شيء مؤسف أن يمارس المتمردون الخداع والحيل كل هذه الفترة، عندما أعلنوا قبولهم الالتزام بشروط وقف الحرب في صعدة وسفيان، وآلياتها التنفيذية المعلنة من قبل اللجنة الأمنية العليا، في نوفمبر الماضي، والانتقال من حالة الحرب والقتال إلى حالة السلام والأمن وإعادة الإعمار لما دمرته تلك الحرب اللعينة. منذ وقف المواجهات السادسة والمتمردون الحوثيون يمارسون هوايتهم في القتل وسفك دماء الأبرياء من المواطنين، ضد كل من وقف إلى صف الحكومة في مواجهة عناصر التمرد.. وما ذاك الصراخ المغلف بالسلام والأمن الذي ظلت عناصر التمرد تدعيه كل هذا الوقت، إلا ادعاء وألاعيب مارسها المتمردون على الرأي العام. بينما الوقائع والشواهد والحقائق على ارض الواقع تقول غير ذلك، بل إنهم- أي المتمردين- جسدوا جرائمهم قولا وفعلا واثبتوا بالشواهد الحية أنهم لا يريدون لا الأمن ولا السلام، كما يزعمون، وتصرفاتهم وأعمالهم الإجرامية، فعل يتبعه قول يثبت ذلك.إن القول عندهم يتبع الفعل، وليس العكس، كما هي القاعدة المألوفة، حيث أنهم يرتكبون جرائم القتل بحق الأبرياء ممن يرفضون أفكارهم المتخلفة، يتبعونها بتصريحات وبيانات صحافية يتم بثها عبر مختلف وسائل الإعلام، دون حياء أو خجل.التصريحات، التي تكشف ازدواجية المتمردين في تعاملهم مع الوضع في صعدة وحرف سفيان والجوف - وغيرها من المناطق التي يحاولون فرض أفكارهم المتحجرة على أبنائها والاحتكام لكهنوتهم العنصري ألسلالي المذهبي المتخلف-كثيرة، ولنأخذ الأقرب منها، ما جاء في تصريح ما يسمى بالمتحدث الرسمي باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، لقناة الجزيرة الفضائية- الثلاثاء الماضي- حال انتهاء المتمردين من مهمتهم في تصفية سكان قرى العمشية وفي مقدمتهم البرلماني الشيخ صغير بن عزيز، باعتبار أنهم سكان أو مواطنون غير مرغوب فيهم في موطنهم - حد منطق العناصر الإرهابية الحوثية.عندما كانت المواقع الالكترونية ومختلف القنوات الفضائية تتناقل أخبار تسارع الأحداث في مديرية حرف سفيان، وكان من ابرز مستجداتها أن الحوثيين قتلوا المئات من المواطنين الذين يقاتلون الحوثيين إلى جانب بن عزيز، والاهم من كل ذلك، الأخبار التي تقول أن الحوثيين استولوا على مواقع عسكرية في المنطقة وقتلوا واسروا مئات الجنود وكان من بين القتلاء- حسب الأخبار- نجل بن عزيز، وإصابة بن عزيز بإصابات خطيرة وتم نقله، أو بالأصح نفيه إلى صنعاء وتلقي العلاج فيها.المذيع يسأل متحدث الحوثيين عن الأسباب التي دفعت إلى تدهور الأوضاع في مديرية حرف سفيان وإراقة كل هذه الدماء من اليمنيين في المواجهة، فيقول هذا المتحدث، وبكل بجاحة للعالم، في حديث لقناة الجزيرة «لضرورة تثبيت السلام يجب تطهير موقعي الزعلاء و اللبداء من تجار الحروب».يعني ذلك أن الحوثيين منذ الإعلان عن التزامهم بشروط السلام في صعدة في نوفمبر الماضي، وهم يرتكبون جرائم القتل بحق المواطنين والجنود هنا وهناك، ليس لشيءٍ، وإنما فقط لحاجة في نفس يعقوب «الكهنوتي الحوثي»، وأنها دماء احتاجتها أطماع وطموحات المتمردين، لكي يترجموها على الأرض في صعدة وسفيان،حتى وان كان ذلك على جثث وأشلاء أبناء الشعب اليمني. وفي الوقت الذي كان متحدث المتمردين يؤكد سفك الدماء لضرورة السلام، كانت عناصره تقوم بإعدامات و حرب إبادة وتصفيات بحق سكان قرى ومناطق العمشية لوقوفهم ضدهم في المواجهات والى صف الحكومة.. لكن يبدو أنها الضرورة الحوثية التي اقتضت ذلك. فهل أدركت الدولة ومؤسساتها وعامة الشعب اليمني، والرأي العام المحلي والدولي، أهداف وطموحات هذه الفئة الباغية ومشاريعها التدميرية للحياة والسلام الاجتماعي..؟!!