فيما المعارك تهز العاصمة مقديشو
مقديشو / 14 أكتوبر / رويترز :احتدم القتال لليوم الثاني في العاصمة الصومالية أمس الأحد حيث اشتبكت القوات الإثيوبية مع المتشددين في أعنف معارك منذ أسابيع. واحتمى السكان بمنازلهم في الوقت الذي سعت فيه قوات إثيوبية تدعم الحكومة المؤقتة للقضاء من جديد على المقاتلين المزودين بكميات كبيرة من الأسلحة. وفيما يمثل معركة ضارية استؤنف تبادل إطلاق النيران والمدفعية الذي بدأ في مقديشو قبل فجر السبت. وذكرت وسائل إعلام محلية ان المقاتلين استولوا في احد أنحاء المدينة الساحلية على مركز للشرطة بعد فرار الضباط الذين كانوا يحرسونه. وفي أماكن أخرى خرج عشرات السكان الغاضبين إلى الشوارع للتعبير عن سخطهم إزاء العنف حيث احرقوا أكواما من إطارات السيارات مما أدى إلى ارتفاع أعمدة الدخان الأسود الكثيف إلى السماء. وقالت سهرة عثمان وهي أرملة وأم لخمسة من الأبناء "بدؤوا إطلاق النار مرة أخرى وليس لدي طريقة لأنقل أسرتي." وأضافت "ظللت أفر من منزلي وأعود إليه منذ وصول القوات الإثيوبية هنا ولكني الآن لا يمكنني حتى استئجار عربة يد." وانتقدت الجانبين للقتال في وسط المدينة بين آلاف من النساء والأطفال بدلا من اختيار أي موقع آخر ناء. وتقول وسائل إعلام محلية إن 15 قتيلا على الأقل سقطوا حتى الآن بينهم ما يصل إلى سبعة جنود إثيوبيين. وأصيب عشرات المدنيين من جراء الأعيرة النارية والشظايا الطائشة. وقال احد سكان مقديشو ويدعى علمي حسين وقد سقط ابن عمه قتيلا في معارك أمس إن من الأفضل أن يلقى المرء حتفه على الفور لا أن يلقى مصير الجريح في العاصمة الصومالية. وقال "الجرحى يموتون بشكل مؤلم هنا... دائما ما تكون الطرق إلى المستشفيات مسدودة كلما بدأت معركة.. والناس يموتون بسبب فقد الدم." وتواجه حكومة الصومال الهشة أنشطة مسلحة على غرار ما يحدث في العراق من انفجارات قنابل مزروعة على الطرق واغتيالات وهجمات انتحارية منذ أن أطاحت بمجلس المحاكم الإسلامية المتشدد في يناير بدعم من دبابات وطائرات إثيوبية. ولمحت اريتريا عدو إثيوبيا اللدود أمس الأول إلى أن أديس أبابا ربما تسحب بعض قواتها قريبا من الصومال في إطار مؤامرة لغزو اريتريا قبل الموعد النهائي المحدد في نوفمبر كي يتفق البلدان على الحدود المتنازع عليها فيما بينهما. ونفت إثيوبيا كل مزاعم اريتريا في الماضي ولكن القتال الجديد في مقديشو يمثل فيما يبدو تجددا لمساعي القوات الإثيوبية للقضاء على المسلحين. تأتي المعارك الجديدة مع المسلحين الذين تقول الحكومة إن منهم بعض المقاتلين الأجانب على صلة بتنظيم القاعدة في الوقت الذي تهدد فيه الخلافات السياسية بين الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء بحدوث انقسام في الحكومة الهشة. يقول محللون إن الخلاف دب بين الرئيس عبد الله يوسف ورئيس الوزراء علي محمد جيدي منذ توليا منصبيهما بنهاية عام 2004 بعد عامين من محادثات السلام في كينيا. ، لكن نطاق الخلافات اتسع في وقت سابق من هذا العام في الوقت الذي أيد فيه الرجلان شركات مختلفة على أمل استغلال ثروة البلاد النفطية المحتملة.