مدارات
محمد الأميرقد تبدو الفروقات وأضحة بين الأحزاب الإسرائيلية في برامجها التي تخوض عليها المعركة الانتخابية القادمة إلا إنها لا تشكل أي فارق للمواطن الفلسطيني الرازح تحت قصفها وشعاراتها.فخلف الجدار العنصري الذي أرساه شارون من قبل تقف جميع الأحزاب الإسرائيلية للتباري في معركة انتخابية أمام ناخب إسرائيلي لا يستطيع ان يميز بينها إلا بمن تعده منها بمزيد من الأمن والأمان والمزيد من التنكيل بالفلسطينيين.فالأحزاب الإسرائيلية جميعها لا تجد ما يقربها للناخب الإسرائيلي سوى المادة الفلسطينية التي تجد في الكيل والمزايدة عليها مورداً رئيساً للأصوات.ومن حيث تقف الأحزاب الإسرائيلية بدءاً من الليكود في اليمين ومروراً بكاديما في الوسط حتى العمل في اليسار فانها تسوق الشعارات بطرق مختلفة وألوان متعددة حتى لتبدو إنها مختلفة كلية في الشارع الإسرائيلي.. إلا إنها لا تعني للفلسطيني سوى المزيد من التصعيد العسكري والإعتداءات المستمرة.فالليكود يجي هذه المرة بلاءات ثلاث لا لتحويل الأموال إلى حكومة ترأسها حماس ولا لتوظيف عمال فلسطينيين داخل الخط الأخضر داخل إسرائيل وقبلهما لا للمفاوضات.وعندما ننظر إلى برنامج كاديما الذي جاء به شارون ويحمل لواءه اليوم ايهود أولمرت نجد ان شعاره الانتخابي يحمل لاءات ثلاث يسوقها بصيغة مختلفة ولكن أكثر تفصيلاً فهو لا يرفض المفاوضات وحسب بل يقطع الأمر حاسماً لا للدولة الفلسطينية من اصله ولا لعودة اللاجئين ولا يعترف بحدود 1967م ناهيك لا رابعة عن (قدسية) القدس لإسرائيل.وبينهما يقف العمل الذي يكرس فرض الحصار على التجمعات الفلسطينية والتمسك وعدم التفريط بالكتل الفلسطينية.ولذا فلا فرق بين البرنامج سوى بالألوان التي تزركشها للناخب الإسرائيلي عدا اللون الأسود القاتم الذي يبقى للفلسطيني وحده.ونجد ان التباري بين قادة هذه الأحزاب الإسرائيلية يرفع رصيد الأكثر ضراوة بينهما على الجانب الفلسطيني ونجد هنا أن العمل وهو الأقل ضراوة قد خفض سقفه إلى الحد الذي يرى فيه انه مستعد للتفاوض إلا أنه لا يجد شريكاً للتفاوض وهو الحد الأدنى لدى الناخب الإسرائيلي.بينما جميعها يتفق على مصادرة الأراضي الفلسطينية أو بالأصح المزيد من الأراضي الفلسطينية وكذا تهجير المزيد من الفلسطينيين بمقابل استيعاب المزيد من يهود روسيا وإثيوبيا وأمريكا اللاتينية.ولا يبدو قادة الأحزاب في إسرائيل أكثر فرقاً في هذه الانتخابات عن أية انتخابات سابقة كونهم جميعاً من القادة العسكريين والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ومن لم يكن عسكرياً فهو مطوق بالعسكر فلا جديد لديهم بان تبقى قضية الصراع مع الفلسطينيين محوراً اساسياً للانتخابات سوى ان يكون مقدار العداء وحدته عنواناً انتخابياً أكثر تناسباً وقبولاً في الشارع الإسرائيلي.