عدد من المفكرين والباحثين والأكاديميين في حلقة نقاش بجامعة عدن حول الأزمة المالية العالمية وتداعياتها :
كتب / محمد عبدالله أبوراس : تصوير / عبدالواحد سيفاختتمت أمس بالقاعة الكبرى بكلية العلوم الإدارية في جامعة عدن حلقة النقاش التي نظمتها الجمعية العلمية لخريجي كليتي الاقتصاد والعلوم الإدارية وجامعة عدن حول الأزمة المالية العالمية وتداعياتها بحضور رئيس جامعة عدن رئيس الجمعية الأستاذ الدكتور / عبدالعزيز صالح بن حبتور ونواب رئيس الجامعة والأمين العام للجامعة الأستاذ الدكتور / أحمد صالح منصر.وفي بداية الحلقة التي بدأت بآي من الذكر الحكيم ألقى أمين عام الجامعة مدير حلقة النقاش كلمة رحب من خلالها بالحاضرين مشاركين وضيوفا وطلاب وأعضاء الجمعية.ثم ألقى الأستاذ الدكتور / عبد العزيز بن حبتور ورقة العمل التي قدمها إلى الورشة حول الأزمة العالمية .. جذورها وتداعياتها.موضحاً أن الندوة مناقشة علمية موضوعية من قبل المختصين لقضية يعاني منها العالم اليوم واستحوذت على كثير من المسميات .. الإعصار المالي .. الكارثة المالية .. الزلزال, وقال : هي حدث يهز السوق العالمية برمتها وقد بدأت من (وول ستريت) في الولايات المتحدة الأمريكية ليصل تأثيرها إلى كل مواطن في العالم. مشيراً إلى أنها ليست كارثة سطحية عابرة نتائجها محدودة.وتناول المشكلات التي مر بها اقتصاد السوق ابتداءً من أزمة عام 1929م (الكساد الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية) وأزمة أمريكا اللاتينية والأزمة المالية في المكسيك وأزمة روسيا الاتحادية وأزمة البرازيل وتناول الأسباب للأزمة الناتجة عن الإقراض المفرط وغير المسؤول والمضاربات والمراهنات بسمومها, مشيراً إلى أن العالم كان يعتقد أنه يتجه إلى موقع آمن ولكن تحول إلى سراب.وأكد أن علينا ألا نكون متفرجين ولكن أن نشارك في الأفكار في النظام العربي المالي ولا نكون متفرجين, مشيراً في ذات الوقت إلى توجهات وأفكار تطرح لإقامة اقتصاد السوق ذي الطابع الاجتماعي المتعدد الأقطاب.أما الأخ / محمد عمر بامشموس نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية رئيس الغرفة التجارية والصناعية في عدن فقد تناول في مداخلته الأزمة والتي منها القروض التي منحت للكثير من الشعب الأمريكي بدون ضمانات, مشيراً إلى عدم توخي الحكمة وكذلك عدم تطبيق العلمية كأساس فأصبحت الحكمة الأمريكية كارثة يواجهها العالم.وتساءل بامشموس عن عدم اتخاذ القرارات التي صدرت من قبل الأزمة ولماذا دعمت الإدارة الأمريكية شركات التأمين ولماذا لم تقف مع بنك (ليمان براذرس).كما تطرق إلى التأثير غير المباشر للأزمة على الاقتصاد في بلادنا وتناول الخطوات التي يفترض إتباعها.هذا وقد ألقيت عدد من المداخلات من جامعة الحديدة قدم الأستاذ الدكتور صالح عودة سعيد رئيس قسم إدارة الأعمال بالجامعة مداخلته الموسومة بالأزمة المالية العالمية .. الأسباب والآثار على المصارف العربية تناول فيها أسباب الأزمة وفداحة الخسائر الناجمة عن أسلوب البيع على المكشوف (short sale) والإجراءات التي اتبعتها الدول الخليجية لمنع هذا الأسلوب في التعامل في البورصة.كما تناول آثار الأزمة المالية العالمية على المصارف العربية وعددها في إحدى عشرة نقطة مهمة.كما تناول النتائج المتوقعة للأزمة المالية العالمية وعلاقة البنوك المركزية العربية بالقطاع المالي الأمريكي والأوروبي.وخلص في مداخلته إلى استعراض موجز للتداعيات المحتملة للأزمة المالية العالمية لعل أبرزها حصول الركود العالمي حسب رأيه.عقب ذلك ألقى الأستاذ الدكتور/ جعفر حسن منيعم مداخلته التي تناول فيها تأثير الأزمة على الجمهورية اليمنية داعياً إلى اتخاذ معالجات حقيقية تتعلق بهيكلية الاقتصاد اليمني مبيناً تأثير الانخفاض المتوقع في أسعار النفط تحت تأثير انخفاض التأثير العالمي نتيجة الركود الاقتصادي الذي سيعم الكثير من البلدان في المدى المنظور.كما تناول الدروس والعبر المستفادة على المدى القصير والمتوسط والطويل.من جانبه أشار الأستاذ/ أحمد دعميم وكيل محافظ البنك المركزي في ورقته عن الأزمة المالية العالمية وآثارها ومعالجتها أن اليمن لم تتأثر مباشرة بهذه الأزمة ولكن قد يكون لها تأثيرات غير مباشرة مستعرضاً الإجراءات التي يتخذها البنك عبر قطاع الرقابة على البنوك.كما استعرض الآثار المباشرة على الحكومة اليمنية إذا ما استمرت هذه الأزمة وبالذات الموازنة العامة للدولة باعتبار الدولة تعتمد على موردين أساسيين هما النفط والإيرادات الضريبية موضحاً جملة تلك التأثيرات، كما أورد جملة المعالجات الأساسية لحل الأزمة المالية العالمية أو التخفيف منها المتوقع اتخاذها.أما مداخلة الأستاذ الدكتور/محمد الميتوتي رئيس قسم إدارة الأعمال بجامعة إب فقد أوضح أن الأزمة متجذرة وليست عابرة وأنها الأخطر منذ خمسين عاماً مستعرضاً أسبابها ونتائجها موضحاً أن هناك جملة من العوامل التي أدت إلى هذه الأزمة لعل أبرزها عدم الكفاءة الإدارية إذ تشير الحقائق التي تعرض الى أن 93 % من الأزمة هي إدارية وأيضاً في كيفية منح القروض دون توفر الضمانات الكافية محذراً من إمكانية تعرض البنوك الإسلامية أيضاً - حسب قوله - للهزات التي تعرضت لها البنوك الأمريكية.وأبرز أن أساتذة علم السياسة والاقتصاد كانوا قد توقعوا انتهاء حقبة الهيمنة الأمريكية مستعرضاً ثلاثة سيناريوهات لتداعيات الأزمة تنبأ ت بها مجلة (ايكونومست) البريطانية. الأول أن تسهم السياسات النقدية في إحداث تأثير بسيط على الاقتصاد العالمي والثاني تعرض الولايات المتحدة للكساد والثالث وهو الأضعف وهو أن يتبع دخول الولايات المتحدة للكساد وضع مظلم للاقتصاد العالمي عبر حدوث تداعيات أكثر سوءاً وقال إن أغلب المؤشرات ترجح توقع المؤشر الثاني.وعقب إلقاء المداخلات فتح باب النقاش حيث تقدم عدد من الحاضرين بجملة من الاستفسارات والآراء التي أغنت الورشة. حيث قام الداخلون بالرد عليها حيث أوضح الدكتور/ عبد العزيز بن حبتور جملة من المواضيع رداً على الاستفسارات مشيراً إلى أن هذه الورشة ليس المطلوب منها وضع الحلول الجاهزة ولكنها تأتي بهدف إثراء الموضوع بالنقاش وتبين مدى فاعلية الجهات الأكاديمية والبحثية ورجال الأعمال والجهات المالية لما يعتمل في الواقع ومطابقته مع ما يؤديه من مهام أثناء تأديتهم لعملهم كل في مجال اختصاصه.هذا وتنشر صحيفة “14 أكتوبر” قريباً المداخلات تعميماً للفائدة.