غضون
* أهلنا في قبيلة عبيدة تعاهدوا - كما جاءت بذلك الأخبار السارة - على أن تكون مناطقهم خالية من المجرمين .. خالية من الإرهابيين وقطاع الطرق وتجار المخدرات وسائر المجرمين .. أهلنا في قبيلة عبيدة منهكون ومناطقهم غير مستقرة لأن فرص التنمية مضمونة .. ومنذ فترة بعيدة ونحن نقرأ في صحف المعارضة أن مناطق عبيدة والمناطق القريبة منها هي التي ينحدر منها قطاع الطرق ومفجرو أنابيب النفط والنهابة، وأن القبائل هناك هي التي تؤوي الإرهابيين وتحمي أفراداً فيها ينسب إليهم كثير من الشر والخراب .. وأزعم أن بعض تلك الاتهامات صحيحة، وأتمنى أن تكون المعاهدة القبلية الأخيرة نتاج إدراك حقيقي لتلك المعاناة ورغبة تنم عن قناعة بضرورة التخلص من تلك المعاناة عن طريق التخلص من عناصرها أو عواملها الأساسية.* أنا “مدني خالص” .. ومواطن انتماؤه لليمن، ولست “قبيلياً”، ومع ذلك سأحب قبيلة عبيدة لو تصرفت وفق أعرافها المرعية أو المحترمة ونفذت تلك المعاهدة إلى النهاية.لأسباب معروفة وملابسات كثيرة ظلت قبائل عبيدة طيلة الفترة الماضية تذكر عندما يذكر الشر، وتصنف ثقافياً وإعلامياً في أسفل قائمة المتخلفين والتابعين والرافضين للقانون .. وأدرك أن أهلنا هناك ظلموا بهذا كله .. لكن يا أهلنا في قبيلة عبيدة بوسعكم أن تتحولوا الآن إلى “رؤوس” .. أفعلوا .. انقلوا عهدكم من الورقة التي كتبت عليه إلى الواقع الذي تعيشون فيه وسوف تربحون .. وفوق ذلك سوف تسجل لكم الريادة في محاربة الإرهاب وستكونوا طليعة تقتدي بها بقية القبائل.* أتمنى على الحكومة أن تدعم أصحاب المعاهدة وأن تشجع القبائل على إقامة نحالف قوي ضد الجريمة وضد الإرهاب، ليس من أجل الحكومة فحسب بل من أجل سكان تلك المناطق أنفسهم .. فعندما ترى أن المواطنين في مجتمعاتهم المحلية قد اكتشفوا أسباب متاعبهم ويرغبون قي التخلص منها على الحكومة أن تسارع فوراً إلى مساعدتهم ومدهم بأسباب النجاح .. فهذا سوف يؤدي في النهاية بالسكان في المناطق القبلية الذين خبروا تجاربهم المؤلمة مع الإرهابيين والخارجين عن القانون إلى تغيير مواقفهم .. مع التذكير أن تغيير الموقف من سلبي إلى إيجابي يتطلب مساندة وتعزيزاً من قبل الحكومة.