في استطلاع لواقع الأسرة العربية والمشاكل التي تواجهها
صنعاء / سبأ:اعتبر مختصون ومهتمون عرب قضايا الزواج المبكر وعدم إجراء الفحص الطبي قبل الزواج وغياب القوانين التشريعية الخاصة بالقضايا الأسرية اهم المشاكل والمعوقات التي تعاني منها الأسرة العربية وتعرقل اهدافها في تنمية شاملة وتحسين أوضاعها وقدراتها في مواجهة تحديات المستقبل .وكالة الأنباء اليمنية (سبأ ) استطلعت واقع الأسرة العربية وما تواجهه من مشاكل اجتماعية واقتصادية من خلال مجموعة من المختصين والخبراء العرب المشاركين في فعاليات الإحتفال باليوم العربي للأسرة الذي عقد مؤخرا في صنعاء .وفي هذا الصدد تقول مديرة إدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية الوزيرة المفوضة منى سمير كامل « إن الأسرة العربية تواجه تحديات كثيرة وبنسب متفاوتة »، مشيرة إلى أن هذه التحديات تتمثل في عدم استقرار المجتمع والبطالة وتدني مستوى الأجور ومشاكل اقتصادية تؤثرعلى الجانب النفسي لأفراد المجتمع ومنها تتولد مشاكل مثل العنف الأسري او المجتمعي.واستعرضت منى كامل أوضاع الأسرة العربية وما تعانيه منه من المشاكل الاجتماعية اهمها قضية الزواج المبكر وكذا ظهور انواع عديدة للزواج غير مقبولة.ودعت كامل لوجوب العمل على استقرار المجتمع بداية من حماية الأطفال وحماية الأسرة والمرأة و تعزيز ودعم الجهود للإرتقاء بأوضاعهم الاقتصادية و الاجتماعية، معتبرة الزواج مؤسسة هامة تشمل كل افراد الأسرة التي تبدأ بشخصين وتنتهي بأسرة كبيرة.وقالت « كل البلدان العربية موقعة على اتفاقية حقوق الطفل التي تحدد إنتهاء سن الطفولة عند 18 سنة وتم اخذ بنود الإتفاقية من الدين الإسلامي، إلا أنه يجب أن يحدد سن الزواج لأن زواج صغار السن سبب الكثير من الإشكاليات ومنها عدم القدرة على تحمل اعباء الحياة لأن الصغار لم يمارسوا طفولتهم ولا يستطيعون انشاء جيل يتحمل مسؤلية مجتمعات اخرى» .وأعتبرت سن 18 سنة دوليا وعلميا سناً مناسباً للحمل والإنجاب ولكن هذا ليس ملزما لكل الدول العربية كون الجامعة العربية التي هي مظلة الأجتماع العربي لا تستطيع الزام الدول العربية تحديد سن الزواج وذلك لأن لكل دولة عربية خصائصها وظروفها الخاصة .ودعت مدير إدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية وسائل الإعلام وأصحاب الفضيلة العلماء للقيام بالتوعية و ارساء قواعد استقرار المجتمع والنظر بتجرد من الناحية العلمية فيما يخص السن المناسبة لزواج الفتاة والذي من الأفضل أن لا يقل عن 16 سنة .من جانبهما اوضح نائب رئيس منظمة الأسرة العالمية رئيس الجمعية التونسية للأمهات سيدة العقربي ورئيس منظمة الأسرة العربية جمال بن عبيد البح أن مجالات الأحوال الشخصية والقوانين التي تحمي الأسرة والأطفال والأم ككل هي ضمن مقومات اهداف الألفية للتنمية في توفير الصحة للجميع و التعليم وتقليص الفقر ووفيات الأمهات و الرضع وتوفير مناخ سليم للأطفال.ونوها إلى أن الأسرة نواة المجتمع وخليته الأولى فإذا أحسنت الأسرة تهيئة اطفالها وشبابها بشكل جيد تستطيع ان ترفع قدرتها على مواجهة تحديات المستقبل.وبينا ان الزواج المبكر له انعكاسات سلبية كثيرة، ففي بعض الدول العربية تقوم الكثير من الأسر بتزويج بناتها وهن صغيرات، دون مراعاة حقوق الفتاة في التعليم ومتطلبات مرحلة الطفولة فزواج الصغيرات يحرمهن من هذه الحقوق.وأكدا ضرورة واهمية الإتفاق فيما بين الدول العربية على تحديد سن مناسب للزواج، وكذا ضرورة إهتمام أفراد المجتمع بإجراء الفحص الطبي الفعلي قبل الزواج وتعميمه في كل الدول العربية للوقاية من الأمراض الوراثية وغيرها وتأمين أسرة سليمة و جيل سليم .الى ذلك أعتبرت مدير مركز ادارة المرأة و الطفولة بوزارة الشؤون الإجتماعية والعمل بالكويت جميلة الخليوي عدم تحمل المسؤلية من قبل الشباب المتزوجين في الكويت من اهم المشاكل التي تواجه الأسرة الكويتية ، مدللة بوجود الكثير من حالات الطلاق بسبب اللامبالاة من رب الأسرة او الزوجة وعدم قدرتهما على تحمل مسؤليات الأسرة .وأكدت ان موضوع الزواج من اهم المواضيع التي يجب التطرق اليها لان الأسرة نواة المجتمع و الزوج و الزوجة اذا صلحا صلح المجتمع .وبينت الخليوي ان وجود الكثير من حالات الطلاق بين الأسرة الكويتية يرجع الى صغر السن للزوجين كما ان الشباب الكويتي مدلل وينعم بوضع اقتصادي جيد الأمر الذي يجعله يستهتر بالحياة الأسرية ولا يتحمل المسؤولية في تكوين حياة اسرية متماسكة وصحيحة، آملة ان يتم فرض قوانين لتحديد سن الزواج . مدير عام الضمان الإجتماعي بمحايل عسير المملكة العربية السعودية عبدالحكيم الشهراني أعتبر الزواج المبكر وعدم الإهتمام بالفحص الطبي قبل الزواج والتعامل مع افراد الأسرة الأبناء والعنف الأسري نقاط ومحورية تعاني منها الأسرة العربية وأنه يجب عمل معالجات خاصة لحماية الأسرة العربية اجتماعيا وأمنيا و اقتصاديا وتربويا وتحقيق مجتمع وأسر آمنة و سليمة .وقال الشهراني « اتحدى أي مجتمع مهما كانت قوته ان ينهض بدون الأسرة فهي نواة المجتمع فإذا كانت الأسرة سليمة كان المجتمع سليماً ». وتمنى ان يتم تطبيق الفحص الطبي قبل الزواج في جميع الدول العربية بشكل الزامي وليس اختياريا الى جانب مواجهة الزواج المبكر ،أملا في أن تتفق الدول العربية على وضع خطط وقرارات مناسبة فيما يخص قضايا الأسرة العربية وأن يلمس المجتمع نتائجها و مخرجاتها .رئيس مجلس القضاء بالجزائر زبيدة شرف الدين أشارت إلى أن عدم تفهم الزوجين للحياة الزوجية من المشاكل الكبيرة التى تواجه الأسرة العربية وعدم المعرفة والقصد من العقد الذي يربطهما خاصة وانه في بعض التشريعات يختلف تعريف الزواج و ما المقصود منه و الهدف من عقد الزواج .وقالت «ان الشريعة الإسلامية جعلت الزواج عقد رحمة ومودة و إحسان بالإضافة إلى المحافظة على الأنساب ».وأكدت أن عدم التعرف على ماهية الزواج احدى المشاكل التي تواجهها الأسرة العربية الى جانب المشاكل الاجتماعية التي يعيشها الفرد العربي خاصة عندما يتعلق الأمر بالسكن المنفرد عن أهل الزوج أو عند عدم وجود عمل للزوج بحيث لاينفق على زوجته، فالناحية الأقتصادية تؤثر كثيرا على تعامل الزوج مع زوجته فتصبح العشرة الزوجية غير منسجمة.وأعتبرت عدم التحكم الجيد في تربية الأطفال من ضمن المشاكل نتيجة لآثار العولمة والإنفتاح على العالم الأمر الذي جعل الأسرة العربية المسلمة غير قادرة على تتبع اثر اولادها و احيانا يتفلت الولد من قبضة الأبوين .وثمنت دور منظمات المجتمع المدني في التفاعل مع قضايا الأسرة مؤكدة ضرورة الأهتمام بالعمل الميداني من قبل تلك المنظمات في رصد ومعالجة اوضاع الأسرة العربية اكثر من الجانب النظري . من جانبها أكدت مدير إدارة الأسرة بوزارة الرعاية الإجتماعية وشؤون المرأة والطفل بالسودان وعضو مجلس ادارة منظمة الأسرة العربية الدكتورة وداد ابراهيم حسن خليل ان الزواج المبكر من اهم المشاكل الإجتماعية التي تؤثرعلى الأسرة العربية .وطالبت أن يكون هناك صفات للسن التي ممكن ان تتزوج فيها الفتاة ليس بالضرورة أن تكون بين 19 - 20 عاماً ولكن حتى تبلغ الفتاة سن الرشد، ولفتت إلى وجود انواع غريبة من الزواج في السودان ينتج عنها مشاكل اجتماعية وصحية مؤثرة على الأسرة السودانية والعربية بشكل عام . كما طالبت بتشجيع الزواج الشرعي بشروطه المتعارف عليها و بسن مناسبة للزواج و تبني منظمات المجتمع المدني و تيسيرها لزواج الشباب وكذا الاتفاق كمجتمعات عربية إسلامية على الصفات التي يمكن ان تتزوج فيها الفتاة في سن الرشد ولتكن 17 عاما .وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لقطاع التنمية بالجمهورية اليمنية علي صالح عبدالله أوضح ان الزواج من اهم الموضوعات التي تؤثر على الأسرة العربية لإرتباطه بعدد من الوظائف مثل - الإنجاب -التكافل التعاون بين افراد الأسرة والالتزامات و المسؤوليات.وأعتبر الأسرة خلية المجتمع الأولى وتماسك بنيانها وتعزز مكانتها ينعكس ايجابا على المجتمع بشكل عام .وأشار الى ان الزواج المبكر يحدث اختلالات داخل الأسرة في بعض المجتمعات من حيث تجسيد المسؤوليات والالتزامات خاصة فيما يتعلق بمسؤولية الرجل ومسؤولية المراة وفيما يتعلق بالمساواة وحق الاختيار للحياة الزوجية من قبل المرأة و الرجل .وقال «اذا استطاعت الدول العربية تنفيذ الحد الأدنى من التوصيات التي تخرج بها اللقاءات و الملتقيات المتعلقة بقضايا الأسرة العربية فهي في وضع جيد» .. موضحا ان التوصيات التي تخرج بها اللقاءات ليست في الغالب ملزمة و تأخذ بها الدول في حدود امكاناتها .وخلص وكيل الشؤون الإجتماعية الى ضرورة ان تكون الإتفاقيات الدولية والإتفاقيات العربية المتعلقة بالقضايا الإجتماعية والأسرية التي يتم التوقيع والمصادقة عليها بين الدول العربية ملزمة وتنعكس في قوانين وطنية تلزم الدول والحكومات من خلال لجان التنسيق المسؤولة عن متابعة وتنفيذ تلك الإتفاقيات في كل دولة بحسب ظروفها و امكاناتها .