الزرقاوي (أون لاين)
القاهرة / متابعات : فيما يستعد المسلمون في كل أنحاء العالم لاستقبال عيد الأضحى المبارك نشب تراشق إعلامي ـ هو الأول من نوعه ـ بين قادة أكبر حركتين اصوليتين في الاسلام السياسي المعاصر ، حيث تنابز بالألقاب كل من ، "الرجل الثاني" في تنظيم "القاعدة" الأبرز حركياً على الساحة الدولية، وجماعة "الإخوان المسلمين" الأبرز سياسياً على الساحة الإقليمية، إذ عقبت الأخيرة على تصريحات أدلى بها أيمن الظواهري، الرجل الثاني والذراع اليمنى لزعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، والتي هاجم فيها بضراوة خوض جماعة "الإخوان المسلمين" الانتخاباتِ البرلمانية بمصر، كما سخِر فيها أيضاً من الانتخابات التي جرت في المملكة العربية السعودية . من جانبه وصف الرجل الثاني في جماعة "الإخوان المسلمين" محمد حبيب النائب الأول لمرشدها العام هذه التصريحات بأنها تتنافى مع الواقع جملةً وتفصيلاً، موضحاً أنها ليست جديدة فقد سبق لأيمن الظواهري أن هاجم الجماعة مراراً، بل وأصدر كتاباً كاملاً لهذا الغرض، وذلك في إشارة من حبيب إلى كتاب أيمن الظواهري الشهير "الحصاد المرّ"، الذي كان قد حمل فيه على الإخوان المسلمين، ونعتهم فيه بأنهم "مجرد ظهير وديكور في يد الأنظمة الحاكمة"، غير أن نائب مرشد الإخوان رفض ذلك قائلاً "إن أسلوب القاعدة ثبت فشله فقها وشرعاً، تجربة وممارسة"، كما ورد في تصريحاته .الى ذلك دخل ساحة الجدل د. هاني السباعي، القيادي البارز في تنظيم "الجهاد" المصري الذي اتهم الإخوان بالانغلاق على أنفسهم، متهماً رموز التنظيم الدولي للإخوان بالتعامل مع واشنطن، قائلاً إن قادة أفغاناً محسوبين على الإخوان مثل عبد الرسول سياف وبرهان الدين رباني دخلوا أفغانستان على ظهور الدبابات الأميركية، وحمل السباعي عبر موقعه على تصريحات قيادي الإخوان عصام العريان ، والتي وصفها بالزهو والتعصب لجماعته بعد ما اعتبره السباعي مجرد " نصر مؤقت " في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي تمكن ثمانية وثمانون من أعضاء الجماعة من الفوز فيها .في هذا السياق حرص نائب مرشد "الإخوان المسلمين" على تأكيد الاختلاف الكبير بين منهج الجماعة وتنظيم "القاعدة"، قائلاً "إن جماعة الإخوان المسلمين تعتمد في منهجها على الإصلاح السلمي عبر القنوات القانونية والدستورية، كما تؤكد رفضها القاطع لأساليب الثورة والتمرد واستخدام القوة كوسيلة للتغيير، لأن من شأن ذلك أن يفتح أبواباً للفتن والمفاسد والشرور، بينما تنظيم القاعدة ينتهج العنف سبيلاً وحيداً، وهو ما ترفضه الجماعة بشكل قاطع"، على حد تعبير نائب مرشد الإخوان .وأشار حبيب إلى أن "الإخوان المسلمين" أعلنوا منذ فترة عن قبولهم بالديمقراطية التي تقرُّ بالتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، واعتبروا أن الأمة هي مصدر السلطات، وأن صناديق الانتخابات الحرة والنزيهة هي الحَكَم، مع الوضع في الاعتبار أنه لا يصدر عن مجلس الشعب إلا ما يتوافق مع الشريعة الإسلامية .واختتم نائب مرشد الإخوان المسلمين تصريحاته التي بثت عبر موقع الجماعة الرسمي على الشبكة "إخوان أون لاين"، قائلاً "إن الإخوان يريدون أن يكوِّنوا رأيًا شعبيًّا عامًّا يمارس الضغط السلمي والحضاري، عن طريق القنوات الدستورية والقانونية، على النظام الحاكم حتى يستجيب لاستحقاقات الإصلاح والتغيير"، حسب تعبير حبيب .وكان الظواهري قد انتقد في تسجيل بثته فضائية (الجزيرة) القطرية دخولَ "الإخوان المسلمين" الانتخابات التشريعية معتبرًا أن الولايات المتحدة هي التي تُشرف على الانتخابات التي تجرى في الدول العربية، كما شن أيضاً الأصولي اللغز أبو مصعب الزرقاوي زعيم ما يسمى تنظيم "قاعدة الجهاد في العراق"، هجوماً مماثلاً عبر تسجيل صوتي متداول على نحو واسع عبر الإنترنت، ندد فيه بالدول العربية التي تعمل من اجل التوصل الى مصالحة سياسية في العراق على أنها عميلة للولايات المتحدة .أكد زعيم الفرع العراقي لتنظيم القاعدة ابومصعب الزرقاوي أن إطلاق صواريخ في ديسمبر/ كانون الأول على إسرائيل من لبنان،قد تم "بتوجيه" من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وقال الزرقاوي في تسجيل بثه على شبكة الانترنت إن "ما رأيتموه في الأيام الماضية من قصف مركز بالصواريخ على أحفاد القردة والخنازير من جنوب لبنان،هو باكورة عمل مبارك في ضرب العدو الصهيوني في عمق وجوده... وكل ذلك بتوجيه من شيخ المجاهدين أسامة بن لادن حفظه الله". وكان تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بزعامة الزرقاوي أعلن مسؤوليته عن إطلاق تلك الصواريخ،للمرة الأولى،في بيان صدر على شبكة الانترنت في 29 ديسمبر/ كانون الأول. وفي إشارة إلى التصريحات المتكررة لبن لادن الداعية إلى حرمان الإسرائيليين من التنعم بالأمن طالما لا يتنعم به المسلمون، ضاف البيان "تأتي هذه الغزوة المباركة إقرارا من المجاهدين بقسم الشيخ المجاهد أسامة بن لادن أمير تنظيم القاعدة حفظه الله". وكانت إسرائيل شنت غارة جوية على قاعدة لمجموعة فلسطينية موالية لسوريا قرب بيروت،بعد ساعات من إطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا من جنوب لبنان على شمال إسرائيل. وأكد الزرقاوي من جهة أخرى أن المجاهدين شنوا حوالى 800 "عملية استشهادية على أهداف وارتال عسكرية صليبية بحتة" منذ احتلال العراق وحتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول،واعتبر أن خسائر "عباد الصليب لا تقل عن 40 ألف جندي". وقال "منذ أن بدأت عمليات المجاهدين بعد سقوط النظام البعثي إلى يومنا هذا،نفذت قرابة 800 عملية استشهادية على أهداف وارتال عسكرية صليبية بحتة،وهذا من غير الاقتحامات والكمائن والعبوات الناسفة والقصف الصاروخي وغيره. ونعتقد أن خسائر عباد الصليب في العراق لا تقل عن 40 ألف جندي حتى الآن". وأضاف "لذلك استنجدوا (الأمريكيون) بجامعة الدول العربية ممثلة بأمينها العام عمروموسى ودعوا إلى الاجتماع في القاهرة". وانتقد بعنف البلدان الأعضاء التي شاركت في اجتماع المجموعات العراقية الذي عقد في نوفمبر/ تشرين الثاني في القاهرة تحت إشراف الجامعة العربية. واتفق المسؤولون العراقيون الذين شاركوا في ذلك الاجتماع على خريطة طريق من اجل المصالحة الوطنية وطالبوا بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية والإفراج عن المعتقلين غير المتهمين. على صعيد متصل انتقد الزرقاوي السنة المعتدلين لمشاركتهم في السياسات الانتخابية ودعاهم إلى الانضمام إلى الجهاد، وندد خصوصا بالحزب الإسلامي العراقي الذي يعتبر أكبر حزب للعرب السنة لموافقته على دستور جديد وهي خطوة عززت الحكومة التي يقودها الشيعة والأكراد. وقال الزرقاوي في رسالته التي بثت في موقع كثيرا ما يستخدمه الإسلاميون الجهاديون ولم يتم التأكد من صحتها "رسالة نوجهها إلى الحزب الإسلامي ندعوه فيها إلى ترك هذا الطريق الوعر والمنزلق المهلك الذي سار فيه وكاد أن يهلك أهل السنة ويورطهم بالخلود إلى الدنيا والرضاء بحكم الجاهلية التي البسوها الشرعية ولقد كان الأولى بهم دعوة الناس إلى الجهاد". وأضاف في إشارة إلى الانتخابات البرلمانية التي جرت في الشهر الماضي والتي كانت هادئة في معظمها "لقد كان بامكاننا بإذن الله إفساد الانتخابات في أكثر مناطق العراق ولكننا أحجمنا عن ذلك دفعا لاحتمالية مقتل عوام أهل السنة الذين لبس الأمر عليهم من قبل أئمة الضلالة ولقد كنا نتوقع غدر الصليبيين بهم وأنهم استدرجوا لفخ نصب لهم باحكام". وأضاف "كل ما تسمعونه على لسان كذاب البيت الأبيض بأن الوضع في العراق في تحسن مستمر وان الجيش العراقي بدأ بتحمل مسؤولياته وبات يبسط سيطرته على بغداد وغيرها فهذا كله محض كذب وتزوير". وأشار إلى أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة قد وصف الغزو الذي قادته أمريكا للعراق "حملة صليبية جديدة ضد العالم الإسلامي" ودعا المسلمين إلى الانضمام إلى المسلحين، وقال "ياشباب الإسلام في كل مكان ولاسيما في دول الجوار واليمن عليكم بالجهاد والتشمير عن ساعد الجد".