قصص قصيرة
[c1] انتظار[/c]راوغته على قلبها حتى العطش.. قالت:- متى تقتلني؟- عندما تزهر في حدائق صدرك أعشاب عمري.- ومتى يكون ذلك والمواعيد جفاف إثر جفاف؟- عندما يشرب عشبي من سراب غيمة تاهت في صحارى الذكرياتحلقت المرأة طائرا أزرق تمتطي شراع قلبها تبحر في موج الهواء.. تبحث عن ازرق ماء، فيما وقف الفتى يشرع سيف الوقت بانتظار جنية مراوغة يولمها لصغار الطيور المحاصرة في صدره تلعق شهيقا وزفيرا، وتذرف دموع انتظار..وعن سفر الانتظار في غزوات الأمير، جلست الجدة مع أحفادها حول مجمرة النار في ليل تشرين، حدثتهم عن أميرة خطفتها جنية العطش وطارت بها إلى سراب الغيم، وعن أمير سيقتلها حبا ويموت..سأل حفيد :- متى تهبط الأميرة يا جدتي- عندما يذرف الأمير دمع المغفرة مع أول برق يعقبه مطر..[c1] إشارة خضراء[/c]أوقفتني الشرطية عند الإشارة الخضراء، وطلبت أوراقي.. قلت:- التوقف هنا يعطل السير يا سيدتي- ولو.. فشلت أكثر من مرة في القبض عليك عند الإشارة الحمراء!!- أنا امتثل أمام الإشارة الحمراء كل مرة!أمرتني بمغادرة السيارة، وأخذت تفتش في الأوراق.. متوجسة سألت:- هذه رخصتك؟- نعم رخصتي- ما اسمك- المنسيفجأة تحركت السيارة في وغابت بين سيل السيارات على الطرق.. ووقفت الشرطية مندهشة من سيارة تسير بلا سائق.. هتفت:- أنت مقبوض عليك بتهمة التجسس وخرق القانون- وما دليلك يا سيدتي.. سقطت مغشيا عليها، وبقيت حتى اللحظة أحاول إفاقتها، حتى نكمل الحكاية عن رجل وظله يتناوبان على قيادة سيارة بيضاء، في مدينة امرأة خضراء..!![c1] صفحة من كتاب الورد[/c]كان الوقت يزحف نحو الغروب، والشمس تنشر ضفيرتها شلال من ذهب، صعد الفتى على ربوة وتعلق بخيوط الضفيرة، فسحبته الشمس، حتى صار في حضنها، قبلته بين عينيه وقالت:- تمنى يا فتى أجبكَ- زوديني بما يجعلني لا أنساها في ليلي ونهاريرقت الشمس لحاله ونزعت من كبدها جذوة أودعتها صدره وهمست: - جذوتي تزود العاشق بالدفء ولا تحرقه، اهبط يا فتى هي بانتظارك.هبط وسكن بين عيني فتاته فرأى وجهه مطبوعا على مراياها..قالت: - ارسم على شفتي قرنفلةقبلها، فتوهجت وصارت امرأة برتقالة ناضجة بلون الشمس.. هتفت:- أي سر فيكَ يا فتى!!أخذها إلى عين قلبه.. قال:- سري هناورقصا حد الاشتعال وقبل الاحتراق وما زالا يرقصان!![c1]شرنقة الحرير[/c]حدثته عن عباءتها الحريرية السوداء الشفافة، وأنها تلبسها فوق ثوب قطني، فيتموج جسدها على إيقاع يستثير فيها شهوات غافية منذ آلاف السنين.. قال:- أنت شرنقة الحريرضحكت على دلال، فرأى خيوط الحرير تنزلق على لحمها البض، تتماوج مع لهثها، تصبح عباءة، صارت العباءة شرنقة تسكنها امرأة تمارس البهاء.. قال:- هل تجربي العري داخل العباءةفعلت فاختلط عليها، من ينشر فيها الدفء حتى الخدر.. ملمس الحرير، أم أنفاس رجل اخترق الغيم واخذ يراقصها على وهج القمر..