واشنطن / كابول / وكالات:أجرى الرئيس الأميركي جورج بوش محادثات موسعة بالبيت الأبيض مع ضيفيه الرئيسين الباكستاني برويز مشرف والأفغاني حامد كرزاي تطرقت بالأساس حول الحرب على الإرهاب. فقد دعا الرئيس الأميركي في مؤتمر صحفي الطرفين إلى تنحية خلافاتهما جانبا، لكن يبدو أنه أخفق في ذلك حيث لم يتصافح مشرف وكرازي أمام الصحفيين في حديقة الورود بالبيت الأبيض. وقال بوش "سنواصل الجهود لضمان تقديم المتطرفين مثل أسامة بن لادن الذين يريدون إيذاء صديقي هنا وأيضا زعزعة الديمقراطية في أفغانستان إلى العدالة".وأكد أن مشرف وكرزاي يواجهان تحديات مشتركة ويتعين عليهما أن يعملا معا ضد من وصفهم بالمتطرفين. وقال إن المحادثات على عشاء العمل فرصة للتنسيق الإستراتيجي لضمان "مستقبل مفعم بالأمل لشعوبنا".وذكر مسؤول أميركي أنه على مدى نحو ساعتين ونصف تحدث كرزاي ومشرف مباشرة وبشكل منفرد مع الرئيس بوش. وقال المسؤول إن المحادثات كانت ودية وصريحة وتعهد خلالها الرئيسان الباكستاني والأفغاني بدعم ما يوصف بالاعتدال وإلحاق الهزيمة بـ"التطرف".وأكد توني سنو المحدث باسم البيت الأبيض أن الطرفين تعهدا بتوسيع التعاون الاستخباراتي وتنسيق الجهود ضد "الإرهاب" وبذل جهود مشتركة لرفع مستوى معيشة الشعبين الباكستاني والأفغاني. يشار إلى أن الأزمة الأفغانية فرضت نفسها على الحملة الانتخابية للتجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر المقبل. فقد اتهم الحزب الديمقراطي الإدارة الأميركية بالتقصير تجاه أفغانستان لتوفير مزيد من القوات والنفقات للعراق ما أدى لتصاعد هجمات حركة طالبان في الشهور الأخيرة.وكان الرئيسان الأفغاني والباكستاني تبادلا انتقادات لاذعة في الأيام القليلة الماضية بشأن المسؤولية عن الثغرات الأمنية على طول الحدود الوعرة بين بلديهما. فقد أصر كرازي على أن مقاتلي طالبان يجدون المأوى في الأراضي الباكستانية وانتقد بشدة الاتفاق الذي وقعته الحكومة الباكستانية مع رجال القبائل في وزيرستان.وطالب الرئيس الأفغاني نظيره الباكستاني باتخاذ إجراءات ضد المدارس الدينية في باكستان قائلا إنها تخرج من أسماهم المتطرفين. في المقابل نفى مشرف الاتهامات الأفغانية قائلا إن بلاده تبذل أقصى ما في وسعها لضبط الحدود وإن كرزاي "يخفي رأسه في التراب مثل النعامة" في مواجهته مع طالبان وتنظيم القاعدة.من ناحية أخرى وافق حلف شمال الأطلسي على تولي وقيادة قوات حفظ السلام بكافة أرجاء أفغانستان، جاء ذلك في اجتماع لسفراء دول الحلف ببروكسل صباح أمس قبيل اجتماع وزراء دفاع الناتو بوقت لاحق بمنتجع بورتوروز في سلوفينيا للمصادقة بشكل نهائي على القرار.وتركزت مناقشات الوزراء على الصعوبات التي تواجهها قوات المساعدة على إرساء الأمن (إيساف) بقيادة الناتو بأفغانستان، ولا سيما في الجنوب حيث تصاعدت خلال الشهور الماضية هجمات مقاتلي حركة طالبان.وكانت المراحل الثلاث السابقة تمثلت في تكليف إيساف بمهمة الأمن بالعاصمة كابل وشمال البلاد ثم غربها. وتم توسيع مهام القوات الدولية إلى الجنوب في يوليو الماضي لتفاجأ -بحسب قيادة الناتو- بعنف الهجمات المسلحة التي قتل فيها منذ مطلع العام الجاري نحو 140 جنديا أجنبيا معظمهم أميركيون وبريطانيون وكنديون.وقد وجه القادة الميدانيون نداءات عاجلة لدول الحلف لتوفير المزيد من القوات والمعدات لتنفيذ عمليات عسكرية موسعة، كما أوصوا أيضا بتسريع عمليات التنمية. وحتى الآن لم تكن تنشط بالمناطق الشرقية سوى قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة فيما يسمى عملية الحرية الدائمة. وأكد قائد الناتو بأوروبا الجنرال جيمس جونز توافر الشروط الضرورية للانتقال للمرحلة الرابعة والأخيرة التي ستتضمن وضع 10 آلاف جندي أغلبهم أميركيون تحت قيادة الحلف، لينضمون إلى نحو 20 ألف جندي من 37 دولة. لكن سيبقى بعض الجنود الأميركيين خارج نطاق قيادة إيساف لتنفيذ عمليات خاصة بالمناطق الجبلية لملاحقة مقاتلي طالبان والقاعدة. وتوقعت مصادر الناتو أن يستغرق نقل الجزء الشرقي من أفغانستان من السيطرة الأميركية إلى سيطرة الحلف بضعة أسابيع. في هذا السياق قالت صحيفة (بيلد) الألمانية إن السفير الألماني بأفغانستان هانز أوليش سيدت توقع أن تفقد الحكومة الأفغانية سيطرتها على البلاد في غضون عام أو عامين. ونسبت بيلد إلى السفير في تقرير قدمه لبرلمان بلاده أن الوضع الأمني بأفغانستان قد ينتهي بكارثة ما لم تغير الإجراءات الأمنية المتبعة هناك, وأن جنود الناتو لن ينجحوا في السيطرة على جنوب أفغانستان. ومن المقرر أن يقر البرلمان تمديد مهلة بقاء القوات الألمانية في إطار إيساف مدة عام.من جهة أخرى اعترف الجيش الأميركي بأفغانستان بتصاعد الهجمات المسلحة شرق البلاد قرب الحدود مع باكستان ثلاث مرات رغم اتفاق الحكومة الباكستانية نهاية أغسطس الماضي مع رجال القبائل بإقليم شمال وزيرستان. وقال المتحدث باسم الجيش العقيد جون باراديس، في مؤتمر صحفي في كابل، إن هناك زيادة بالأنشطة المسلحة في المنطقة الحدودية وخاصة ولايتي خوست وبكتيكا.