إعداد/ د. زينب حزام في دولة قتبان شواهد أثرية ومخطوطات تاريخية تؤكد وجود آثار عظيمة للملك مكرب يدع أب ذيبان بن شهر في العديد من النقوش الأثرية التي تساعدنا في الدخول إلى هذا العالم الغامض المعبق برائحة التاريخ وسحر الأساطير تعريفاً بعظمة حضارة دولة قتبان اليمنية. تدل التقنيات على أن مدينة قتبان تضرب بجذورها عميقاً في أغوار التاريخ القديم فقد اكتشفت فيها آثاره تعود إلى منتصف القرن الرابع قبل الميلاد. لكن بداية ازدهارها تعود إلى القرن الخامس ق.م وذلك بفضل حكامها الأقوياء وتوسع نفوذها في عهد المركب يدع أب ذيبان بن شهر في القرن الثاني قبل الميلاد. ومنذ ذلك الحين إن مرحلة نوعية جديدة في تاريخها ، وأصبحت تشغل مركز الصدارة في النهضة العلمية الدينية والدنيوية التي شهدتها دولة قتبان الممتدة من باب المندب حتى ما وراء عدن إلى الشرق وتبين اغلب النصوص الطويلة أن المكرب يدع أب ذيبان بن شهر وصف نفسه في القرن الثاني قبل الميلاد بأنه مكرب قتبان وكل ود لدعم و اوسان وكحد ودهس وتبني وركمانز ويلقب في نقش آخر بلقب الملك وفي عهدهم شهدت قتبان نشاطاً عمرانياً واسعاً ولا تزال تحتفظ بالقلاع المنيعة والمدارس ومدافنها وأبراجها.
وهناك مصادر مختلفة تؤكد أن قتبان في عهد كانت تسيطر على كل بلاد مراد ويتضمن احد النقوش قانوناً سنة الملك محدداً قانون عقوبات القتل ويذكر النقش نفسه قبائل خاضعة لقتبان من بينها ردمان ومضحيهم وهي قبائل ترد أسماؤها باستمرار كقبائل مناوئه للسيئين في عهد ملوك سبأ وذي ريدان. ومنذ مطلع هذا القرن تبذل الحكومة اليمنية الجهود ، على قدم وساق ، من اجل بعث المدينة القديمة وإحياء معالمها الأثرية ، فتمديد الترميم إلى أو أبداها القديمة العريقة ، وتدب الحياة في عقبة مبلقة التي تؤدي من خلال الجبال إلى وادي حريب باقية حتى يومنا هذا دليلاً شاهداً على هذه الحضارة العريقة والتي كانت ولا تزال مركزاً تجارياً وثقافياً ودينياً رسمياً تطالعك عدة مبان تراثية عريقة ، تعتبر بجد ذاتها شاهداً حياً على مدى الازدهار والتطور اللذين شهدتهما دولة قتبان.
ومن المعروف أن هذه الدولة كانت فيها عدد من المدارس المشهورة تقوم بتعليم علوم الفلك والرياضيات وغيرها من العلوم وكانت عبارة عن مؤسسة تعليمية اقرب إلى الجامعة. وفي دولة قتبان التي ما تزال حضارتها وآثارها بادية في مظاهر الحياة .. ففي الخرائب والمقابر ومراكز العمران توجد ملامح حضارتها القديمة والممتدة إلى عصرنا هذا شاهداً حياً على تلك الأعمال الجبارة ظلت محافظة على غنائها وازدهارها التجاري مئات السنين وكانت اغنى وأجمل المدن المعروفة التي كانت تسهل الطريق للقوافل التجارية في ذلك الوقت.