قصة قصيرة
لملم أشواقه مستعداً للرحيل،وقبل أن يغادر برزت له أنثى رمت بمجدافها صوب بحره علقت بعضاً من أحلامه عليه.وكانت تلك الأنثى تقف دائماً في فسحات آهاته المتأججه استهل سؤاله لها!لماذا الأنثى دون المخلوقات الأخرى تستحوذ على أفكار الناس؟وتعلو وتدنو في مخيلاتهم.. وتشرئب في إحساسهم؟لماذا هي هكذا؟ تشكل أخصوبةً للألم وتزيد في إنقاذ المُهج،وترسم صورة أسطورية تتحطم فوقها الإناث وتبرأ من خصائصها وصفاتها المعتقة الجروح المستعصية من الشفاء. وقبل أن ينتهي من أسئلته استوقف على أرض قاحلة،نشراً شرعته عليها وبات ليلهُ هناك،ذهب إلى هاتيك المدينة وجد شوارعها وأزقتها محفوفة بالهموم وظل نهاره هناك.جاءه رجل تبدو على وجهه ملامح التقى،ودنا منه...ألقى همومه وبؤسه الحائر عليه وكان رد ذلك التقى بمدلول التجربة باعتصار الحُزن في تلك المدينة المكتظة بالشقاء،وعمل بنصائحه.لكنه أضحى مطارداً في الأزقة ونشر أشرعته مرة أخرى.مرت السنوات وبعد تلك المعاناة وجد عملاً وسكناً مريحاً..كان يتجلى سمعه لأصوات المارة وكان يسكن في ذلك الوطن بدون...على رأسه قطع كثيرة من الأقمشة المهترئة وبعض من الأسلاك النحاس وكذا علب فارغة كعقول...دخل يفترش بعقله هو وإيقاعه المتفائل المقرون بالشؤم،ونسي تلك الأنثى وعاش غريباً،يفرد السكون. [c1]محمد علي الجنيد[/c]