إسرائيل تقول لرايس..اتفاق السلام يتوقف على أمننا قبل قيام الدولة الفلسطينية
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز: قال مسعفون محليون إن هجومين صاروخيين للاحتلال الإسرائيلي قتلا أربعة فلسطينيين في قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأحد. وأكد متحدث عسكري للاحتلال الإسرائيلي الهجومين قائلا إن في الهجوم الأول قصفت طائرة ثلاثة رجال كانوا أطلقوا لتوهم صواريخ على جنوب إسرائيل. وأضاف أن الهجوم الثاني استهدف من الأرض صاروخا كان معدا للانطلاق. وتابع المتحدث أن نشطاء فلسطينيين أطلقوا أكثر من ألف صاروخ على إسرائيل خلال الشهور الأربعة المنصرمة. وقال مسؤول من حماس إن الصاروخ الذي أطلق من الجو أصاب حاوية عند مصنع قرب بلدة بيت حانون. وأضاف أن الرجال الثلاثة وبينهم أب وابنه لم يشاركوا في إطلاق الصواريخ. وذكرت حركة الجهاد الإسلامي أن أحد أعضائها استشهد في الهجوم الثاني وأصيب آخر. وشمال قطاع غزة منطقة كثيرا ما يستخدمها النشطاء في إطلاق صواريخ على جنوب مستوطنات إسرائيل. ونادرا ما تكون هذه الصواريخ قاتلة ولكنها تسبب ذعرا كبيرا وتعطل الحياة اليومية للسكان المحليين. وجاء الهجوم في الوقت الذي بدأت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي تزور المنطقة اجتماعات مع مسئولين إسرائيليين وزعماء فلسطينيين من حركة فتح لمناقشة مؤتمر السلام المزمع عقده في وقت لاحق من هذا العام. وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لنظيرتها الأمريكية كوندوليزا رايس أمس الأحد إن أي اتفاق تأمل واشنطن التوسط فيه لإقامة دولة فلسطينية لن ينفذ قبل ضمان تحقيق الأمن لإسرائيل. وتحاول رايس التي تقوم بثالث زيارة لها خلال ستة أسابيع للمنطقة تضييق الخلافات بين الجانبين قبل مؤتمر ترعاه الولايات المتحدة متوقع عقده في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري في أنابوليس بولاية ماريلاند ولكن لم يعلن موعد رسمي بعد. وما زال هناك خلاف بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن وثيقة مشتركة تقدم في المؤتمر والتي ستكون بمثابة نقطة انطلاق للمفاوضات حول قضايا رئيسية مثل الحدود ومصير القدس وملايين من اللاجئين الفلسطينيين. ويصر زعماء إسرائيليون على أن أي اتفاق في المستقبل لن ينفذ إلا بعد أن يقوم الفلسطينيون بالوفاء بالتزاماتهم بموجب "خارطة الطريق" للسلام المدعومة من الولايات المتحدة والتي تحدثت عن خطوات متبادلة نحو إقامة الدولة الفلسطينية. وتطالب خارطة الطريق التي تم التوصل إليها عام 2003 الفلسطينيين بقمع النشطاء كما تطالب إسرائيل بوقف توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة وإزالة عشرات المواقع التي أقيمت دون إذن من الحكومة الإسرائيلية. وقالت ليفني للصحفيين وكانت تقف بجوارها رايس إن الفلسطينيين "في حاجة إلى فهم أن تنفيذ الاتفاقات المستقبلية سيتم فقط طبقا لمراحل خارطة الطريق.. بمعنى أن أمن إسرائيل يأتي أولا ثم إقامة الدولة الفلسطينية."، وأضافت "ما من أحد يريد وجود دولة إرهابية أخرى في المنطقة" في إشارة ضمنية لمخاوف من احتمال قيام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو بنفس الخطوة في الضفة الغربية التي تسيطر عليها حاليا حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت ليفني كبير مفاوضي إسرائيل في المؤتمر إن الدولة اليهودية مستعدة للمضي قدما في مباحثات مع الفلسطينيين وإن كان الوضع "معقد...أكثر من أي وقت مضى". وقالت رايس لليفني إنها تأمل أن تساعد زيارتها في "المضي قدما في العمل الذي تقومون به بشكل ثنائي مع الفلسطينيين إلى جانب مواصلة التخطيط لاجتماعات انابوليس." وفي طريقها إلى إسرائيل صرحت رايس للصحفيين بأن من غير المرجح ان يتم التوصل إلى اتفاق بشأن وثيقة خلال رحلتها التي تستمر يومين والتي ستلتقي فيها برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في وقت لاحق وبعباس اليوم الاثنين. وقالت رايس في وقت متأخر من مساء السبت "إنهم يجرون بعض المباحثات العسيرة وأعتقد أن تلك المباحثات ستستمر لفترة من الوقت." وفي وقت لاحق قدم وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك رايس لوزراء بالحكومة واصفا إياها بأنها شخص يؤيد جهود السلام وردت رايس قائلة "سوف أستعين بكل مساعدة ممكنة."، كما أن هناك خلافا بين إسرائيل والفلسطينيين بخصوص دعوة عباس لتحديد جدول زمني لاختتام ما يطلق عليها مفاوضات "الوضع النهائي" لإقامة الدولة الفلسطينية. ويعارض أولمرت تحديد جدول زمني محذرا من أن عدم الالتزام بالموعد المحدد من الممكن أن يزيد من مشاعر الإحباط ويشعل العنف. ولكنه قال إن هدفه هو التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء فترة الولاية الثانية للرئيس الأمريكي جورج بوش في يناير عام 2009.