كابول / وكالات: أعلنت القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) حاجتها لمزيد من الجنود العام المقبل، مع تزايد هجمات حركة طالبان وتعهدها بمواجهة تلك القوات خلال فصل الشتاء. وقال قائد القوة الدولية الجنرال ديفد ريتشاردز إنه سيكون قلقا إذا تسلم خلفه العام القادم مهماته بالعدد الحالي من الجنود، مضيفا أن زيادة تلك القوات "ليس لأننا سنكون بالضرورة مهددين ولكن لأن الأمر يتطلب الاستفادة من النجاحات التي حققناها هذا العام". وأوضح ريتشاردز في مقابلة مع (BB) في رده على سؤال حول وجود 32 ألف جندي حاليا في أفغانستان، أن هناك حاجة إلى "المزيد من الجنود من أجل الشتاء للقيام بما يتوجب". وكان قائد (إيساف) صرح الشهر الماضي بأن عدد قواته لا يكفي لتحقيق نصر في الأشهر الستة القادمة، وأضاف أنه "من الممكن إقناع سكان هذا البلد بأننا نقوم بإحراز تقدم فعلي مع تحسين بعض الأمور بشكل جوهري". وكانت دول الحلف الأطلسي تعهدت في ختام قمتها في ريغا أواخر الشهر الماضي بتوفير القوات والموارد والمرونة اللازمة لإنجاح مهمة الحلف المتعثرة في أفغانستان. وتأتي تلك التطورات فيما تبنت حركة طالبان أول من أمس مسؤوليتها عن الهجوم الذي أودى بحياة سبعة أفغان منهم أميريكان في هجوم انتحاري في ولاية قندهار الجنوبية وتعهدها بتصعيد هجماتها ضد القوات الأجنبية. وأفاد مسؤولون بأن مهاجما انتحاريا فجر نفسه خارج مكتب شركة (USPI) الأميركية للأمن التي تعمل على توفير حراس لحماية الشركات الأجنبية العاملة في الإقليم. من جانبها قالت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية ومقرها باكستان إن المهاجم فجر نفسه بين حشد من الأشخاص كانوا بانتظار توجههم إلى العمل. كما نقل عن موظف في الشركة قوله إن بين القتلى رئيس مكتب الشركة وهو أميركي. ويأتي الهجوم بعد يومين من مقتل ثمانية أشخاص بانفجار سيارة مفخخة في موكب للقوات البريطانية التابعة لحلف الناتو بقندهار. وقد أعلنت حركة طالبان أيضا مسؤوليتها عن ذلك الهجوم. وفي سياق آخر أجرى أمس في كابل وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمود قصوري محادثات تركز على مواجهة حركة طالبان ومسألة المجالس القبلية التي اتفق البلدان على تشكيلها. وتأتي زيارة المسؤول الباكستاني وسط اتهامات من مسؤولي المخابرات الأفغانية بأن إسلام آباد مازالت تدعم طالبان وتحذيرات بتقديمها ملجأ آمنا لعناصرها. يشار إلى أن القتال الذي تشهده أفغانستان هذا العام هو الأسوأ منذ أن أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بنظام طالبان عام 2001م حيث قتل نحو أربعة آلاف شخص ربعهم من المدنيين، وتقع أعنف المعارك في الجنوب والشرق اللذين يحدان باكستان وهما منطقة النشاط العسكري الرئيسية لطالبان.