الحكومة طالبت بإطلاق النساء والأطفال الذين يستخدمهم الإرهابيون كدروع بشرية
إسلام آباد/ 14 أكتوبر/رويترز:أطلق مسلحون النار على طائرة الرئيس الباكستاني برويز مشرف وهي تقلع أمس الجمعة في حين قال رجل دين متشدد يتحصن مع مئات من إتباعه في مسجد بإسلام آباد أنهم يفضلون الموت على الاستسلام. ولم يظهر دليل على ان الهجوم على طائرة مشرف مرتبط بحصار المسجد الأحمر الذي دخل يومه الرابع لكن من المؤكد ان يزيد التوجس بشأن المخاطر التي يمثلها المتشددون الإسلاميون على استقرار باكستان. وزاد من الإحساس بوجود أزمة وقوع هجوم انتحاري قتل فيه المهاجم ستة جنود في منطقة شمالية غربية يوجد بها كثير من الحلفاء للمتشددين في المسجد الأحمر. ونفى الجيش وقوع هجوم على الرئيس لكنه دعا في وقت لاحق إلى مؤتمر صحفي. وقال ضابط بالمخابرات طالبا عدم نشر اسمه انه حدثت محاولة فاشلة لاغتيال مشرف. وأضاف "حدثت محاولة لكنها فشلت." ونجا مشرف وهو حليف للولايات المتحدة تولى السلطة في انقلاب عسكري عام 1999م من محاولتي اغتيال بيد متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة في روالبندي في ديسمبر 2003م.
وشاهد مصور صحفي مدفعين كبيرين مثبتين على سطح منزل من طابقين قرب المطار العسكري لإسلام آباد وقال احد الجيران انه سمع صوت إطلاق نيران. وبدا احدهما مدفعا مضادا للطائرات وأما الأخر فكان مدفعا رشاشا خفيفا. وكانا موضوعين بين أطباق لالتقاط إرسال القنوات الفضائية وخزان مياه على السطح تحت مسار الرحلة قرب المهبط. ويدور سور منخفض حول حافة السطح. ويشدد الأمن عادة في المناطق التي يزورها الرئيس الباكستاني وتبقى مواعيد سفره سرية. وطوقت قوات الأمن المنزل واحتجزت مالكه وهو صاحب متجر. ولم يعلق مشرف علنا على حصار المسجد الأحمر لكنه حث الوكالات الأمنية على لزوم الصبر والسماح بأقصى قدر من الوقت للآباء لإخراج أبنائهم من مدرسة في مجمع المسجد. وقتل 19 على الأقل في الاشتباكات التي اندلعت خارج المسجد يوم الثلاثاء وضرب المئات من قوات الجيش والشرطة حصارا حول المجمع الذي يضم المسجد والمدرسة. وقطعت إمدادات الماء والغاز والكهرباء. وقال رجل الدين الموجود بالداخل عبد الرشيد غازي في وقت متأخر أمس الأول انه وأتباع حركته التي تسير على نهج طالبان يرغبون في الاستسلام لكنه وضع شروطا منها توفير ممر امن. ورفضت الحكومة مطالبه وأصرت على ان يطلق غازي سراح النساء والأطفال الذين تقول الحكومة انه يستخدمهم كدروع بشرية وان يستسلم بلا شروط. لكن غازي قال لتلفزيون جيو انه لن يخضع للضغط. وأضاف "يمكن ان نكون شهداء لكننا لن نغامر بالقبض علينا." وقال صبي استسلم بعدما تسلل من المسجد ان الطلاب الأكبر سنا يجبرون الصغار على البقاء. وقال اشرف سواتي (15 عاما) "الغذاء يتناقص والماء محدود أيضا." وأضاف ان العديد من الطلاب الجرحى موجودون بالداخل وان رائحة الجثث تملأ الهواء. ويهز إطلاق النار المتقطع والانفجارات المنطقة منذ يوم الثلاثاء واحتجز اندلاع كثيف لإطلاق النار أمس الجمعة عددا من الآباء الذين سمح لهم بالدخول إلى المسجد لإخراج الأبناء. وأطلق المتشددون النار في وقت لاحق على أباء آخرين لدى اقترابهم من المسجد مما أدى الى إصابة شخص واحد. وتزايد التوتر بين السلطات والمسجد منذ يناير حين بدأ الطلاب ومعظمهم في العشرينات والثلاثينات حملة أخذت طابعا استفزازيا بصورة متزايدة من اجل الضغط لتنفيذ العديد من المطالب ومنها التحرك ضد الرذيلة. وهددوا بتنفيذ هجمات انتحارية إذا سعت أجهزة الأمن لقمعهم. وألقى مهاجم انتحاري نفسه على سيارة جيب عسكرية فقتل ستة جنود في شمال غرب البلاد حيث من المعروف ان للمسجد مؤيدين في المنطقة. لكن لم يظهر دليل على ان المهاجم تصرف تضامنا مع متشددي المسجد الأحمر. والقي القبض على الشقيق الأكبر لعبد الرشيد غازي ويدعى عبد العزيز يوم الأربعاء وهو يحاول الهرب متخفيا في نقاب امرأة. وطلب عبد العزيز في وقت لاحق من إتباعه الاستسلام. وخرج حتى الآن 1200 طالب. وقال عبد العزيز انه مازال يوجد نحو 850 طالبا داخل المسجد غير ان غازي قال ان العدد الإجمالي للطلبة هو 1900 . ورحب كثير من الباكستانيين بالتصدي لحركة تذكرهم بحركة طالبان في أفغانستان وتدل على تسرب التطرف الديني إلى المدن من المناطق القبلية الحدودية. وحث السياسيون المعتدلون ووسائل الإعلام مشرف على سرعة التحرك لكنه عبر عن القلق من إراقة الدماء.