الشانزلزيه
الشانزلزيه أحد شوارع باريس في فرنسا، و سحر الشانزليزيه لا يكمن في سعة شوارعها، او المشاهير الذي مروا عبرها ولكن بسبب كونها ساحة تجمع كل الثقافات دون تفريق.لا عجب اذا كان الفرنسيون يعتبرون جادة الشانزيليزيه اجمل شارع في العالم فلان هذه الجادة الرائعة التي تمتد من ساحة كونكورد «ساحة التعاضد» المطلة على حدائق متحف اللوفر الى قاب قوس النصر اي على امتداد آلاف الامتار هي فريدة من نوعها في العالم.ولا تتمتع الجادة بتلك السمعة لكونها واسعة جدا حيث يزيد عرضها على 71 مترا «فجادة فوش المقابلة لها تزيد على 120 مترا» ولا لكونها تحفل بتاريخ غني بالاحداث اذ سار عليها ملوك واباطرة فرنسا ومن ثم الزعيم النازي أدولف هتلر الذي احتل باريس والجنرال شارل ديغول الذي حررها بل لانها وقبل كل شيء تعتبر ملتقى السائحين من كل اقطار العالم يفدون اليها للتنعم بجمالها والتنزه على جوانبها. حين تسير في تلك الجادة الواسعة الرحبة والجميلة تسمع كل لغات الارض ينطقها بشر من جميع الاجناس، وتعتبر الجادة مكانا مميزا وهو يعد من أجمل واجهات باريس العديدة.ولا تخلو الشانزليزيه من دور العرض السينمائية والمسارح والمصارف ومكاتب شركات الطيران ومعارض بيع السيارات الفاخرة.ونظرا لأهميتها فإن اشهر محلات بيع الاسطوانات الموسيقية ومحلات العطور اتخذت لها أماكن مميزة فيها، أما بيوت الأزياء الكبرى فاختارت الجادات والشوارع القريبة والمتاخمة للشانزليزيه مكانا لها.وبعيدا عن الجمال والموسيقى فالجادة تعتبر محل المظاهرات الرسمية والشعبية بالدرجة الاولى ففيها يقام العرض العسكري السنوي تخليدا لذكرى سقوط سجن الباستيل في 14 يوليو 1892، وفيها تنتهي كل عام جميع المظاهرات الرياضية الكبرى »كسباق الدرجات وماراثون باريس» وفيها أيضا يلتقي الفرنسيون للاحتفالات الشعبية.باتت اليوم جادة الشانزيليه في ابهى حلة لها اذ اصبحت تتضمن كل ما يحتاجه السائح فيها ومن اية طبقة اجتماعية كان من فنادق بمختلف الدرجات ومطاعم سريعة الى مطاعم راقية مرورا بأفخم المحلات التجارية بالاضافة الى مواقف سيارات حديثة. كما تلبي شوارع وأزقة جادة الشانزيليزيه رغبات جميع مرتاديها وبلغاتهم حيث يعمد أصحاب المحال والمقاهي الى تشغيل من يجيدون اللغات المختلفة وبالذات الانجليزية والعربية واليابانية وغيرها.ورأت جادة الشانزيليزيه النور عام 1616 حين أنشأت الملكة ماري دي مديسيس وهي من اصل ايطالي طريقا واسعا وكبيرا محفوفا بالاشجار بهدف تأمين التنزه للناس وهم في عربات الخيل فيها. وبعد ان أشرف على اعادة تشجيرها الخبير في الحدائق الملكية لونوتر عام 1667 حيث ضاعف من عدد اشجارها على صفين منتظمين ومتواصلين من كل جهة اتخذت اسم الشانزيلزيه عام 1709.مع ذلك بقيت هذه الجادة وطيلة القرن الثامن عشر شارعا يؤمه الناس بالعربات في النهار ويتحول في الليل الى مكان موحش ومخيف لا يتجرأ الكثير على المرور فيه ولم يكن فيه سوى بعض المباني التي يقارب عددها عدد اصابع اليد.