الماء .. ودور وسائل الإعلام
نعمان الحكيم :نسمع بين فينة وأخرى في الإذاعة والتلفزيون، سواء هنا في عدن .. أم في صنعاء، وعبر وسائل إعلامية أخرى مثل الصحف (14 أكتوبر / الأيام) نسمع ونقرأ ونشاهد إرشادات تحث على الحفاظ على الماء كثروة إلهية، و لأنّها مصدر البقاء، ولا يختلف اثنان في ذلك؛ لأنّ الماء فيه حياة لكل شيء.. "وجعلنا من الماء كل شيء حي" الأنبياء الآية 30 صدق الله العظيم.إنّ تلك الإرشادات التي تصدر عبر وسائل الإعلام، إنّما لترشد الناس إلى ضرورة الحفاظ على قطرة الماء التي لو فرطنا فيها لما كان لنا بقاء وسوف نضطر إلى دفع الغالي والنفيس للحصول على شربة ماء.قيل في الموروث إنّ ملكاً ذا مال وفير ذهب للصيد وفي الصحراء تاه، ولم يجد سبيلاً للعودة، فعطش حتى كاد يموت ظمأً .. فصادف إعرابياً يحمل قربة ماء فقال له : اسقني وأعطيك نصف مالي.. فسقاه، فمشيا حتى تاها في الصحراء، أكثر فأكثر فقال الملك : أعطني ما تبقى وأعطيك مالي كله.. ولم يفلح الاثنان بحسب الراوي.هكذا هي أهمية الماء.. وماذا تفيد الفلوس بعد ذهاب النفوس.. ماذا لو لم تكن المياه في منازلنا طيلة (24) ساعة؟ .. ماذا لو توقف إمداد المياه؟.. ألم نأخذ دروساً في الكوارث السياسية والطبيعية التي حلّت بنا.. ألم نشرب من مياه البحر وخزانات صدئة ذات زمان؟؟!إنّ الدعوة المتكررة للحفاظ على المياه يجب أن تدخل في برامج الحياة كلها.. إذ أنّ المياه تكاد تنضب وأحواض المياه تكاد تجف لولا رحمة الله سبحانه وتعالى ونزول المطر الذي يساعد على تغذية المخزون وري الأرض.. وهكذا دواليك!ومن منظور الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام اليومية للحفاظ على الماء.. نرجو ونأمل أن تكون هناك صيانة لأنابيب ومواسير المياه التي قد صدئت.. كما نأمل تقنين استهلاك المياه في الأماكن العامة كالمساجد والمدارس والمستشفيات والكليات الجامعية، والمزارع والبساتين.. إذ أنّ دراسة أكدت أنّ ري المزروعات بمياه الشرب يفرط في الثروة ويبعثر في نعمة الله والأفضل أن يتم تحويل مياه الصرف الصحي عبر محطات معالجة في حوض مركزي لمدينة عدن مثلاً ولكل مديرية على حدة للاستفادة من هذه المياه العادمة بدل أن تذهب هباءً منثورا.. وقد رأينا الاستفادة الأولى منها في ري الأشجار والبسط الخضراء في مساحات وموانئ الشوارع الرئيسة.. فهل يا ترى يتم ذلك بتوجيهات حكومية صارمة، وترك المياه العذبة للشرب والطبخ فقط؟!إنّ الثروة المائية يتوجب علينا الحفاظ عليها كحفاظنا على أعيننا التي نبصر بها الحياة كلها.. فمن غير المعقول أن نظل نوجه ونرشد ولا نجد صدىً واقعياً في الحياة نلمسه ونقول :الحمد لله إنّ شعبنا حريص على حياته من خلال حرصه على الماء وتوفيره للشرب والحياة الضرورية!كما نتوجه بالدعوة الخالصة إلى الإدارات المدرسية للتنبيه إلى هذه المسالة يومياً (صباح مساء) في نوبتي الدراسة.. لشرح أهمية الحفاظ على الماء النعمة مهداة لنا من الله وأنّه يتوجب الحفاظ عليها.. فهل يا تُرى تجد هذه الدعوة صدى؟!