مجلس النواب الأميركي يحظر إقامة قواعد دائمة في العراق
بغداد / وكالات :قتل خمسة ضباط شرطة صباح أمس وأصيب شرطيان جراء تفجير استهدف دوريتهم على الطريق بين الديوانية والحلة جنوب بغداد.وأكد مصدر حكومي أن قنبلة كانت مزروعة في الطريق انفجرت أثناء مرور الدورية التي كانت عائدة من عملية مشتركة مع القوات الأميركية.ومعلوم أن الديوانية (130 كيلومترا جنوب بغداد) كانت مسرحا لاشتباكات عنيفة بين الجيشين الأميركي والعراقي ومليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الديني مقتدى الصدر.وأتت هذه العملية بعد يوم من مقتل 51 عراقيا وإصابة أكثر من 150 آخرين بجروح في هجومين مفخخين وإطلاق نار عشوائي في بغداد أثناء احتفالات العراقيين بتأهل منتخب بلادهم إلى الدور النهائي في بطولة كأس أمم آسيا.وانفجرت سيارة مفخخة في جمهرة من المحتفلين بالفوز على كوريا الجنوبية في حي المنصور غربي بغداد, وأسفر الانفجار عن مقتل ثلاثين شخصا وإصابة 75 آخرين بجروح.وبعد 45 دقيقة من هذا الهجوم انفجرت سيارة مفخخة ثانية في حي الغدير شرقي بغداد قرب نقطة تفتيش تابعة للجيش، ما أسفر عن مقتل عشرين شخصا وإصابة ستين آخرين بجروح.في هذه الأثناء ذكرت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية أن مسلحين سنة وآخرين شيعة شكلوا تحالفا لمواجهة القوات الأميركية في أحد أحياء بغداد.وأوضحت الصحيفة أن القادة العسكريين الأميركيين نجحوا في النصف الأول من العام الجاري في تجنيد مقاتلين سنة من قبيلة الكرطاني لمحاربة نفوذ القاعدة في حي الشرطة والعامل القريب من المطار.
وأضافت أن هذه الجماعة انقلبت بعد هزيمتها للقاعدة ضد الأميركيين وشكلت تحالفا مع مليشيا شيعية هو الأول من نوعه في العراق.ونقلت الصحيفة عن شيخ قبيلة الكرطاني تركي الكرطاني قوله "قاتلنا الشيعة (فيما مضى) بضغط من القاعدة والآن بعد دحرها يجب أن نركز على العدو الحقيقي وهو الجيش الأميركي".وأوضح الكرطاني أنه اتصل مع جيش المهدي وأبلغهم أنه أجبر القاعدة على مغادرة المنطقة داعيا إلى التقارب بين الطرفين.وقال إن التحالف الجديد شن هجمات على القوات الأميركية ودمر عددا من مركباتها وأثمر كذلك تفاهما على إسكان عدد من المهجرين من الجانبين في المنازل التي أخليت جراء الفرز الطائفي.من جانبه قال قائد جيش المهدي في جنوبي غربي بغداد نصير أبو درع إن بعض زملائه في المناطق الأخرى أبدوا غضبهم جراء التفاهم مع المقاتلين السنة. وأضاف "لكني أقود هذه المنطقة وأؤمن بأنها اللحظة المناسبة لبدء مستقبل جديد".ولم يعلق القادة العسكريون الأميركيون على هذه المعلومات لكن قائد الشرطة العراقية عباس أحمد قال إن "هذه المنطقة شهدت توقفا في الاقتتال بين السنة والشيعة".سياسيا وبشأن موقف جبهة التوافق العراقية من الحكومة, قال البيت الأبيض إنه يراقب موقف الكتلة البرلمانية السنية الرئيسية التي تهدد بالانسحاب من الحكومة. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أن من المهم أن يعمل كافة الفرقاء السياسيين معا وأن واشنطن ستراقب هذا الأمر.وقد أمهلت الكتلة التي تقاطع اجتماعات الحكومة منذ يونيو الماضي رئيس الوزراء نوري المالكي أسبوعا لتلبية مطالبها المتمثلة بوقف الغارات والاعتقالات التي تنفذها -حسب ما تقول- مليشيات شيعية متحالفة مع ائتلاف المالكي في مناطق وأحياء سنية. وتملك جبهة التوافق 44 من مقاعد البرلمان الـ275.في تطور آخر قرر مجلس النواب الأميركي حظر إقامة قواعد عسكرية أميركية دائمة في العراق، في آخر مسعى يقوم به الديمقراطيون للضغط على إدارة الرئيس جورج بوش بشأن الحرب في البلاد.وقالت النائبة الديمقراطية باربرا لي التي قدمت النص إنه اعتمد بغالبية 399 صوتا مقابل 24، موضحة أن القانون يظهر بوضوح أن الولايات المتحدة لا تنوي البقاء إلى ما لا نهاية في العراق.