- يتوجه اليوم السبت إلى مراكزهم الامتحانية، أبناؤنا، فلذات أكبادنا، في صفوف متراصة، تزينهم بزاتهم المدرسية، بوجوه فيها توجس، وقلوب فيها من الخوف غير المبررين بالطبع.. في حين ان الجوانب النفسية هذه، دليل على صحة وسلامة أبنائنا، ومن لا يتخوف أو يتوجس، فليس هو إذن من البشر!- (18.530) طالباً وطالبة هم قوام المرحلتين في محافظة عدن، المرحلة الأساسية والمرحلة الثانوية، ويتوزعون على ستين مركزاً امتحانياً للأساسي‘ وواحد وخمسين للثانوية العامة.. وبقوى بشرية تربوية بدءاًً من اللجنة الفرعية للامتحانات مروراً بأطراف العملية من مشرفين ووكلاء ومراقبين وملاحظين يبلغ عددهم حوالي (2200) تربوي كلهم مسخرون جهودهم وإمكانياتهم لأجل خلق جو امتحاني يتواءم ونفسيات أبنائنا وهذا الطقس اللافح جداً جداً..- نعم.. إن فلذات الأكباد، رجال الغد، هم الذين تقع عليهم مسؤولية الحفاظ على مستقبل الوطن والأجيال اللاحقة.. ولذلك لابد من تهيئة الأجواء لهم وهم يؤدون امتحاناتهم، بيسر وسهولة، وليونة ومرونة، لكن ليس بدافع من موت الضمير الذي يؤدي إلى مستقبل مخلخل البنى، ضعيف الأساس، ونقصد بذلك التسهيل للغشاشين الذين لا يشكلون عدداً يعتد به، لكن لو ترك لهم المجال لكبروا واستشرى هدفهم الهابط بين أقرانهم، ولكننا مع هذا وذاك نقول: إن عدن ما تزال بخير، بمن فيها من قيادات تربوية وميدانية، و أغلبهم يمثلون الضمير الحي واليقظ، ولا قياس على الأقلية الشاذة، إن وجدت، والامتحان ما هو إلا قياس لما استوعب الطالب وقطع من شوط، ولا يعني الرسوب في المحصلة النهائية، نهاية الدنيا، بل هو تجذير لمستقبل أفضل، والعود أحمد!- ولرسل العلم والمعرفة، المعلمين الذين نثق بضمائرهم وقدرتهم على العطاء، أولئك الذين أوكلت إليهم مهمة الإشراف على الامتحانات من الألف إلى الياء.. كما يقولون في الأمثال.. إلى هؤلاء الرسل، حملة مشاعل النور ومبددي ظلمة المسير الحالكة.. نقول: إن الأمانة تقتضي أن نكون عند مستوى تحملها، وأدائها.. فلا تسهيل حتى الانفلات، ولا (زرزرة) حتى فقدان الصواب والمسألة أنتم أسيادها، وقادة ميادينها، وتعرفون هذا من ذاك، فأنتم المربون، والمعلمون، وأنتم من يقيم ويقوم في نهاية المطاف، تحصيل هذا وذاك ونجاحه ومستوى أدائه، ومسيرته وأعماله السنوية خلال فصلي الدراسة.. فلا تغلبوا - عافاكم الله - العاطفة، للسلب، أو الإيجاب، إلا بما يكون فيه أداء للأمانة وصون للكرامة، ودعم للمستقبل، ولا يعني ذلك أن تنتزع الرحمة من القلوب، لأنها عند علام الغيوب، ولكننا أردنا فقط تلطيف الجو في هذا الوقت بالذات‘ والمثل يقول: “لا تكن صلباً فتكسر، ولا ليناً فتعصر”.. وما بين الاثنين، تكون الوسطية المحمودة، المراعية لكافة شروط الامتحانات وللوائح التربوية، وللاجتهاد الذي يدعم الطرفين والحجتين سالفتي الذكر، بكل تأكيد..- أبناءنا.. سنشد على أياديكم، داعين لكم من قلوبنا بالتوفيق والنجاح في ما أنتم فيه من امتحان، على أمل أن تكلل مساعيكم، بعد جهد ومذاكرة، وسفر تعلم بلغ اثنتي عشرة سنة، بالنجاحات إن شاء الله.. ولمعلمينا الأجلاء، نقول: وفقكم الله في أداء الرسالة على أكمل وجه، وجنبكم كل ما يسيء إلى شرف المهنة المقدسة، فأنتم مثلنا الأعلى.. والأعلى..والله يحفظ الجميع.. آمين..
الامتحان.. والأمان!
أخبار متعلقة