تقاس أهمية المكتبات العامة بمدى قدرتها على تزويد القراء بحاجات ثقافية وحضارية وإبداعية. واتساع هذه المكتبات العامة لكل جديد من مؤلف الكتاب والأدباء والمفكرين والعلماء وتقديم كل جديد ومفيد من ألفاظ الحضارة والمصطلحات العلمية، فضلاً عن الاهتمام بالكتب المترجمة التي يقوم بها الموهوبون ممن يمتلكون فن لترجمة اللغات العالمية إلى لغتهم اللغة العربية، وينقلون إبداعات الأمم.ومن المترجمين الذين تميزت بهم اليمن المفكر والمبدع أحمد عمر بن سلمان، هذا المفكر الذي أعد واحداً من أقوى البرامج الإذاعية الناجحة ومنها المترجمة عن اللغة الانجليزية ( برنامج العلم والإنسان)، إضافة إلى ترجمة الصحف والمجلات الانجليزية للصحافة اليمنية ومنها أخبار الساعة التي يجب أن تزود بها المكتبات العامة في عدن ومكتبة جامعة عدن وغيرها من المكتبات العامة في الجمهورية، إن المكتبة العامة هي السفير الوحيد بين الكتاب والقراء وتحمل أشواق الكتاب والقراء في وقت واحد، حيث يزود المؤلف القارئ العادي بالمعلومات القيمة والجديدة التي تواكب العصر الحديث.إن معظم المكتبات اليمنية لا تهتم بمؤلفات الشعراء اليمنيين، حيث نجد مئات الدواوين المكدسة في رفوف المكتبات للشعراء العرب من مختلف الدول العربية بينما نجدها تفتقر للمؤلفات اليمنية وبالذات للشعراء اليمنيين في العصر الحديث..أجل أننا نمتلك نخبة جيدة من الشعراء والكتاب والمفكرين فلماذا تتجاهلهم المكتبات العامة، إنه من الضروري أن يتعرف القارئ اليمني العادي على أدباء ومفكري وطنه أولاً ثم التعرف على الكتاب والأدباء من الدول العربية والعالمية، وأنا شخصياً لست ضد الثقافة العالمية، ولكننا يجب أن نتعرف على ثقافتنا المحلية ونعطي جزءاً كبيراً من اهتمامنا بالكتاب والأدباء اليمنيين.[c1]أقسام المخطوطات في المكتبات العامة [/c]تعتبر المخطوطات التاريخية مرجعاً أساسياً لدراسة تاريخ الشعوب، وقد اعتنى بها اليمنيون منذ القدم بحفظ المخطوطات وتناقلها بين الأجيال، وقسم المخطوطات في المكتبات العامة يعتبر من أهم الأقسام لأنها تحتفظ بالمؤلف الأصلي للكتاب وتعتبر من الكنوز الثقافية والعلمية التي يجب علينا الاهتمام بها، وحمايتها من التلف، من خلال توسيع أقسامها في المكتبات، واستخدام أحدث الوسائل للحفاظ عليها. لتبقى رمزاً لأصالة الحضارة اليمنية التي أضاءت الدنيا.وتوجد في المكتبات العامة مئات الآلاف من المخطوطات تعود إلى خمسة قرون، من التشريع والفلسفة والفلك والكيمياء والعلوم والتاريخ إضافة إلى تفاسير القرآن الكريم والأحاديث النبوية والفقه حيث تأخذ هذه الكتب الدينية مساحة كبيرة من المكتبة.كما تحتوي المكتبات على مخطوطات تتضمن موضوعات اقتصادية واجتماعية وسياسية من عصور الازدهار السالفة، وهي مخطوطات أكثر من مفيدة في تحقيق وقائع التاريخ والمجتمع وهذا ما لفت نظري في هذه الأقسام التي لم تمنح حقها في قيمتها التاريخية.. رغم وجود المتخصصين في هذا المجال والذين يعملون في مرافق ليس لها علاقة بتخصصهم العلمي لأن بعض المسؤولين في الهيئة العام للكتاب والمكتبات يوجد اعتقاد لديهم بأن المخطوطات هي مراجع تاريخية تحتوي على طقوس غامضة وأسرار عن الحياة في القرون الماضية، وتكشف للباحثين عبقرية كتاب هذه القرون وأساليبهم الأدبية.إن الاهتمام بالمكتبات العامة، وبكل ما تحتوي من كتب قديمة وحديثة ومجلات وصحف تتعلق بأخبار الساعة ومخطوطات قديمة وحديثة يجب حمايتها وحماية الملكية الخاصة لكتابها، وإدخال الكمبيوتر والانترنت والحاسوب في هذه المكتبات لأنها الوجهة الحضارية للأمة، ونحن نؤكد أننا نمتلك الكادر المتخصص القادر على قيادة المكتبات وتطويرها إذا تم وضعه في المكان المناسب، والعمل على فتح دورات تأهيلية لكوادر المكتبات العامة والتخصصية باستمرار، لأن عالم الثقافة والسياسة عالم مليء بالتطورات والأحداث الساخنة التي تتطلب التجديد المستمر حسب الأحداث الجارية في العالم، والتطورات الساخنة في العالم، وبروز كتاب وشعراء جدد يتحدثون حول هذه القضايا الساخنة، كما نجد أفكاراً جديدة لمفكرين ومبدعين ومخضرمين تتعلق بالأحداث السياسية الجارية في العالم، التي أصبحت تسيطر على معظم واجهات المكتبات العامة وواجهات دور النشر الحديثة والأكشاك وهذا ما يجعلنا ندعو إلى ضرورة تحديث المكتبات العامة.
|
ثقافة
دعوة لتحديث المكتبات العامة
أخبار متعلقة