كانت بلدة الخضر، جنوب القدس على موعد مع حدث تاريخي، وصف بالعرس الرياضي غير المسبوق في فلسطين، حيث شهدت افتتاح إستاد بمواصفات دولية في البلدة، التي تعرضت معظم أراضيها للمصادرة، وأقيمت عليها عدة مستوطنات، ويشقها شارع استيطاني، يربط بين المستوطنات اليهودية في القدس، ونظيرتها في بيت لحم والخليل.وتجري بالقرب من الإستاد أعمال تجريف إسرائيلية على مدار الساعة، لإقامة جزء من الجدار العازل، ومر نحو 8 آلاف فلسطيني حضروا إلى حفل افتتاح الإستاد، بمحاذاة الآليات الإسرائيلية التي تعمل بتسارع لإقامة الجدار، والتي تحظى بحراسة دبابات جيش الاحتلال.ويعتبر هذا الإستاد، أحد أهم المنشآت الرياضية التي بنيت في الأراضي المحتلة، بتمويل من عدة دول مانحة أهمها البرتغال.واعدت بلدية الخضر والمؤسسات الرياضية فيها، برنامجا احتفاليا بمناسبة الافتتاح، كان أهمه استضافة فريق إخاء الناصرة، للعب مباراة مع فريق نادي شباب الخضر.ووسط الأضواء الكاشفة، التي أحالت ليل الإستاد إلى نهار، في مشهد نادر في المدن الفلسطينية، استقبل الجمهور الضيوف من الناصرة، بالتصفيق الحار، الذي لعب أمام الفريق المضيف، في مباراة نقلتها الفضائية الفلسطينية، وبحضور الدكتورة خلود دعيبس، وزيرة السياحة ممثلة عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن).
وسبقت المباراة عروض فنية تراثية قدمتها فرق فلسطينية، وعزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والبرتغالي، ويتسع الإستاد الذي بني بمواصفات أولمبية، لستة آلاف شخص، ولكن حضور الافتتاح الكثيف زاد عن ذلك، وامتلأت المدرجات وأروقة الملعب بأعداد إضافية من المشاهدين، ونحو ثلث الحضور كان من النساء، وهو أمر لافت، وشوهدت النساء وهن يبدين حماسة لسير مباراة الافتتاح، وسمعت صيحات التشجيع، والزغاريد تنطلق من حناجر المشجعات، اللواتي تحدين التقاليد المحافظة.ويشمل الإستاد، بالإضافة إلى الملعب المعشب الأخضر، الذي يبلغ طوله 106 أمتار وعرضه (70 )مترا، على قاعات، ومرافق صحية وطبية، وغرف للاعبين والحكام والصحافيين وارتبط البدء بتشييد الإستاد، مع الهجمة الاحتلالية التي تعرضت لها بلدة الخضر، خلال انتفاضة الأقصى، حيث توقف العمل في الإستاد، بعد أن تحولت المنطقة التي يقع فيها إلى نقطة تماس رئيسة مع جنود الاحتلال، بسبب وجود حاجز عسكري في المكان، يفصل بين القدس، وبيت لحم، والخليل، وسقط العديد من الشبان الفلسطينيين بجانب الإستاد برصاص جنود الاحتلال الذين احتلوا التلال المحيطة بالبلدة.وكان يتم استئناف العمل في الإستاد، كلما سنحت فترات هدنة، واخر ما تم بناؤه، مظلات بطول 100 متر، وارتفاع 22 مترا وعرض 8 أمتار، وستة أبراج، وركب عليها اكثر من 60 كشاف إضاءة، والأهداف التي استوردت من ألمانيا، وصنعت بمواصفات دولية.وجميع هذه المواد التي كان يتم استيرادها بتمويل من حكومة البرتغال، تعرضت للحجز في الموانئ الإسرائيلية لفترات طويلة، وكانت رحلة الإفراج عنها، في غاية الصعوبة.وتنقسم الإضاءة في الإستاد إلى ثلاثة أقسام منها للتصوير التلفزيوني بقوة ألف lux، والمباريات العادية بقوة 500 lux، والتدريبات بقوة 200 lux، ويتم التحكم بها من خلال لوحة التحكم.وبالإضافة إلى البرتغال، التي تعتبر الممول الرئيس والأكبر للإستاد، تم تعشيب الملعب، بإشراف خبراء أتراك، وحسب هؤلاء فان العشب الاصطناعي، الذي تم تركيبه بمواصفات دولية، يخدم لمدة عشرين عاما.وتم تكريم، ممثل البرتغال لدى السلطة الفلسطينية، خلال حفل الافتتاح امتنانا لبلاده، التي لولاها لما كان هذا الإنجاز، وحمل المشجعون في مدرجات الإستاد صورا وملصقات لفريق البرتغال لكرة القدم.