جولييت عواد أُم التغريبة الفلسطينية في مقابلة معها:
كما تدهشك الفنانة الكبيرة جولييت عواد بأدائها المتميز على الشاشة تدهشك أكثر حين تعلم أنها تمارس الإخراج المسرحي لأهداف تعليمية ، وتدهشك أكثر حين تتعرف على شخصها عن قرب.أحببنا "أم أحمد" والدة القائد في الثورة في مسلسل التغريبة الفلسطينية. وأحببنا "أُم لافي " المرأة القوية القادرة على قول كلمتها في المواقف الصعبة في مسلسل" عرس الصقر"، أحببنا "أم كامل" المرأة الطيبة الشعبية القادرة على دخول كل بيت من بيوت القرية في مسلسل " السقاية" وكرهنا "راشيل" المستوطنة اليهودية القادمة من ركن قصي في العالم لتستوطن بير الحمام بمباركة ودعم انجليزيين في مسلسل "هبوب الريح"، عشرات الأدوار التي أحببنا جولييت عواد فيها واستطاعت باقتدار أن تشدنا إلى شاشة التلفزيون وتملي حضورها علينا عبر أكثر من مائة عمل تلفزيوني ومسرحي ،فنتابعها برغبة وشوق أكيدين ، حتى أصبح اسم جولييت عواد في مسلسل وحده كافيا ليجعل كثيرين منا يتابع هذا العمل.أفكار جريئة يفهمها الصغير ويستمتع بها الكبيرعمّان/ حوار وتصوير : وداد البرغوثي/ نادرة عبد القدوس [c1]ثلاث صحفيات وفنانة[/c]كل ذلك جعل لقاء صحفيا مع هذه الفنانة العريقة - التي حصلت على جائزتين لأفضل ممثلة في مهرجاني القاهرة وتونس- رغبة بل وأمنية نتوق لتحقيقها. وكان لنا ما أردنا، نحن الصحفيات الثلاث وداد ونادرة وصديقتنا حمدة الزعبي زميلة الدراسة والصحفية في وكالة الأنباء الأردنية (بترا).نريد قبل الدخول في المقابلة أن نورد تجربتين سابقتين مع فنانتين عربيتين ربما ليستا بشهرة جولييت عواد : تجربة الصديقة وداد مع فنانة أردنية اتصلت بها في أحد الصباحات بين الثامنة والنصف والتاسعة عرفتها بنفسها وبرغبتها في اقتناص ساعة من وقت ضيق متاح لإجراء لقاء صحفي فقالت لها :" أنا ميتة نعاس ، ممكن تتصلي بعد ساعة ونصف"؟ وفي ذات اللحظة كانت اتصلت بجولييت عواد التي رحبت وحاولت أن تجد وقتا لهذا اللقاء، وتجربة سابقة للصديقة نادرة مع فنانة مصرية سبق لها أن التقت بها في القاهرة . وبعد بضع سنوات حضرت الفنانة نفسها إلى عدن فاتصلت بها الصديقة لترحب بها في بلدها عرفتها بنفسها مذكرة إياها باللقاء الذي أجرته معها في القاهرة فكان ردها: هو انا فاكرة مبارح تعشيت إيه؟[c1]في حضرة جولييت عواد[/c]حددنا الموعد مع الفنانة، لكن مرضا طارئا ألم بالصديقة نادرة اضطرها لتأجيل حضورها إلى عمان فتم الاتصال بالفنانة للاعتذار عن الموعد بسبب الظرف ، ثم حددنا موعدا آخر في بيتها فدعتنا لحضور عرض تعليمي من إخراجها في التاسعة صباحا في المدرسة المعمدانية.تأخرنا لبضع دقائق ونحن نبحث عن المدرسة فاتصلت بنا مرتين أو ثلاثا لتتأكد من وصولنا لأنها أخرت العرض حتى وصولنا .وهناك شاهدنا عرضا مسرحيا من إخراجها نفذه تلاميذ الصف الثاني الأساسي . كان العرض بكل تواضع إمكاناته جميلا . فهو مزيج بين الدروس التعليمية المنهجية والفولكلور الشعبي ، أوصلت من خلاله مجموعة من الرسائل التعليمية والوطنية والقيمية.العروض التعليمية وحدها تستحق موضوعا مستقلا وتجربة تستحق أن تمنح لتعميمها الإمكانات.دعتنا الفنانة لنقضي يوم الجمعة معا لكننا اعتذرنا كوننا سنسافر يوم الجمعة نادرة إلى عدن وأنا إلى فلسطين، لكن جولييت حاولت أن تقنعنا بتأجيل السفر ، تمنينا لو كان ذلك ممكنا. وهنا طلبت منا على الأقل ألا نرتبط بمواعيد أخرى في ذلك اليوم بعد لقائنا معها لنبقى معا أطول فترة ممكنة.[c1]بيتها متحف شعبي[/c]في بيتها"متحفها" الشعبي كان لقاؤنا. البيت الجميل الذي ضمها وزوجها ورفيق رحلتها الفنية الفنان الكبير جميل عواد. نقول البيت المتحف، لأنه هكذا، ففي كل ركن وجدار من البيت تجد ما يؤكد لك هذه الحقيقة. في الصالون الذي ضم لقاءنا نحن الأربعة جولييت والصحفيات الثلاث .. عشرات الصور واللقطات لها أو لجميل من مسلسلات مختلفة. ناهيك عن الجوائز والشهادات التقديرية من مؤسسات مختلفة.وراء ظهورنا تنتظرنا غرفة تزين جدرانها عشرات اللوحات التي تحتاج من مشاهدها لساعات من التأمل ، ثلثها للفنان جميل عواد الذي عرفناه ممثلا قديرا لنكتشف في هذا اللقاء انه فنان تشكيلي لا يقل اقتدرا عن كونه ممثلا. أما اللوحات الأخرى فهي في غالبها هدايا من فنانين عرب أصدقاء.ما يدهش المشاهد أكثر هذا التشبث بأشياء الأهل التي تركوها وراءهم حين رحلوا عن الدنيا، ولو تركت لدى أي شخص آخر لعلاها غبار النسيان وأصبحت ضمن المهملات. لكنها في هذا البيت المدار بحس فني ووطني عاليين تحولت الى تحف فنية وتراثية بكل ما تعنيه هذه التحفة من تاريخ وذكرى. في هذا الركن تجد آلة خياطة يدوية قديمة ، وهناك مكوى على الفحم ، وهنا مذياع قديم يعود من الصنف الذي شاع في الستينات، وأشياء كثيرة أخرى. وفي كل مكان من البيت تجد أشكالا مختلفة من الحجارة والمتحجرات اللافتة للنظر. جمعتها الفنانة من البقاع المختلفة التي يجري فيها تصوير مسلسلاتها، ورتبتها بعناية وحولت الكثير منها إلى شمعدانات وكأنها أسرجه تنتمي إلى العصر الحجري .بيت يشعرك بالألفة، يزيد من هذا الإحساس انك في حضرة فنانين كبيرين طالما شاهدتهما وأحببتهما في عشرات الأدوار. وتبدد جولييت أي شعور بالاستغراب حين تطلب أن نخاطبها باسمها مجردا من أي لقب وتطلب أن تخاطبنا بأسمائنا المجردة، أو تدعونا لمشاهدة أشرطة فيديو سجلت عليها بعض العروض المسرحية من إخراجها وتأليف زوجها. عروض لم نشاهدها من قبل ولم تعرض على الشاشات لأنها رفضت أن تهبط إلى مستوى ثقافة السوق وارتقت إلى النقد الجريء الذي لا تحتمله آذان البعض "المرهفة أو المرفهة".حاورناها ثلاثتنا وكان هذا الحوار: ما الجديد الذي تعده جولييت عواد للمشاهد العربي بعد " التغريبة الفلسطينية"؟إنه " حكايا مدن" وهو ثلاثية من ثلاثين حلقة من تأليف الكاتبة الشابة إيمان سعيد وإخراج نجدت أنزور وهو يحكي حكايا مختلفة ، فكل حلقة حكاية عن موضوع معين.[c1]اعترض ثم قبلني وبكى حدثينا عن جولييت عواد البدايات[/c]في نهاية عام 1967 تقدمت بطلب لبعثة وحصلت عليها وسافرت للدراسة في ارمينيا السوفييتية عام 1968. كانت هناك معارضة شديدة لدراستي للفن خاصة من الوالد.لا ألومه على ذلك. فقد كانت هناك جهات معنية بالتقليل من أهمية الفن وتركز على فنانين قليلي الأهمية. لكن والدي أمام إلحاحي وافق ظنا منه أنني لن أستطيع العيش في بلاد باردة وبالتالي سأعود قبل أن أكمل السنة الأولى.واشترط علي بعد التخرج ألا أمارس التمثيل. وأراد أن يفتح لي مشغل خياطة لأشرف عليه. لكنني قلت له دعني أجرب التمثيل لمرة واحدة.وكان أول عمل لي راس العين ، وأول مسرحية بعنوان "الشحاذين" .على المسرح كنت أمثل لأبي، أريده أن يراني وأن يقتنع. خرجت بعد المسرحية مباشرة لأبحث عنه فلم أجده، ذهبت إلى البيت وجدته جالسا ومفكرا وما أن رآني حتى قال : أنت كبيرة على هذا البلد. و قبلني وبكى .أما الوالدة فلم تعترض ولم تشجع ، كان القرار للوالد. واقتنع اخيرا أن الحرية مسؤولية وأن الإنسان إذا أعطي حرية وكان واعيا لها فإنه حتما سيبدع.[c1] كيف تعرفت على الفنان جميل عواد؟[/c]تعرفت على جميل في مسلسل "راس العين" أول عمل لي.وتربطه صلة قرابة بعيدة بأمي لكن لم أكن رأيته منذ زمن بعيد.وبعدها في مسرحية للأطفال ثم مسرحية الشحاذين ، وأصبح هناك ود وتقارب بيننا. وقد ساهم في تطوير نطقي باللغة العربية وعرفني على فنانين عرب. كانت بيننا نقاط التقاء كثيرة. جميل من المؤسسين للحركة التشكيلية ويعمل في الديكور والتمثيل والتأليف.تزوجنا في خريف عام 1982 بعيد مجازر صبرا وشاتيلا بأيام .أصابتني حالة من الرعب ، لو أنجبت طفلا من سيحميه، قررت عدم الإنجاب في البداية ، لكن مع انتفاضة عام 1987 وحرب العراق أيقظت مشاعر الأمومة في داخلي . لكن لم يعد بالمستطاع. لقد فات الأوان.[c1]أنظف نفسي من الدور جولييت عواد التي أحببناها وكرهناها، أبكتنا وأضحكتنا تبعا لدورها في العمل الذي نشاهده، ما هي علاقتها بالدور نفسه وشعورها تجاه الشخصية التي تلعبها؟[/c]يختلف الأمر من مسلسل إلى آخر ومن دور لآخر. بعض المسلسلات أعشق الدور فيها . وبعض المسلسلات وإن أحببت تمثيل الدور وأديته إلا أنني مع انتهاء العرض أكون بحاجة للتخلص منه بأسرع ما يمكن كدور راشيل في " هبوب الريح " مثلا. فأدخل تحت الدش وأمكث لفترة طويلة تحت الماء لأنظف نفسي.[c1] هل تشترك جولييت عواد في اختيار الدور الذي تلعبه؟[/c]ما يهمني هو العمل ككل وليس الدور، فالدور يسند من قبل المخرج ، إذا كان العمل جيدا ، مسلسل اجتماعي مثلا ورسالته رامية ، أو كان ذا رسالة وطنية أحب العمل فيه ، وأتمنى أن تكون كل الأعمال وطنية، لأن الحس الوطني في داخلنا قل وكذلك حجم الإنساني قل أيضا. بشكل عام يهمني العمل الجيد، فدوري في مسلسل "صلاح الدين " مثلا كان قليل ولكن العمل جيد فقبلت بالدور. إذا أحسست أن الدور يحتاج إلى تعديل معين وأن ذلك أفضل للدور مع والعمل فإنني أتدخل، كما حصل في دور أم كامل في " السقاية" قمت بإصلاح الدور في إطار المسلسل. [c1] لكل فنان خط بياني في عمله ، قد يتناوب فيه الصعود والهبوط ، وقد يحافظ على صعوده وقد يصعد فجأة ويهبط فجأة، كيف ترسم جولييت عواد خطها البياني؟[/c]أحاول دائما ان أحافظ على المكان الذي وصلت إليه إذا توفر المناخ والظرف لتحقيق هذه السوية. وأعتكف إذا لم أجد العمل الذي يحافظ على المستوى الذي وصلت إليه والذي أرضى عنه.أنا مقلة بشكل عام. لا أضع الجمهور في رسمي البياني في الأساس [c1] الفن العربي بشكل عام يعيش أزمة، أزمة الجري وراء السوق ، فما هو موقع الدراما العربية من هذه الأزمة؟[/c]الدراما في الثمانينات كان لها دور كبير، ولكن أي فن بدون استراتيجيات مدروسة ومحكمة يرضخ للآني وما هو مطلوب منه في الحاضر، إضافة إلى توقف المؤسسات الحكومية عن دعم الإنتاج الفني ، وفي هذه الحالة فإن المنتجين هم الذين يضعون المعايير العامة لتكون مقياسا للآخرين.في الآونة الأخيرة أسندت العملية للمنتج الخاص ما أتاح الأمر لكل ما هب ودب وأتيح المجال للربح والخسارة ليكون المقياس.المسلسلات الجيدة يمكن أن تحقق المعادلة الفنية والتجارية في نفس الوقت. فمسلسل التغريبة الفلسطينية مثلا استقطب كثيرا من الإعلانات التي غطت الكثير من التكاليف.الربح يحتاج النص " الأرخص" والممثل الأرخص والمنتج الأرخص، ويصبح البخل في الصرف على الإنتاج هو السمة الغالبة وبالتالي ينتج عملا متدنيا.هناك قضية أخرى هي قضية المسموحات والممنوعات . فالفنان العربي مطالب بمراعاة قائمة الممنوعات وسقف الحريات متدن جدا. الأمور التي تتدخل في حياتنا الفنية ممنوع الكلام فيها إلا في حدود وهذا يؤثر على المسلسل والمسرح. هناك أيضا مشكلة في الدراما العربية وهي مشكلة البحث عن الوجوه الجميلة ، الجديدة والمثيرة. لست ضد الجميل والجديد .لكن المهم أن نراعي كم يحمل هذا الوجه الجميل من العمق والفن والثقافة. [c1] المسلسل، المسرح، المهرجان ، أين تجد جولييت عواد نفسها أكثر؟[/c]اشتركت حتى الآن في أكثر من 90 مسلسلا و7 مسرحيات للأطفال و5 مسرحيات مدرسية و58 في مجال الدراما في التعليم و4 مسرحيات كممثلة مسرح. رغم حصولي على جائزتي أحسن ممثلة في مهرجاني تونس والقاهرة إلاا أنني لم أعد أؤمن بالمهرجانات، ففي يومين تنتهي جهود سنوات كاملة من العمل. التلفزيون لا يصورها.المحكمون في المهرجانات غير نزيهين ، هناك الشللية والمحسوبية. أحب المسرح كثيرا، لكن هناك ضغوطات كبيرة ولا توجد مسارح بمعنى الكلمة.الفرق المسرحية لا تجد الدعم والتلفزيون لا يصورها. عدا عن صعوبة التنقل بالنسبة للمسرح. ولا يوجد تقدير للمسرح. الفرق تحتاج الى مصاريف ، وهذه المشكلة لا يحلها إلا تكوين فرق قومية.نحن بحاجة لإرساء شخصيات مسرحية حقيقية قادرة على محاربة تزوير التاريخ. هذا ما نريده كفنانين.للمسرح أفضلية على التلفزيون من ناحية عدم القطع.فالمسلسل يمكن أن يقطع في لحظة الذروة أو لحظة الصدمة لبث إعلان تجاري وهذا قد يؤدي إلى قطع التأثير، قطع الصدمة. المسرح له تأثير مختلف لذلك يحارب المسرح. المسرح يهيء دور الممثل لتركيز أكبر. حقيقة أن الناس قدموا إلى المسرح خصيصا لمشاهدة مسرحية وانتظارهم ساعة قبل بدء العرض يشكل حالة روحانية.[c1]ليلة دفن الممثلة ج[/c]تصمت جولييت عواد للحظات لتستدعي من ذاكرتها هذه الحالة الروحانية التي تشكلت لديها ولدى جمهورها أثناء عرضها لمسرحية " ليلة دفن الممثلة ج" على مسرح سيد درويش في مصر:ثم تتابع : خلال الثلث الأول من المسرحية لم تكن هنالك أية همسة في القاعة . شعرت بخوف إذ تهيأ لي أن القاعة خالية من المشاهدين. وفي منتصف المسرحية كان هناك مشهد يبدو أن جميل ( وتقصد جميل عواد) صممه خصيصا أنفعل فيه وأرمي الدف ، وهنا هاج الجمهور بالتصفيق.في المسرح يجري تقديم أفكار جريئة يفهمها الصغير ويستمتع فيها الكبير.أجلي الأواني وأنا أحفظ دوري ، أطبخ وأنا أحفظ دوري أنظف البيت وأنا أحفظ دوري.[c1] سمعنا أنك جرحت خلال تصوير مسلسل التغريبة ، كيف تم ذلك؟[/c]حين خرجنا من فلسطين، وكنا نركض تعثرت قدمي في مكان مظلم وكان خالد تاجا ورائي فتعثر هو الآخر وسقط فارتطمت يده بوجهي مما أدى إلى كسر في الفك وارتجاج في الدماغ. شعرت بدوار شديد وألم حاد، وعولجت لبضعة أيام.في ختام لقائنا مع الفنانة الكبيرة أحضرت لنا أشرطة الفيديو لنشاهد بعضا من أعمالها المسرحية المشتركة مع زوجها الفنان جميل عواد، لكن صديقتنا حمدة الزعبي التي كان عليها أن تصل بلدها الرمثا لم تستطع البقاء معنا فاضطرت للاعتذار، وهنا أصرت جولييت على توصيلها إلى أقرب مكان تستطيع أن تستقل منه المواصلات فيما بقينا نحن نشاهد مسرحية " حلم مسرح" التي تؤكد ما قالته حول " الأفكار الجريئة التي يفهمها الصغير ويتمتع بها الكبير" فتدهشنا بهذه الجرأة مرة أخرى. نودعها بعد خمس ساعات من اللقاء الذي لم يفقد حرارته حتى اللحظة الأخيرة فتصر على توصيلنا من بيتها في مرج الحمام إلى الفندق الذي نقيم فيه في العبدلي لتترك في نفوسنا أثراً لا يمحى ونشعر أننا لم نكن في لقاء عادي البتة ، بل أحسسنا أننا نودع شخصا نعرفه منذ أمد بعيد ليس على الشاشة فحسب بل كأننا عشنا معا فترة طويلة.