بعد تكرار حوادث القرصنة التي تعرض لها الصيادون اليمنيون
المكلاء / عبدالكريم الجابري :بلغ عدد حوادث القرصنة والاعتداءات على الصيادين قبالة سواحل محافظة حضرموت والمبلغ عنها بشكل رسمي إلى الجهات المعنية في المحافظة خلال النصف الأول من شهر أبريل الجاري أكثر من سبع حوادث واعتداء قام بها قراصنة صوماليون.ووقعت تلك الحوادث بحسب بلاغات الصيادين والجمعيات السمكية في المياه الإقليمية للجمهورية اليمنية والبعض منها خارج المياه الإقليمية أي في مسافات تتراوح بين 50 إلى 120 ميلاً بحرياً قبالة سواحل حضرموت وتقدر خسائر الصيادين بآلالف الدولارات إلى جانب خسائر أخرى سببها امتناع الصيادين عن ممارسة عملهم اليومي الأمر الذي انعكس بشكل واضح على أسعار الأسماك في أسواق المحافظة التي قفزت إلى أضعاف قيمتها الأصلية.وأمام هذه الظاهرة الخطيرة التي أضرت بصيادي المحافظة وانعكست سلباً على الواقع المعيشي لهم وامتناعهم عن ممارسة عملهم خوفاً على حياتهم وممتلكاتهم، وانعكاسها على واقع المحافظة سواء من خلال إثارة الذعر أو بارتفاع أسعار الأسماك كان لابد على السلطة المحلية في المحافظة والجهات الرسمية المعنية التحرك سريعاً لمعالجة هذا الوضع الطارئ من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات الهدف منها عودة أجواء الطمأنينة والسكينة للصيادين وممارسة أعمالهم بشكل طبيعي واعتيادي.ومن أجل التعرف على طبيعة هذه الأجواء الطارئة والإجراءات المتخذة لمعالجتها من قبل السلطة المحلية والجهات ذات العلاقة التقينا الأخ / عمر سالم قمبيت رئيس فرع الاتحاد التعاوني السمكي بمحافظة حضرموت الذي أعطى تفاصيل لتلك الحوادث والإجراءات المتخذة: المكلا - عبدالحكيم الجابري:استهل الأخ / عمر قمبيت رئيس الاتحاد التعاوني السمكي بحضرموت حديثه بالقول: “القرصنة قضية خطيرة وهي معاناة تعاني منها مختلف محافظات الجمهورية وليست قضية محددة في محافظة حضرموت .. وهناك جملة من الإجراءات المتخذة من قبل الجهات المعنية لمعالجتها ونرفض رفضاً قاطعاً استغلالها من قبل أي جهة حزبية بغرض تسييسها لأن ذلك لايخدم مصلحة الصيادين والعمل التعاوني السمكي”.وعن حوادث القرصنة التي تعرض لها صيادو المحافظة قال الأخ عمر قمبيت إنهم تلقوا خلال الفترة الماضية لشهر أبريل الجاري عدة بلاغات من صيادين أفادوا أنهم تعرضوا لأعمال قرصنة من قبل قراصنة صوماليين في عدة مناطق وعلى مسافات مختلفة قبالة ساحل المحافظة وكان أخطرها ما تعرض له أحد (العباري) قبالة ساحل الضبة وقارب آخر بالقرب من جزيرة عبدالكوري حيث تعرضوا للنصب تحت التهديد بقوة السلاح والاستيلاء على وسائل الاصطياد وقوارب اصطياد خفيفة وأجهزة اتصال ومبالغ مالية كانت بحوزة الصيادين.وعن الإجراءات المتخذة بعد تلقي تلك البلاغات أوضح الأخ / رئيس الاتحاد التعاوني السمكي بحضرموت أنهم بعد تلقي بلاغات الصيادين مباشرة دعوا إلى عقد لقاء شامل في مقر الاتحاد التعاوني بالمكلا شارك فيه جميع قيادات الجمعيات السمكية بالمحافظة تم فيه تدارس الأوضاع وبعد مناقشات مستفيضة ومسؤولة اتفق المجتمعون على تشكيل لجنة برئاسة رئيس فرع الاتحاد التعاوني وعضوية كل من رئيس جمعية صيادين المكلا ورئيس جمعية صيادي الشحر ورئيس جمعية العباري، وقد باشرت اللجنة مهامها بعد الاجتماع الطارئ بمتابعة القضية والتواصل مع الجهات المعنية في المحافظة والعاصمة صنعاء ومن المقرر أن تقدم اللجنة تقريراً كاملاً عن متابعاتها إلى الاجتماع الموسع الذي سيعقده فرع الاتحاد في مقره بالمكلا صباح الاثنين 21/ 4/ 2008م وبصفته رئيس لجنة المتابعة المنبثقة عن الاجتماع الطارئ لقيادات العمل التعاوني السمكي بالمحافظة أوضح الأخ / عمر سالم قمبيت رئيس الاتحاد التعاوني السمكي بحضرموت أن اللجنة قد أجرت عدة لقاءات مع عدد من الجهات الرسمية بالمحافظة بهدف الوصول إلى حل لهذه القضية الخطيرة ومنها: عقد لقاء مع الأخ / العميد / أحمد محمد الحامدي / مدير عام أمن المحافظة بحضور مختلف رؤساء الجمعيات السمكية بالمحافظة وتم خلاله استعراض الوضع الأمني في سواحل المحافظة ومنها حوادث القرصنة والنهب وأعمال التهريب بصورة عامة وقد خرج اللقاء بقرارات مهمة منها تعزيز الحراسات الأمنية في جميع المواقع المخصصة لرسو قوارب الصيادين والإبلاغ الفوري عن المخالفات الأمنية والإبلاغ عن حوادث التهريب في سواحل المحافظة وسرعة معالجتها من قبل قوات الأمن وخفر السواحل.وعقدت اللجنة خلال الأسبوع الماضي لقاء آخر مع قائد المنطقة العسكرية الشرقية بحضور الأخ / على أحمد بن شباء رئيس الاتحاد العام حيث قدم أعضاء اللجنة صورة عن المخاطر التي يتعرض لها صيادو المحافظة جراء حوادث القرصنة والنهب التي يتعرضون لها من قبل القراصنة الصوماليين، ومن جانبه تعهد قائد المنطقة العسكرية الشرقية بتقديم كل ما يمكن تقديمه لحماية الصيادين اليمنيين والحفاظ على أجواء الطمأنينة والسكينة من جميع سواحلنا بما يأمن حياة طبيعية للصيادين مؤكداً على أنه سيرفع كل ما تم شرحه إلى القيادة العليا في وزارة الدفاع وطلب منهم أيضاً تقديم تقرير مفصل عن مجمل حوادث القرصنة التي وقعت وتتويجاً لتلك الخطوات شاركت اللجنة المكلفة في دورة المجلس المحلي للمحافظة التي اختتمت منتصف الأسبوع الماضي حيث تم الوقوف أمام هذه القضية الخطيرة وبعد مناقشات مطولة بين اللجنة وأعضاء المجلس المحلي تم الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة عليا برئاسة الأخ / عوض عبدالله حاتم وكيل المحافظة لشؤون مديريات الساحل وعضوية الأخوة صالح العمقي عضو الهيئة الإدارية بالمجلس والعميد أحمد الحامدي مدير عام أمن المحافظة وعبدالرحمن باشراحيل مدير عام مكتب الثروة السمكية والرائد سلطان جابر، قائد قوة خفر السواحل والدكتور / محمد المشجري عميد كلية البيئة عضو المجلس المحلي إلى جانب لجنة المتابعة المشكلة من القيادات التعاونية وقد باشرت اللجنة مهامها المتمثلة في المتابعة وتعويض الصيادين المتضررين وفي اجتماعها الذي عقدته نهاية الأسبوع الماضي اتخذت اللجنة القرارات التالية:1 - تكليف الاتحاد التعاوني السمكي برفع تقرير تفصيلي عن الأضرار التي لحقت بالصيادين الذين تعرضوا لأعمال القرصنة.2 - توجيه خطابين إلى كل من الأخوين / رئيس مجلس الوزراء ووزير الثروة السمكية لإبلاغها بشكل رسمي والتوضيح لهما حول تلك الحوادث ومطالبتهما باتخاذ الإجراءات اللازمة.3 - الإسراع في تشغيل شبكة الاتصالات اللاسلكية للصيادين بصورة عامة.4 - إيقاف جميع التعاملات مع القوارب الصومالية وعدم تموينها بالمحروقات والمياه والمؤن الأخرى حتى يتم التوصل إلى حل نهائي لهذه المشكلة.5 - إيجاد المزيد من الحماية للصيادين اليمنيين العاملين حول أرخبيل جزيرة سقطرى.6 - تكثيف الدوريات من قبل خفر السواحل والقوى الأمنية الأخرى.7 - تفعيل اللائحة الخاصة بالاصطياد البحري التقليدي ومحاسبة المخالفين لها.8 - تفعيل دور الإرشاد السمكي.وقررت اللجنة عقد لقائها القادم في المكلا نهاية الشهر الجاري وفي ختام حديثه للصحيفة أوضح الأخ / عمر سالم قمبيت رئيس الاتحاد التعاوني السمكي بحضرموت إن لجنة المتابعة التي يرأسها والتي شكلها الاجتماع الطارئ للقيادات التعاونية السمكية قد التقت في وقت سابق من هذا الشهر بعدد من الوكلاء والتجار الصوماليين الذين يعملون في المكلا وتم تدارس قضية القرصنة التي يتعرض لها الصيادون اليمنيون من قبل عدد من القراصنة الصوماليين حيث عبر هؤلاء التجار عن استنكارهم لمثل تلك الأعمال وأبدوا استعدادهم للتعاون مع الجانب اليمني للحد من هذه المشكلة متعهدين في الوقت نفسه بملاحقة مرتكبي تلك الأعمال وتقديم المساعدة للجهات اليمنية وتقديم المعلومات الكفيلة بالوصول للجناة.وأشار الأخ قمبيت إلى أن حوادث القرصنة قد تلاشت وعادت الأمور إلى طبيعتها وعاد الصيادون إلى البحر من جديد خاصة بعد نجاح عملية تحرير اليخت الفرنسي الذي تعرض للقرصنة بداية الشهر الحالي.