ثقافياً عالمياً.ودعا الحكومة إلى تبني ودعم إصدار قانون المحافظة على المدن والمناطق والمعالم التاريخية وتراثها الثقافي العمراني، وإنجاز المرحلة الثانية من مخطط الحفاظ الخاص بمدينة صنعاء القديمة والمحميات.وكان البروفيسور / بيرند فون دروست المدير المؤسس لمركز التراث العالمي قد ألقى كلمة استعرض فيها مكونات البرنامج التدريبي الدولي المكثف والأهداف المرجوة منه. وقال : إن اليونسكو فخور للتعاون بينه وبين اليمن في مجال الحفاظ على المدن التاريخية.وأوضح أن اليمن قد وقعت في عام 1980م معاهدة التراث الثقافي وأصبح لديها الآن أربعة مواقع تاريخية مسجلة في قائمة التراث العالمي وهي مدينة صنعاء القديمة وشبام حضرموت وزبيد وأرخبيل سقطرى، وأن هناك عشرة مواقع في قائمة الانتظار والتي تعبر عن مدى أهمية التراث الحضاري في اليمن ويمكن اعتبارها أصولاً في غاية الأهمية للتنمية المستقبلية في اليمن.حضر حفل افتتاح البرنامج التدريبي الأخ بشير الكينعي مدير مركز الدراسات والتدريب المعماري.