شذرات شبوانية عابقة بأريج التاريخ والوثوب المستقبلي
شبوه
علي عبدربه غزالمحافظة شبوة تعد من أجمل محافظات الجمهورية اليمنية وأعرقها حضارة فإلى جانب توسطها الإقليم اليماني فقد حباها العلي القدير طبيعة خلابة ومناخات متعددة فهي تتميز بالروابي الزراعية الخصبة لمختلف صنوف الحبوب والخضار والفواكه بما يمكنها لتكون السلة الغذائية لليمن ودول الجوار فضلاً عن شواطئها الذهبية الجميلة وآثارها التاريخية الموشاة بعمق تاريخها الحضاري وترواثها النفطية والغازية الغزيرة فضلاً عن ما تختزنه في باطنها من ثروات طبيعية تبشر بخلق نمو اقتصادي وتنموي ذي آفاق ازدهارية لكافة أبناء و الأرض اليمانية المعطاء وعطاء وبسالة أبنائها.ولان المحافظة تتميز بتعدد المناخات الطقسية الرائعة الأمر الذي انعكس على سلوكيات أبناء هذه المحافظة وما تتميز به حالياً من هدوء واستقرار وسكينة وسؤدد تجسد في حراك تنموي مفعم بالتفاعل الايجابي النشط والحراك الجماهيري والانتعاش المعيشي لأبناء هذه المحافظة -البكر-ذات الآمال التطويرية المستقبلية الذي بدأت ملامحه الانتعاشية تعم مختلف القرى والمدن الشبوانية.وقد اثبتت العديد من الدراسات أن الإنسان قد وجد بها منذ أكثر من أربعين ألف عام واستقر في جوانب أوديتها وشيد على جوانبها عواصم تاريخية لثلاث ممالك يمنية قديمة ولازالت آثارها ماثلة إلى اليوم في جغرافية شبوة الحالية التي تتكون من سبع عشرة مديرية تحكي للزائر مدى عمق الحضارة القديمة من مدن أثرية ومعابد وسدود وقنوات ري ونقوش ومخربشات وأشياء أخرى مما خلفته الحضارة القديمة لليمنيين في هذه المحافظة العريقة بماضيها وحاضرها.مديرية عرما تعد حاضرة مملكة حضرموت واهم المدن الأخرى التابعة لها هجر البناء وهجر بريرة وهجر نقب الهجر ونقوش العقلة وغيرها من النقوش التي مازالت آثارها ماثلة في مديرية عرما الصحراوية شمال “ عتق” عاصمة المحافظة..قتبان عاصمتها تمنع هجر كحلان وهجر بن حميد ذات غليم وهجر حنو الزير اهربيت وهجر الكحيلة وهجر ذهبا وغيرها من المعالم التي تتواجد في مديريات عسيلان وبيحان وعين غرب عاصمة المحافظة بالإضافة إلى مملكة اوسان التي تشير معالمها إلى إنها قد وجدت في وادي مرخة وتعد حالياً مرخة السفلى ومن آثارها هجر أبو زيد والأبيض وهجر لجية وهجر طالب وغيرها من المواقع التاريخية الهامة بهذه المديرية والمناطق الأخرى المجاورة لها جغرافياً والتي توالت اعمال التنقيب الأثرية للبحث عن الآثار والمعالم الهامة بها في بداية العام 1975م انطلاقاً من مدينة شبوة القديمة التي شهدت أول عملية للبحث عن الآثار من قبل البعثة الأثرية الفرنسية بالإضافة إلى ما قامت به البعثة الروسية اليمنية في العام 1984م من تنقيب عن الآثار في ميناء قنا بمديرية رضوم.وفي العام 1999م بدأت أعمال تنقيب أخرى في المواقع التاريخية لشبوة خصوصاً في مدينة تمنع القديمة بمديرية عسيلان من قبل البعثة الايطالية الفرنسية ..وأخرى البعثة الألمانية للتنقيب في العديد من المواقع ومنها هجر أبو زيد حيت توقفت هذه البعثة عن اعمال التنقيب آنذاك.. وتعد هذه المحافظة غنية بالآثار التاريخية الهامة للحضارة اليمنية القديمة.. ولمتاحف شبوة باع لا يستهان به في الحفاظ على العديد من القطع الأثرية الهامة التي يمكن أن يشاهدها الزائر في متحف (عتق)و(بيحان).[c1]عتق عاصمة المحافظة[/c]مدينة “عتق” هي عاصمة شبوة والمركز الرئيسي التجاري لكل المديريات السبع عشر الغربية والشرقية وهي بيحان، عين، وعسيلان، ولضاب، والصعيد، وحبان، وميفعة، ورضوم، والروضة، ومرخة، السفلى، ومرخة العليا، وحطيب، وجردان، وعرما، والطلح، ودهر، وهذه المديرات واسعة المساحة الجغرافية وبها قائمة طويلة من الوجهات السياحية والمعالم الأثرية والتاريخية والشعبية التي لا يكاد تخلو مساحتها الصحراوية والساحلية منها إما المدن الرئيسية في عواصم المديريات فتزخر بالعديد من المقومات الاستثمارية في كافة المجالات الملائمة لانطلاق العمل الاستثماري والتجاري في مخلف الاتجاهات ويعد القطاع السياحي الأكثر جذباً أمام فرص الاستثمار للمستثمرين من خلال بناء المواقع الترفيهية والفنادق والمنتزهات والمتنفسات العامة وبناء المشاريع العقارية الصغيرة التي يزداد الإقبال والطلب عليها من قبل المجتمع المحلي بشكل يومي ولعلنا نلحظ اليوم أن مستقبل المحافظة يبشر الجميع بالخير خصوصاً وان هناك رغبة من قبل رجال أعمال ومستثمرين للاستثمار في العديد من المجالات الصحية والنفطية والتعليمية والسياحية العلاجية في المناطق التي تجذب الزائر إلى المتعة والاسترخاء مثل مديرية رضوم التي توجد بها المياه الصحية العلاجية الحارة والتي تعتبر مفيدة لكثير من الأمراض الجلدية والأعصاب.وقد أثبتت العديد من الدراسات استفادة الجسم من هذه المياه الكبريتية الساخنة التي تتدفق من مرتفعات الجبال وتعود منتجعات رضوم للمياه الساخنة إلى حقبة زمنية قديمة لقد خطت شبوة خطوات كبيرة باتجاه المستقبل وخاصة منذ توحيد الوطن في 22 مايو 1990م خصوصا في مجال التنقيب عن المشتقات النفطية واستكشاف النفط والغاز في العديد من المربعات الصحراوية وتشير العديد من مؤشرات التنقيب والاستكشاف الجيدة إلى ان هناك بوادر طيبة في هذا الاتجاه وقد بدأ النفط يضخ من الآبار التي تم اكتشافها بكميات تجارية وهذا بفضل جهود باني الوطن فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدا لله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله الذي أولى أهمية كبيرة في البحث عن النفط وعمل جاهداً على استدعاء العديد من الشركات الأجنبية لخوض المنافسة في مجال استكشاف النفط والغاز في هذه المحافظة بما يعود بالخير الوفير على بنية المجتمع المحلي.. ولعل شبوة تواصل مشوار التطور والتقدم حين استطاعت تأسيس كلية للنفط والمعادن 1996م لتحتضن الشباب من أبناء المحافظة والوطن جميعاً لغرض التعليم الأكاديمي لتحتضن الشباب فمن أبناء المحافظة والوطن جميعاً لغرض التعليم الأكاديمي العلمي التخصصي في مجال النفط والمعادن والهندسة المعدنية، والتي تعد حالياً مجهزة بالعديد من النظم الحديثة والتي تمكن الدارسين من استيعاب العديد من المعارف في مجال التقنية والمعلومات الجيولوجية الهندسية والتي سبق وان تخرج منها العديد من الكوادر والكفاءات الشابة الدين يعملون حالياً في حقول النفط والغاز.إضافة إلى كلية التربية التي تأسست عام 1993م ولتي تتبع جامعة عدن وهي صرح تعليمي شامخ يخطو نحو المستقبل من خلال تأهيل كوادر شابة قادرة على العطاء والإبداع الثقافية وتلقين المجتمع المزيد من المعارف الهامة التي أساسها بناء الإنسان وتنمية قدراته بالمزيد من المعارف والمعلومات التي تخدم واقع التنمية والتطوير الاجتماعي والتعليم العالي للشباب بسهولة ويسر ولعل مديريات المحافظة تزخر بالعديد من المدارس الأساسية والثانوية ومعاهد العلوم الصحية والفنية، ولعلنا جميعاً ندرك التطور الملموس الذي طرأ على المشهد الثقافي والإبداعي الفني لأبناء المحافظة وذلك من خلال أدراك الشباب بمسئولية ارتباط الإبداع بتراب الوطن وارض المبدع من وحي الانجازات التي تحققت لهم مواكبة للعصر الحديث المتطور بنظم المعلومات. [c1]تطور وتحديث[/c]وإذا عدنا إلى أهم ماتم تحقيقه من منجزات تنموية مهمة فإنه قد لا يتسع لنا المجال لسردها الآن.. ولكن هناك شواهد شامخة للعديد من المنشآت الهامة التي تم انجازها في ظلال السنوات الماضية وأهمها المركز الثقافي لمحافظة شبوة الذي يحتوي على مكتبة عامة تعد منارة حقيقاً للثقافة والمبدعين ومرجعاً لكافة الشباب والقراء الذين يترددون عليها بشكل يومي كونها تحتوي على أكثر من 5000 عنوان وهناك منجزات أخرى شامخة وتعد حديثة هندسياً منها ديوان المحافظة ومبنى الزراعة ومنشآت فروع البنوك ومحكمة الاستئناف والنيابة والمعهد الصحي والفني ومبنى الرعاية الاجتماعية والتربية والتعليم وغيرها من المنجزات الأخرى التي تحققت لأبناء هذه المحافظة في العهد الوحدوي.. وعتق عاصمة المحافظة تعد من أفضل المدن في الجمهورية من حيث التخطيط العمراني الهندسي الحديث المنظم في الشوارع الفرعية والعامة .. ولأبناء شبوة باع كبير في النضال والدفاع عن الثورة والتضحية منذ قيام ثورة 26مايو 1990م والدفاع عن الوحدة وقد حازت محافظة شبوة على وسام 22 مايو من الدرجة الأولى وذلك عرفاناً بالدور البطولي لأبنائها في النضال الوطني الشريف للدفاع عن حياض الوطن على مدى التاريخ المعاصر ولعل الكثيرين من أبناء شبوة حائزون على أوسمة الشرف والنياشين في ميدان البطولة والاستبسال في الدفاع عن الثورة اليمنية والوحدة المباركة.لقد سادت أيام زمان المجتمع الشبواني العديد من المعتقدات الشعبية الخاطئة والتي سنجدها اليوم قد بادت وانتهت بحكم انتشار التعليم والثقافة العلمية التي استحدثها الإنسان من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وإذا أعدنا النظر لنطلع على المعتقدات الشعبية للقبائل اليمنية والعربية أيام زمان سنجدها كثيرة.. ولكن العلم والتعليم والثقافة والمعرفة قد أنهت مثل هذه المعتقدات إلى غير رجعة.لقد لفت انتباهي بعض الحكايات التي سردها لنا عدد من الركاب في السيارة الأجرة أثناء تنقلنا مابين عدد من المديريات وذلك عندما أبدى احدهم تخوفاً أثناء الرحلة حين بدأ يحس “ برفيف جفن عينة” وهو ما يقال انه ينذر بحدوث مكروه وآخر قال: أن اعتراض الأرنب للمسافر في الطريق أثناء الليل نذير شؤم ويجب أن يحذر سائق المركبة على الركاب من حادث “لعين حاسد” وآخر قال انه يتشاءم من “ عواء الكلب أو الثعلب” في قريته الريفية باعتباره كذلك نذير شؤم بقدوم مكروه.. وقال احدهم أن الهدهد عندما يطلق صوته الصباح في القرية يعني تباشير بقدوم الخير والمطر.